• ترامب يواجه “الخيار الصعب” في محادثات الملف النووي الإيراني
• إيران تطلب مواداً من الصين لصناعة 800 صاروخ باليستي
• أوروبا تصل إلى نقطة تحوّل في موقفها من إسرائيل
يرصد مركز طروس في تقريره الأسبوعي أبرز ما جاء في الصحف العالمية حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، ونبدأ تقرير هذا الأسبوع من صحيفة “واشنطن بوست” وخبرها المنشور بعنوان “بالغضب المتصاعد بسبب الوضع في غزة.. أوروبا تصل إلى نقطة تحوّل في موقفها من إسرائيل”، وجاء فيه “الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أدت إلى مقتل أكثر من 54,000 فلسطيني في غزة، بينهم العديد من النساء والأطفال، ودمّرت معظم أراضي القطاع وتسببت في سلسلة متواصلة من الأزمات الإنسانية، ودعوة سياسيون متحالفون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة إلى احتلال كامل لغزة و”تطهير عرقي” للمنطقة، سببا حرجاً متزايدًا لحكومات أوروبية دعمت حق إسرائيل في محاربة حماس. لقد هزّت صور المعاناة في غزة – من الأطفال الهزلى، إلى المستشفيات المدمرة، إلى العائلات المفجوعة – الخطاب العام على مدى العشرين شهرًا الماضية. ثم جاءت أحداث الأيام الأخيرة، حيث قُتل عشرات الفلسطينيين الجائعين برصاص خلال تواجدهم قرب مواقع لتوزيع المساعدات تديرها مجموعة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقد أدى الحصار الإسرائيلي المستمر على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وفرض القيود عليها إلى موجة من الإدانات الدولية – من كبار مسؤولي الأمم المتحدة وأبرز المنظمات الإنسانية في العالم – وساهم في توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد نتنياهو في المحكمة الجنائية الدولية. كما طُلب إصدار مذكرات توقيف بحق قادة كبار في حركة حماس.
جيش سوريا الجديد
ننتقل إلى صحيفة “نيويورك تايمز” ومع الشأن السوري، وخبرها المنشور بعنوان “ذهبوا إلى سوريا للقتال مع المتمردين… والآن ينضم بعضهم إلى الجيش الجديد”، الذي تتناول فيه قضية انضمام المقاتلين الأجانب إلى الجيش السوري الجديد، وجاء في الخبر “قاتل آلاف المقاتلين الأجانب إلى جانب الجماعات المسلحة السورية التي أسقطت دكتاتورية الأسد. ورغم اعتراضات الولايات المتحدة وبعض السوريين، يخطط كثير منهم للبقاء. في نظر القادة الجدد لسوريا، يُنظر إلى هؤلاء المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب فصائلهم الثورية للإطاحة بنظام الأسد على أنهم “حلفاء أوفياء ظلوا إلى جانب الثورة.*
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن العديد من هؤلاء المقاتلين يثيرون “صورًا ذهنية لجماعات إرهابية مثل تنظيم (داعش).
فمنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية متعددة الأطراف في عام 2011 والتي استمرت ما يقرب من 14 عامًا، تدفق آلاف الأجانب إلى البلاد للانضمام إلى القتال. بعضهم انضم إلى فصائل متمردة مثل الجماعة الإسلامية التي كان يقودها سابقًا الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، وساهموا في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر.
الآن، بات المقاتلون الأجانب الذين بقوا في سوريا يمثلون نقطة خلاف، في ظل اتخاذ إدارة ترامب خطوات لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة. خلال الأشهر القليلة الماضية، تحدث مسؤولون أمريكيون عن طرد هؤلاء المقاتلين أو استبعادهم من المناصب العليا في الحكومة والجيش.
لكن مع بدء الحكومة السورية في إعادة بناء جيشها بعد الحرب المدمرة، بدأت بالفعل دمج بعض هؤلاء المقاتلين الأجانب في صفوف الجيش، وفقًا لمسؤولين حكوميين وشهادات بعض المقاتلين أنفسهم. ولم ترد وزارات الدفاع والخارجية والإعلام على طلبات التعليق بشأن هذا الموضوع.
الخيار الصعب
نستمر مع صحيفة “نيويورك تايمز” ولكن هذه المرة مع الشأن الإيراني، وخبرها المنشور بعنوان “الخيار الصعب الذي يواجه ترامب في محادثات الملف النووي الإيراني”، وقالت فيه “يواجه الرئيس دونالد ترامب الآن واقعًا مفاده أن إيقاف اندفاع إيران نحو امتلاك قنبلة نووية قد يتطلب السماح لها بمواصلة إنتاج بعض الوقود النووي. وتتلخص المواجهة بين فريق ترامب التفاوضي وإيران في هذا السؤال الجوهري: هل الولايات المتحدة مستعدة للمخاطرة بقبول استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، إذا كان البديل هو انهيار المفاوضات واحتمال اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط؟
بالنسبة للرئيس ترامب ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، فإن هذه المفاوضات تمثل تجربة جديدة، فيما يمثل إصرار إيران على عدم التخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها تهديدًا بإفشال اتفاق كان ترامب قد توقع قبل أسابيع قليلة أنه بات قريبًا.
لكن هذه المعضلة ليست جديدة؛ فهي نفس التحدي المربك تقريبًا الذي واجهه الرئيس السابق باراك أوباما قبل عقد من الزمن. فبكثير من التردد، توصل أوباما وفريقه إلى استنتاج مفاده أن الطريق الوحيد نحو اتفاق هو السماح لإيران بإنتاج كميات محدودة من الوقود النووي، واستمرار تشغيل أجهزة الطرد المركزي، والسماح لعلمائها بمواصلة العمل.
وقد نجح ذلك الاتفاق – الذي صوّت ضده جميع الجمهوريين في الكونغرس إلى جانب بعض الديمقراطيين – في احتواء طموحات إيران النووية لمدة ثلاث سنوات، حتى قرر ترامب الانسحاب منه رغم التزام إيران التام ببنوده.
واليوم، يواجه ترامب الخيار ذاته تقريبًا الذي واجهه سلفه أوباما، ويواجه أيضًا معارضة قوية من قبل الصقور في السياسة الأمريكية ومن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان قد خاطب جلسة مشتركة للكونغرس قبل عقد من الزمان، داعيًا المشرعين لرفض اتفاق أوباما. ومؤخرًا، يدفع نتنياهو باتجاه ضربة استباقية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.
عقوبات
تحت عنوان (“كلماتهم تدينهم”: بريطانيا تفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين)، تناولت صحيفة “الجارديان” إعلان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، هاميش فالكونر، أمام مجلس العموم، أن المملكة المتحدة قررت فرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وذلك بسبب تحريضهما على عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال فالكونر في كلمته: “إنه عمل قاسٍ، مهين، وغير مقبول على الإطلاق. لقد أبلغنا الحكومة الإسرائيلية مرارًا أننا سنتخذ إجراءات إن لم يتوقف ذلك.”
جاء قرار العقوبات البريطاني في وقت أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية خططًا لبناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ما أثار موجة جديدة من الانتقادات الدولية، خاصة مع تصاعد العنف الاستيطاني في الأشهر الأخيرة.
800 صاروخ باليستي
نعود إلى الشأن الإيراني ولكن هذه المرة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” وخبرها بعنوان “إيران تطلب موادًا من الصين لصناعة نحو 800 صاروخ باليستي”، الذي أفادت أن إيران طلبت كميات كبيرة من المواد من الصين تُستخدم في تصنيع صواريخ باليستية، في خطوة تهدف إلى إعادة بناء قدراتها العسكرية وشبكة وكلائها الإقليميين.
وجاء في التقرير المنشور، “في ظل المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران التي بدأت في أبريل. ووفقًا لتقرير منفصل من أكسيوس، فقد أبلغت إسرائيل البيت الأبيض بأنها لن تضرب المنشآت النووية الإيرانية إلا إذا فشلت المحادثات”.
وأوضح تقرير الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن طهران طلبت كمية من نترات الأمونيوم تكفي لإنتاج ما يصل إلى 800 صاروخ. وتُستخدم هذه المادة في تصنيع الصواريخ ذات الوقود الصلب.
ومن المتوقع أن تصل المواد إلى إيران خلال الأشهر المقبلة، وقد تم الاتفاق على الشحنة قبل أشهر، على الأرجح قبل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس أنه اقترح مفاوضات نووية على المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وقد تم طلب نترات الأمونيوم من قبل شركة إيرانية تُدعى بیشغامن تجارت رفي نوين من شركة Lion Commodities Holdings Ltd ومقرها هونغ كونغ. ولم تتمكن الصحيفة من الوصول إلى الشركة الإيرانية للتعليق، كما لم يرد مدير الشركة الصينية على طلب التعليق.
This post has already been read 436 times!

