• تصويت الناخبين قد يتحول نوع من العقاب للحزب الجمهوري أو الديمقراطي
• «البروباغندا السياسية» أمر مدبر بشكل كبير من جانب مؤسسات «الدولة العميقة»
الولايات المعروفة باسم “الجدار الأزرق” دائماً تعلب دورا محوريا في الانتخابت الرئاسية الأميركية، إذ تُعتبر معاقل تاريخية للحزب الديمقراطي، وتركز الحملة الانتخابية لهاريس على هذه الولايات، مما يعكس استراتيجيتها في تعزيز فرصها في الفوز.
• التوقعات الخاطئة
وقلل خبير استطلاعات الرأي ونائب رئيس تحرير Inside elections جاكوب روباشكين، من واشنطن، من شأن الأرقام التي تنشرها استطلاعات الرأي سيما بعد التوقعات الخاطئة خلال انتخابات 2016 و 2020 مشيرا إلى أن هامش الخطأ في هذه الاستطلاعات يجعل من الصعب الاعتماد على دقة نتائجها.
وأضاف: أي خسارة في أي مكان من “الجدار الأزرق”، الذي يعكس التوجه الديمقراطي التقليدي للمنطقة، قد تهدد مسار هاريس نحو الرئاسة.
واستطلاعات الرأي التي رافقت الحملات الانتخابية لكلا المرشحين هي الأخرى أظهرت حالة من التقدم المتأرجح بين هاريس وترامب وفي ظل احتدام المنافسة سيما في الولايات المتأرجحة
ولم يُظهر أي من كلا المرشحين تقدما مريحا يضمن توقعات أكثر دقة خاصة أن هناك هامش خطأ في استطلاعات الرأي يصل تقريبا ل 3 بالمئة وبالتالي فإن الفوارق الضئيلة في تقدم أي من المرشحين ستظل تحبس الأنفاس حتى اعلان النتائج وستصعب كثيرا من مهمة الأصوات التي لم تحسم بعد اتجاه بوصلتها.
• الأحزاب الثالثة
كذا وتشهد أوساط الانتخابات الرئاسية الأمريكية جدلاً يتسبب به الظهور غير المعتاد لمرشحي ما يعرف بـ”الأحزاب الثالثة”، البعيدة عن الحزبين الرئيسين، الجمهوري والديمقراطي، اللذين يفوز أحدهما كل 4 سنوات، فيما تُطرح تساؤلات حول علاقتها بـ”الدولة العميقة” في أمريكا، وهؤلاء المرشحون هم تشيس أوليفر عن حزب التحرريين، وجيل ستاين عن حزب الخضر، والمرشح المستقل كورنيل ويست، ويتعلق ذلك بالقدرة على فوز أحدهم بأصوات كانت للجمهوري أو الديمقراطي من هذه الولايات المتأرجحة، ما يكون له تأثير في قلب الطاولة في اللحظات الأخيرة.
• تأثير محدود
الخبير في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، قال إن تأثير “الأحزاب الثالثة” محدود؛ لأن المنافسة الحقيقية بين ترامب وهاريس، ولكن هذه الأحزاب قد تؤثر في عملية نزيف أصوات لمرشح كان يضمن دائرة معينة من الناخبين، مدللاً بمثال من خلال مرشحة حزب الخضر التي تحظى بدعم كبير من الجالية العربية والإسلامية، ويؤدي ترشحها إلى نقص الأصوات المؤيدة للديمقراطيين في ميتشغان.
وتعد ستاين خيار بعض المصوتين من العرب كعقاب لهاريس بشكل كبير عما قدم من جانب الديمقراطيين مؤخراً في حقبة الرئيس جو بايدن التي تعتبر جزءاً أساسياً منها كنائب للرئيس.
وأكد يعقوب أنه عادة ما تكون الانتخابات الأمريكية ساحة لمرشحين بعيدا عن الحزبين الأساسيين، سواء كانوا مرشحين مستقلين أو أحزاباً أخرى، وهؤلاء لا يحصلون على الأصوات ولا يتم ترشيحهم ليكونوا منافسين؛ لأن المواجهة لا تكون إلا بين الجمهوري والديمقراطي، والبقية دائماً ما يكونون مرشحين على الهامش.
• الدولة العميقة
وقال المحلل السياسي أحمد العلوي إن الأحزاب الثالثة أخذت جانباً كبيراً في هذه الانتخابات على الرغم من أنها كانت حاضرة في المناسبات السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأضاف: كان وجودها لا يزيد على توضيح مصير نسب مئوية لا تذكر وغير حاضرة وليس لها تأثير في التصويت من باب العملية الحسابية ليس أكثر.
وعبر العلوي ، عن اعتقاده أن إعطاء جانب من “البروباغندا السياسية” بأن الأحزاب الثالثة في هذه الانتخابات حاضرة، هو أمر مدبر بشكل كبير من جانب مؤسسات “الدولة العميقة” على حد وصفه.
This post has already been read 42 times!