أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تصريحات هجومية حادة ضد لبنان متمثلة في “حزب الله”، حيث اعتبر أن الحزب يلعب بالنار وأنه لن يسمح بتهديد سكان الشمال، مؤكدًا أن على الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزاماتها بنزع سلاح حزب الله، ومطالبًا الحكومة اللبنانية بالعمل على إبعاد حزب الله من الجنوب، ليؤكد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف 4 عناصر من قوة الرضوان في حزب الله من بينهم مسؤول الدعم اللوجستي بجنوب لبنان.. في تطورات تعكس خطورة المشهد في لبنان وتؤكد اتجاه الوضع للتأزيم وقرب انطلاق حرب في لبنان تخوضها إسرائيل بدعم أمريكي والذريعة حزب الله.

الأمريكان يواجهون قيادات لبنان
تستمر واشنطن بسياسة الضغط على لبنان لنزع سلاح “حزب الله” الذي تصنفه واشنطن “إرهابياً”، لذلك توجد مورجان أورتاغوس نائبة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط في بيروت هذا الأسبوع لمناقشة التقدم المحرز في عملية نزع السلاح مع مسؤولين لبنانيين.
شددت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي، على الرئيس اللبناني جوزيف عون وحكومة لبنان عدم الإبطاء في تطبيق خطة نزع سلاح حزب الله حيث نقلت المبعوثة وثائق تثبت استمرار تدفق السلاح إلى “حزب الله” عبر سوريا.
وربطت أورتاغوس بين وجود ترامب في السلطة والفرصة التي أمام لبنان مع جنوح ترامب للمصالحات والاتفاقيات وعقد معاهدات السلام، ما يوجب على بيروت اتخاذ خطواتٍ تطمئنه إلى إمكانية الشروع في التوصل إلى اتفاق، وتبديد التخوّف الإسرائيلي من عودة “حزب الله” بحلّته العسكرية إلى القرى بشعار عودة الأهالي.
بيروت ترفض الاتهامات
أكد رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة أن الجيش يقوم بمهامه كاملة ويستمر في تنفيذ خطة حصر السلاح وفقد 12 عنصراً خلال تأدية مهمته.
ولتبرير التأخير وعدم تمكنه من استكمال انتشاره بسبب الاحتلال الإسرائيلي مما يوجب انسحاب إسرائيل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية الدولية.
للتذكير: تنتهي مهلة تنفيذ المهمة بنهاية العام الحالي لحصر السلاح بيد الدولة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع إسرائيل.
وبحسب تقارير ترى بيروت أن الحل الأنسب والمتوفر حالياً يقتصر على تفعيل عمل لجنة “الميكانيزم“، التي سبق وجرى نقاش مطول حول مهمتها والضباط المشاركين فيها.
لبنان في دائرة الضوء
عادت بيروت لعمق الاهتمام الدولي والإقليمي بين تحركات دبلوماسية وتوتر عسكري، فشهد لبنان زيارة نائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس إلى زيارة رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وزيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان.
محور الزيارات الرئيس يتمثل بنقطتين رئيسيتين:
– البطء المتواصل في تنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة والمستهدف به حزب الله.
– إطلاق مسار الإصلاحات البنيوية والقطاعية المطلوبة.

تكليف القاهرة بإدارة ملف لبنان
بحسب تأكيدات مصادر غربية فإن “المجموعة الخماسية” (الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، قطر، مصر) كلفت مصر بمتابعة الملف السيادي والسعي لإنهاء التوتر بين لبنان وإسرائيل والعمل على فتح التفاوض غير المباشر وفق ما عبّر عنه رئيس الجمهورية.
محركات التفاوض، الحرص على العودة إلى اتفاقية الهدنة لعام 1949 والدافع انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة ومسار قيام الدولة الفلسطينية وانطلاق قطار السلام في المنطقة وفق سعي ترامب نفسه.
وحملت زيارة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد إلى بيروت قبل أيام، بعد أسبوع من لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، ملامح الدور المصري الجديد في لبنان حيث تشير التقاطعات أن يكون تتالي الزيارتين مرتبطاً بمحاولة مصرية لإنضاج حل متدرج يعالج الإشكاليات على الجبهة اللبنانية الجنوبية، للوصول إلى تهدئة مستدامة وفق رؤى ترامب.
للإشارة فإن تأكيدات بيروت أن زيارة المسؤول المصري استكشافية لاستطلاع مواقف الأطراف اللبنانية من تحرك مصري محتمل.
ذرائع صهيونية لتوسيع الضربات ضد لبنان
تقدم دولة الكيان تبريرات أمام المنظومة الدولية، أن الثقة معدومة بأنه سيتم تفكيك ومصادرة أسلحة “حزب الله” وتعطيل الألغام في منطقة جنوب الليطاني، حيث تشير تقاريرهم أن عناصر الحزب ما زالوا يتحركون في القرى الجنوبية والقرى المدمّرة على الحدود، حيث تزداد الشبهات بتحركات في المنازل غير المهدمة.
ووفق ما نقلته نائبة المبعوث الأمريكي الخاص عن الكيان رفضه الالتزام بوقف إطلاق النار قبل التأكد من خلو منطقة جنوب الليطاني من المسلحين والسلاح، ورغم قيام الجيش اللبناني بمهامه لكن عمله غير كافٍ في نظر إسرائيل.. أي أن الذريعة التي قد تستخدمها إسرائيل لتوسيع ضرباتها لا تزال قائمة، ما يهدد بضربات قادمة موسعة ضد لبنان.

توغل إسرائيلي وغضب لبناني
ازدادت الضربات العسكرية الإسرائيلية على جنوب لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار المنعقد العام الماضي، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي نهاية شهر أكتوبر الماضي توغلاً برياً في بلدة بليدا وقتل موظفاً، ما أغضب الرئيس عون الذي أمر الجيش بالتصدي لأي توغل إسرائيلي في المناطق الجنوبية المحررة.
وقتل شخصان وأصيب سبعة آخرون بجروح يوم الإثنين 3 نوفمبر الجاري في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان، بحسب تأكيدات وزارة الصحة اللبنانية، وذلك تحذير وزير الدفاع في الكيان، يسرائيل كاتس، من أن جيش الاحتلال قد يكثف هجماته ضد “حزب الله”.
اختلاف الرؤى والقراءات
تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، الذي أنهى الأعمال القتالية (استمرت لأكثر من عام بين الكيان الإسرائيلي و”حزب الله”) حيث وافق لبنان على أن يقتصر حمل السلاح في البلاد على قوات الأمن التابعة للدولة، حيث يحمل ذلك الاتفاق في تفسيراته نزع سلاح “حزب الله” بالكامل.
لكن الحزب الذي أعلن التزامه بوقف إطلاق النار، ليس من الموقعين عليه رسمياً، حيث يصر الحزب على أن نزع السلاح، بحسب ما ورد في نص الاتفاق، ينطبق فقط على جنوب لبنان.
ليقر مجلس الوزراء اللبناني في الخامس من سبتمبر الماضي خطة أكثر تفصيلاً تتألف من خمس مراحل لحصر حمل السلاح على الدولة، بدءاً من الجنوب ثم الانتقال تدريجاً إلى الشمال والشرق.
ليعلن الجيش اللبناني أن خطته لتطهير الجنوب ستتم بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل، دون أن يلتزم بجدول زمني بالنسبة إلى بقية البلاد.
أما الحكومة فقالت إن الخطة مشروطة بتوقف إسرائيل عن شن غارات جوية، التي استمرت على رغم وقف إطلاق النار، وتشير تقاطعات المراقبين أن الجيش اللبناني أمام مهمة عسيرة سيضطر إلى خوض مسار سياسي وعر للوصول إلى نزع السلاح الكامل.
تنبيه: رغم اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024، أبقت حكومة نتنياهو القوات الإسرائيلية في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان، وتواصل بانتظام شن غارات جوية شديدة.
ومع اتخاذ قيادة حزب الله نهجًا جديدا مثله أمينه العام الجديد، نعيم قاسم، بعدم الرد على الكيان لأن أي رد سيصب في مصلحة إسرائيل.. لكن كواليس الحزب يرتفع فيها مستوى الإحباط بسبب التقصير في الرد على الهجمات الإسرائيلية التي استمرت دون عوائق في الآونة الأخيرة.
هذه الحالة من الإحباط في صفوف التنظيم تمثل فرصة تمرد محتمل لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، رغم أن أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، يحمل الدولة اللبنانية المسؤولية عن كل ما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية التي تلحق خسائر بالحزب.
استعدادات إسرائيلية للحرب
تؤكد هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل تستعد لتصعيد موقفها ضد حزب الله في لبنان بذريعة إعادة بناء الحزب لبنيته التحتية شمال نهر الليطاني.. حيث ترى مصادر الكيان بأن الحكومة اللبنانية تبدي عجزاً في مواجهة هذا الحشد من جانب حزب الله، مما يستلزم رداً إسرائيلياً.
ويرى الكيان أن تعزيز حزب الله العسكري يتم بشكل سريع وتستعد لتصعيد محتمل على الحدود اللبنانية.. وكذلك يعيد الحزب تأهيل بنيته التحتية، خاصة في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني وفي بيروت، بهدف تعقيد قدرة الجيش الإسرائيلي.
لذلك كله يؤكد كبار المسؤولين الإسرائيليين أن بيروت لن تكون بعيدة عن هجوم إسرائيلي، رغم أن إسرائيل لم تهاجم بيروت حتى الآن.
This post has already been read 242 times!

