تكتسب زيارة وفد مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية وهو من أبرز المؤسسات الأكاديمية في العالم التي تُعنى بدراسة الحضارة الإسلامية وفهمها في سياقها التاريخي والمعاصر لدولة الكويت أهمية كبري، حيث تهدف الزيارة إلى استعراض الشراكة بين مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية.
وتمثل الشراكة بين مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية تقاطعًا طبيعيًا بين مؤسستين تمتلكان رؤى مكملة: الأولى تركز على تمويل البحث العلمي وبناء القدرات المحلية والإقليمية، والثانية تجمع خبرات أكاديمية عميقة في الدراسات الإسلامية والحوار الحضاري على مستوى عالمي.
أهمية الزيارة
تأتي زيارة وفد مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية إلى دولة الكويت في سياق يتجاوز الطابع البروتوكولي، لتعكس تحولًا استراتيجيًا في مسار التعاون الأكاديمي والثقافي بين المؤسسات العربية والعالمية . فالزيارة – بما تضمنته من لقاءات رفيعة المستوى مع القيادة السياسية الكويتية – تؤكد إدراك الكويت العميق لأهمية القوة الناعمة المعرفية ودورها في ترسيخ مكانتها كجسر بين العالم الإسلامي والغرب.
وقد ضم الوفد الزائر رئيس مجلس أمناء المركز صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ونائب الرئيس صاحب السمو الملكي السلطان نازرين شاه بن السلطان عزلان محب الدين شاه، والسادة أعضاء المجلس: سمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، وفخامة الدكتور عبدالله غول، ومعالي المدير العام لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الأحمد الصباح، والدكتورة رجاء عيسى القرق، ومدير المركز الدكتور فرحان نظامي، والدكتور باسل عبدالجابر مصطفى، وذلك بمناسبة زيارتهم للبلاد واستعراضهم أوجه التعاون بين المركز ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
من الناحية الرمزية، تُجسد الزيارة تقديرًا متبادلًا بين مؤسسات الفكر والسياسة، إذ يجمع مركز أكسفورد بين أصالة التراث الإسلامي ومنهجية البحث الغربي، فيما تمثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي نموذجًا عربيًا في دعم البحث والابتكار ونقل المعرفة. ومن ثم، فإن اللقاء بين المؤسستين لا يُعد تعاونًا أكاديميًا فحسب، بل منصة لإعادة تعريف دور العالم الإسلامي في إنتاج المعرفة لا في استهلاكها فقط.

مستقبل التعاون
تتزامن الزيارة مع تحولات عالمية في موازين الفكر والسياسة، حيث تزداد الحاجة إلى إعادة قراءة الحضارة الإسلامية في ضوء القيم الإنسانية المشتركة، وإلى بناء مقاربات فكرية تُسهم في مواجهة التحديات المعاصرة مثل التطرف، وأزمات الهوية، والتحولات التكنولوجية. وفي هذا الإطار، يمكن أن تشكل الشراكة بين مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومركز أكسفورد نموذجًا لـ التعاون الأكاديمي الموجّه نحو التأثير العملي في السياسات العامة والتعليم والبحث التطبيقي.
كما تفتح الزيارة الباب أمام تأسيس مبادرات بحثية مشتركة في مجالات الفكر الإسلامي، الاقتصاد والتنمية، الحوار بين الثقافات، والحوكمة المعاصرة في المجتمعات الإسلامية.

ختامًا، يمكن القول إن الزيارة تمثل حدثًا يحمل أبعادًا فكرية وثقافية ودبلوماسية، فهي ليست مجرد نشاط أكاديمي، بل خطوة ضمن رؤية كويتية أوسع لبناء شراكات دولية قائمة على العلم والحوار والانفتاح، تمهيدًا لدور أكثر تأثيرًا للكويت في خريطة الفكر العالمي والإسلامي المعاصر.
This post has already been read 325 times!

