ليس مستغرباً توجه قادة البلدين (الكويت والمملكة العربية السعودية) لزيارات متبادلة متكررة وموثقة، نظراً لطبيعة التداخل والتمازج التاريخي والواقعي ووحدة المصير وعراقة الأصل بين الجانبين، وهذا ما يفهم من تسلسل الأحداث والوقائع التاريخية بين الجانبين.
أولى زيارات صاحب السمو الخارجية
توجّه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة رسمية تحمل أهمية خاصة فهي أول زيارة خارجية لحضرة صاحب السمو بعد توليه كرسي الإمارة.
زيارة سموه سبقها قبل أيام زيارة رسمية قام بها الأمير تركي بن محمد آل سعود، وزير الدولة السعودي، إلى الكويت.
وتهدف زيارة صاحب السمو الأمير، الشيخ مشعل الأحمد، تدعيم العلاقات الثنائية وتعزيز خصوصيتها وتوثيقها ضمن منهج التشاور المستمر والمتبادل بين البلدين الشقيقين.
ويبقى البعد الخاص في الزيارة الذي يتناول التطورات الإقليمية والدولية والتهديدات المشتركة التي تواجه الكويت والمملكة ضمن رؤية وحدة المصير المشترك، حيث جاء توقيت الزيارة في ظل توترات في العراق وإيران ومهاجمة القواعد الأمريكية وأزمات البحر الأحمر وتهديدات الحوثيين للملاحة الدولية دون نسيان أحداث قطاع غزة، وبعد تسلم الكويت رئاسة منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” حاليًا.
تسلسل تاريخي يؤكد عمق العلاقات
إن العلاقة بين الشعبين واضحة وجليّة وانعكست على العلاقة بين القيادات عبر القرون حين استضافت الكويت وأمراؤها الملك عبد العزيز آل سعود في البلاد قبيل بدئه بمساعي توحيد المملكة.
وحين الغزو العراقي للكويت استضافت المملكة جهود التحرير والحكومة المؤقتة وحشود الكويتيين الذين دخلوا المملكة حينها.
وفي العهد الحالي يظهر عمق التنسيق المشترك بين قيادات الجانبين وبعد النظر المتمثل بضرورة تأصيل وتعزيز هذه العلاقة ولعل حادثة حقل الدرة النفطي والأزمة مع إيران حينها، أكبر مثال على نجاعة التنسيق المشترك لمواجهة الأخطار المحيطة.
مجلس التنسيق
شهد عام 2018 فصلاً جديداً من توطيد العلاقات الكويتية السعودية، حيث تم إنشاء مجلس التنسيق السعودي – الكويتي، وذلك في عهد سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو مجلس تنسيقي تندرج تحت مظلته مجالات التعاون والعمل المشترك بين البلدين بهدف ترجمة العلاقات الوطيدة والوصول بها إلى التكامل.
ويهدف المجلس إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية وبناء منظومة تعليمية فعالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان.
وفي 5 يونيو 2021 عقد الاجتماع الأول لـ”مجلس التنسيق السعودي – الكويتي” بتوجيهات الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
أبرز محطات زيارات صاحب السمو
تعتبر السعودية أكثر بلد زاره صاحب السمو الشيخ مشعل في فترة ولايته للعهد في السنوات الثلاث الأخيرة، وبلغت تسع مرات خلال فترة ولايته للعهد التي امتدت نحو ثلاث سنوات.
– يونيو حزيران 2021 زار ولي العهد الشيخ مشعل المملكة.
– مع انعقاد قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الرياض في أكتوبر 2021 توجه سموه لحضور القمة.
– في منتصف ديسمبر ترأس سموه وفد البلاد في دورة 42 المجلس الأعلى للتعاون الخليجي.
– وفي قمة جدة للأمن والتنمية، زار سموه جدة في يوليو 2022.
– توجّه سموه للرياض في ديسمبر 2022 بعد انعقاد الدورة 43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي والقمة الخليجية الصينية والقمة العربية الصيني.
– ترأس سموه وفد الكويت في قمة جدة العربية في المملكة في مايو أيار 2023، ليعود سموه لزيارة المملكة في يوليو تموز للمشاركة باللقاء التشاوري الـ 18 للقادة الخليجيين والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى.
– في قمة آسيان-الخليج في الرياض، زار سموه المملكة مترأسًا وفد الكويت في أكتوبر تشرين 2023.
– في القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض، قاد سموه وفد البلاد في الـ 11 من نوفمبر تشرين الماضي.
وللتذكير فإن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زار الكويت في نهاية عام 2016.
أما زيارات كبار مسؤولي البلدين فهي كثيرة ودورية وتتناول التنسيق المشترك بمختلف القضايا والتطورات.
بذلك فإن توجّه صاحب السمو أمير البلاد نحو المملكة لم يأت مفاجئا بعد خطاب القسم الذي أوضح ثبات السياسة الخارجية الكويتية الداعمة لوحدة الصف الخليجي وعلى رأسها العلاقات المتجذرة مع المملكة التي تحمل أهمية قصوى لدى قادة البلدين.
This post has already been read 173 times!