في السماء، بالطائرة تحديداً كتبت هذا المقال عندما تذكرت ما يسمى بالقانون الدولي اللاإنساني، فاخترت هذا العنوان وهو النتيجة الطبيعية والمفترضة عندما يتم اقتران الحيوانية «أجلكم الله» باللاإنسانية، فهي واقع يعيشه العالم الصامت تجاه العربدة التي يمارسها الكيان الصهيوني تجاه الإنسان من قتل ودمار وتجويع وهدم.
أثناء دراستي الجامعية وتلتها الدراسات العليا في برنامج الماجستير وبرنامج الدكتوراة في القانون العام ندرس مقرر إلزامي في مساقاتنا الدراسية وهو مقرر (القانون الدولي الإنساني)، هذا القانون الذي أيقنت يقيناً تاماً بأنه قانون الحبر على الورق فلا مجال لتطبيقه واحترامه في ظل فرض لغة القوة العسكرية وما خلفته من الانتهاكات الصارخة الظاهرة للعيان كافة من قبل الاحتلال الصهيوني تجاه أهلنا في غزة، وما يقابل هذه الانتهاكات من صمت المجتمع الدولي وحالة الوفاة التي تعيشها الحكومات الإسلامية العربية جراء ما يحصل للإنسان الأعزل البريء في غزة.
من المفترض أن القانون الدولي الإنساني، يهدف إلي حماية الأفراد والحد من وحشية الحروب من خلال الحد من آثار النزاعات المسلحة وتخفيف المعاناة الإنسانية، الجدير بالذكر أن مسئولية المجتمع الدولي تكمن في إلزام الدول على احترام اتفاقية جنيف المعنية بالقانون الدولي الإنساني واتخاذ التدابير اللازمة لمنع الانتهاكات ضد الأفراد، بل أكثر من ذلك فإنه من الواجب على المجتمع الدولي محاكمة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات الإنسانية ولكن من يجرؤ على الكيان الصهيوني، فلا حياة لمن تنادي.
مشاهد تدمي لها القلوب وتبكي من أجلها العيون، عندما نرى القصف العشوائي على المدنيين في غزة، والكيان الصهيوني لم يحترم المقدسات الدينية ولا المستشفيات ولا حتى الملاجئ التي وفرتها منظمات «الكذب» الإنسانية، وكل ما شاهدناه ونشاهده ما هو إلا شيء بسيط من الواقع المرير الذي يعيشه الانسان المنكوب في غزه.
عزاء أهل غزة العزة الوحيد يكمن في صمود أبطالهم وثبات مجاهديهم وعزيمة شبابهم وصبر أمهاتهم، فهؤلاء جميعاً يعبرون عن مكونات المجتمع الفلسطيني الصامد منفرداً بوجه الكيان الصهيوني ومن يقف وراءه من دول ومنظمات تدعي الإنسانية وهي بعيدة كل البعد عن ذلك.
الكلمات لا تفي بالغرض، وكتابة المقال أقل درجات ضعف الإيمان، فجميعنا يكتب ويدافع خجلاً من أنفسنا لا أكثر، فنحن ضعفاء لدرجة الاكتفاء بممارسة أضعف الإيمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
This post has already been read 763 times!

