• ماسك انتقد مشروع الميزانية: «مثير للاشمئزاز»
• ترامب: إيلون مستاء لأننا ألغينا تفويض دعم المركبات الكهربائية
• ماسك: لولا وجودي لخسر ترامب الانتخابات
تصاعدت حدة الخلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك بعد أن وجه الأخير انتقادات حادة لمشروع الميزانية الذي يدعمه ترامب، واصفاً إياه بأنه “مثير للاشمئزاز”.
الملياردير ماسك أراد تمديد فترة عمله في البيت الأبيض، لكن طلبه قوبل بالرفض، وفقاً لمصدرين مقربين من أغنى رجل في العالم، بحسب تقرير لصحيفة «التلغراف».
وقال ترامب، إن إيلون ماسك يعارض مشروع قانون الضرائب المقترح لأنه غاضب من إلغاء الحوافز الضريبية للمركبات الكهربائية التي يتضمنها المشروع، وكذلك من قرار الإدارة رفض ترشيحه لشغل منصب رئيس وكالة «ناسا».
وقال ترامب: «لطالما أحببت إيلون. أفضل أن يوجّه انتقاده لي شخصياً على أن يهاجم مشروع القانون، لأن مشروع القانون مذهل».
خلفية الخلاف
أراد ماسك تمديد فترة عمله في البيت الأبيض، لكن طلبه قوبل بالرفض، مما أدى إلى توتر في العلاقة بينه وبين ترامب. بعد مغادرته، انتقد ماسك بشدة مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي أطلق عليه ترامب اسم “One Big Beautiful Bill”، واصفًا إياه بـ”الفضيحة المقززة” .
رد ترامب على انتقادات ماسك بوصفه بأنه يعاني من “متلازمة ترامب”. كما سخر مقدمو البرامج الليلية مثل جيمي كيميل وستيفن كولبير من الخلاف بينهما، مشيرين إلى أن ماسك كان يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة من خلال مشاركته في الإدارة.
ماسك بدوره رد على الرئيس الأمريكي قائلاً: “لولا وجودي لخسر ترامب الانتخابات”
صدامات
سعى ماسك لتعيين حلفائه في مناصب حكومية مهمة، مثل جاريد إيزاكمان في وكالة ناسا، لكن هذه المحاولات قوبلت بالرفض من قبل شخصيات بارزة في إدارة ترامب، مما قلل من نفوذه داخل الإدارة.
وواجه ماسك صدامات مع مسؤولين كبار في الإدارة، مثل المستشار التجاري بيتر نافارو، الذي وصفه ماسك بـ”الأحمق” بسبب رفضه لمقترح ماسك بإلغاء الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وأثناء قيادته لإدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، واجه ماسك انتقادات حادة بسبب تسريحه لآلاف الموظفين الفيدراليين، واتهامات بإضعاف برامج المساعدات الخارجية. كما أشار تقرير لمجلس الشيوخ إلى أن ماسك قد يتجنب ما يصل إلى 2 مليار دولار من المسؤولية القانونية نتيجة لقرارات DOGE.
المرأة الحديدية
تشير التقارير حول خروج إيلون ماسك من البيت الأبيض إلى أن كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز نجحت في الإطاحة بالملياردير الأميركي من منصبه، وذلك بعدما رفضت وايلز، منحه مكتبًا في الجناح الغربي، لتضع حدًا لنفوذ رجل الأعمال المقرب من الرئيس الأمريكي.
هذا القرار جاء ضمن تحركات وايلز منذ تعيينها في المنصب، حيث سعت لفرض سيطرة كاملة على العمل الإداري والتنظيمي في البيت الأبيض.
ولم تتردد وايلز في اتخاذ قرارها الذي قضى بنقل فريق ماسك إلى مكتب أيزنهاور التنفيذي، الواقع خارج المجمع الرئيسي، مع إلزام كبير الإداريين في مكتبه برفع تقاريره مباشرة إليها.
قرار وايلز لم يمر دون إثارة الجدل، حيث يُنظر إلى ماسك كشخصية بارزة في دائرة ترامب المقربة، مما جعله هدفًا سهلًا لانتقادات الديمقراطيين الذين أطلقوا عليه لقب “الرئيس المشارك” ساخرين من تأثيره الواسع.
هذا القرار عكس رغبة وايلز في منع تكرار الفوضى التي شهدها الجناح الغربي خلال ولاية ترامب الأولى، حيث طغت الصراعات الداخلية والتنافس بين المسؤولين على العمل اليومي. وايلز، التي أثبتت جدارتها بإدارة حملتي ترامب في فلوريدا، تسعى لإعادة هيكلة العمل الإداري وتحديد أدوار واضحة للمقربين من الرئيس.
هذه الخطوة أكدت عزم وايلز على فرض الانضباط والحد من النفوذ غير المبرر لبعض الشخصيات، وقد نجحت في النهاية بالإطاحة بماسك.
ضغوط المستثمرين
أدى تركيز ماسك على دوره الحكومي إلى تراجع أداء تسلا، حيث انخفضت مبيعات الشركة بشكل كبير. في أبريل 2025، أعلن ماسك أنه سيقلل من وقته المخصص لـ DOGE للتركيز على تسلا، مما يشير إلى ضغوط من المستثمرين للعودة إلى قيادة الشركة بشكل مباشر.
وكان ماسك يعمل كموظف حكومي خاص لمدة محددة (130 يومًا في السنة). في مايو 2025، انتهت هذه الفترة، وأعلن البيت الأبيض أن مغادرته كانت جزءًا من خطة إنهاء التوظيف المقررة مسبقًا.
الخلاصة
خروج إيلون ماسك من البيت الأبيض كان نتيجة لتراكم خلافات سياسية مع إدارة ترامب، فشل في تحقيق أهدافه داخل الحكومة، ضغوط قانونية وانتقادات عامة، بالإضافة إلى تراجع أداء تسلا وضغوط المستثمرين. على الرغم من مغادرته الرسمية، أشار ترامب إلى أن ماسك قد يظل مستشارًا غير رسمي في المستقبل.
This post has already been read 606 times!

