انطلقت أمس الثلاثاء أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك تحت شعار “إعادة بناء الثقة وشحذ التضامن العالمي”، وتستمر لمدة أسبوع كامل بحضور كبار قادة وزعماء العالم.
وحضر القمة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث ألقى في افتتاح الدورة كلمة تناولت نقاطًا مختلفة عن أبرز القضايا الإقليمية والدولية.
القضايا الدولية في كلمة الشيخ تميم:
حضرت الحرب الروسية الأوكرانية في كلمة الأمير الشيخ تميم حيث أكد أن الحرب “تستنزف إلى جانب روسيا وأوكرانيا أوروبا بأكملها، وأثرت وتؤثر على العالم بأسره في مجالات حيوية مثل الطاقة والغذاء”.. ليدعو الأمير إلى الامتثال للحل السلمي كحل ومخرج لهذه الازمة.
وحول إشكالية حرية التعبير في أوروبا واستهدافها للقرآن الكريم، رفض الشيخ تميم تكرر وقائع المساس بالقرآن الكريم، مؤخرا في السويد والدنمارك.. ليعلن ويؤكد قائلًا: “أقول لإخواني المسلمين أنه لا يجوز أن يشغلنا معتوه أو مغرض كلما خطر بباله أن يستفزنا بحرق القرآن الكريم أو بنذالة أخرى، القرآن أسمى من أن يمسه معتوه”. ثم أوضح : “أقول لكل من يبرر هذه الأفعال القبيحة بأنها حرية تعبير، لا يجوز أن يكون المس المقصود بمقدسات الآخرين نموذجا عن حرية التعبير”.
القضايا العربية والإقليمية في كلمة الأمير:
تبقى القضايا المتعلقة بالمنطقة العربية هي جوهر كلمة الشيخ تميم وعلى رأسها قضية العرب المركزية، القضية الفلسطينية حيث دعا الأمير إلى دعم الشعب الفلسطيني في محاولات إيجاد حل سياسي عادل. موضحًا أنه “لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسير تعسف الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، ورفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أي حل سياسي عادل”.
ومع ما تشهده المغرب من مأساة بعد الزلزال الأخير، وضحايا فيضانات ليبيا الاخيرة، قدّم الشيخ تميم تعازيه الحارة للمغرب حكومة وشعبًا ولدولة ليبيا التي واجهت أزمة قاسية.
ومع ما تعيشه السودان من أزمات متلاحقة في ظل اقتتال مستمر، طالب أمير قطر بـ “وقف القتال والاحتكام لصوت العقل وتجنيب المدنيين تبعات القتال”، معلنًا دعم الدوحة لكافة الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف القتال، والحوار بين القوى السياسية السودانية”.. ليؤكد بذات الوقت أن مستقبل السودان في وجود “جيش واحد فقط، يقوم بحماية البلاد ولا يحكمها”.
وبقيت الأزمة السورية حاضرة في خطاب الأمير الذي اعتبر أن سورية “مازالت بانتظار تسوية شاملة، من خلال عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي”.
أما لبنان فيرى الشيخ تميم أن “الخطر أصبح محدقا بمؤسسات الدولة”، ليؤكد “ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي وعدم تكراره، وتشكيل حكومة”.
ثوابت ومواقف قطر عبر خطاب الأمير:
حملت تفاصيل خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد تأكيدًا واضحًا على ثوابت السياسة الخارجية القطرية ورسائل واضحة حول مواقف الدوحة من أبرز القضايا في المنطقة والعالم.
ولعل أبرز ما أكده الخطاب، التزام دولة قطر بالعمل الدائم مع المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة عبر تقديم الدعم لها وتعزيز الشراكة مع أجهزتها المختلفة لتمكينها من مواجهة التحديات العالمية المشتركة وتحقيق الأهداف التي تنشدها، ولذلك حرص الشيخ تميم على ترأس وفد بلاده المشارك بأعمال الدورة العامة للجمعية الأممية لإبراز صورة قطر ومواقفها بشكل مباشر.
This post has already been read 64 times!