باستنتاج فطري ولدته خبرة القيادة أدرك أبو سفيان أن قريش هُزِمت في غزوة بدر؛ لأنها خرجت بكهولها، بينما خصومه المسلمون خرجوا بشباب المهاجرين والأنصار؛ لذا جاءت غزوة أحد فاستعان بالشباب من أهل الحنكة أمثال عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وغيرهما، ويومها هُزم جيش المسلمين بعد مخالفة أوامر النبي ــ عليه الصلاة والسلام.
وكما قال د.مصطفى محمود: إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجهلاء.. فالمسلم الجاهل سيغرق، والكافر المتعلم سينجو.
هذه الحقيقة الكونية لابد استحضارها في المقال؛ لأنها قانون تاريخي يشمل عملنا المؤسسي الحديث، فالله ثم التاريخ لن يرحما التغاضي أو التقاعس تجاه قضايا ومصالح الوطن والشعب، فالإصلاح والتقدم يتطلبان التخطيط الجيد والاستعانة بالأذرع القوية للتنفيذ، وهذا ما ينطبق على الشباب.
إن الوطن ــ بمؤسساته وشرائحه المجتمعية ــ بحاجة إلى أطروحات رؤيوية بمعنى أطر تشخيصية متقدمة تطرح مع الحلول المتكاملة عند التخطيط وصنع القرار.
لقد فشلنا سابقاً في عهد مضى بتحقيق الرؤية السامية وتحويل الكويت إلى مركز إقليميٍّ ماليٍّ، واليوم ومع التحولات المؤسسية الكبرى في الخليج فإن الكويت أمام تحدي جبار في المواكبة الإقليمية أولاً، تجنبا لأي انفجار سياسي، أكاد أكون على يقين بقربه، وأظنه انفجارًا غير منضبط الحركة والاتجاهات، ويصعب معالجته الفورية .
من مؤشرات هذا الانفجار:
1- تقلص المزايا السلطوية للمواطنين البسطاء والتجار على حد سواء.
2- تراكم مشكلات كبرى كالبدون والبيروقراطية دون وجود حلول جذرية لهذه المشكلات.
3- تباين الناخبين في الدوائر وعدم التجانس السكاني بين المواطنين والوافدين.
4- والأهم تضاعف طوابير البطالة والبطالة المقنعة والطلبات الإسكانية، مما يضع قوة السلطة في المستقبل على المحك.
مقترحي الوحيد الآني على العموم هو:
الاستعجال بتقديم رؤية شمولية بنيوية كمظلة تتحدد تحتها طبيعة القرارات المستقبلية مستعينة بالشباب.
This post has already been read 126 times!