مركز طروس | لندن
قام ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد؛ بإلقاء كلمة الكويت في قمة المستقبل في مقر جمعية الأمم المتحدة في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، يوم 22 سبتمبر الجاري.
كلمة الكويت في القمة تحمل أهمية خاصة انطلاقاً من عدة نقاط على رأسها أهمية قمة المستقبل التي تناقش متغيرات المنظومة الدولية ككل، والرسالة التي تحملها الكويت كدولة فاعلة ومؤثرة في الأمم المتحدة عبر تاريخها ولذلك جاءت الكلمة على لسان سمو ولي العهد لتبعث برسالة تناسب قمة المستقبل، حيث جرت العادة أن يقوم رئيس الوزراء الكويتي بإلقاء الكلمة، لكن إلقاء سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد للكلمة رسالة واضحة من الكويت وأميرها باستعداد البلاد للمستقبل ودخولها عهداً جديداً بدءاً من عهد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي عهده الشيخ صباح الخالد، تتعانق فيه خبرة الماضي مع استعدادات المستقبل في شخصي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد.
أهمية قمة المستقبل
جاءت القمة بهدف مناقشة التحديات الكبرى التي تواجهها البشرية، وقمة المستقبل، حدث تحتضنه الأمم المتحدة في سبتمبر 2024، ويعد فرصة تحدث مرة واحدة في الجيل للمجتمع الدولي من أجل رسم طريق جديد لصالح الجميع، حيث انعقدت القمة يومي 22 و23 سبتمبر.
افتتحت قمة المستقبل في المقر الدائم للأمم المتحدة باعتماد ميثاق يضع أسس الإصلاح والعمل على مسارات عدة منها السلم والأمن والتنمية المستدامة والذكاء الاصطناعي. تحدث في اليوم الأول للقمة نحو 144 مسؤولاً رفيعاً ومندوباً منهم 9 ممثلين لدول عربية.
وسبق للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن أطلق في العام 2021 فكرة “قمة المستقبل” التي قُدّمت على أنّها “فرصة فريدة” لتغيير مسار تاريخ البشرية.
هذا وتتألف فعاليات القمة من جلسات تركز على خمسة مسارات رئيسية بما فيها التنمية المستدامة والتمويل، والسلام والأمن، ومستقبل رقمي للجميع، والشباب والأجيال القادمة، والحوكمة العالمية، وموضوعات أخرى تتقاطع مع كل أعمال الأمم المتحدة، بما في ذلك حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وأزمة المناخ.
كلمة الكويت.. واضحة وجامعة ومحددة
من إدراك القيادة الكويتية لمرامي القمة وتحدياتها، وجدت أنها فرصة للتأكيد على ثوابت البلاد الوطنية والخارجية ضمن رؤيتها لعالم بمستقبل أفضل، لذلك حددت كلمة سمو ولي العهد النقاط المفصلية في ذلك.
فكلمة الشيخ صباح الخالد بعثت برسالة واضحة، أن أكبر مشاكل اليوم والمستقبل تتمثل بعدم الالتزام بالعهود والمواثيق، لذلك جدد سموه ضرورة التزام الجميع بالقانون والمواثيق والمعاهدات الدولية، مع التأكيد على أهمية التعامل بمسطرة واحدة بعيداً عن ازدواجية المعايير.
• فلسطين في الوجدان
ولم يغب عن كلمة سموه القضية الأهم بالنسبة للعرب، القضية الفلسطينية التي تُمثل أبرز مثال عن عدم الالتزام الدولي بالعهود والمواثيق وغض الطرف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فأعلن سموه: “لعل ما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية ذهب ضحيتها أكثر من 41 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، وعجز مجلس الأمن عن إيقاف هذا العدوان لهو مثال قاطع مؤسف على نهج الكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي، الأمر الذي يجب ألا يكون له مكان في مستقبلنا حتى لا ننزلق إلى عالم تسوده سياسة الغاب”.
• إصلاح مجلس الأمن.. ضرورة
وعن الخلل الحاضر في بنية المنظومة الدولية، فأشارت الكلمة إلى هذا الشرخ العميق الذي صنع نوعاً من عدم العدالة خصوصاً مع آلية عمل مجلس الأمن الدولي حالياً، لذلك ناشد سمو الشيخ صباح الخالد، المجتمع الدولي الدفع بشكل أكبر للتفاوض والعمل على تسريع وتيرة إصلاح المنظومة الدولية كي تترجم الواقع القائم والتحديات الراهنة، بهدف الوصول إلى مجلس أمن شامل وفعال وشفاف وخاضع للمساءلة، بحسب كلمة سموه التي أشارت بشكل مباشر للفصل الخامس من الميثاق القمة المعنون بـ”إحداث تحول في الحوكمة العالمية” وتحديداً الفقرات المتعلقة بعملية إصلاح مجلس الأمن.
• التحديات تواجه الدول الأقل نمواً
مع إدراك الكويت أن المستقبل يحمل في طياته تحديات للدول الصغيرة والنامية على عكس الدول المتقدمة، كان واجباً الإشارة المباشرة إلى ذلك، فنبهت كلمة سمو ولي العهد إلى التحديات التي تواجهها الدول النامية والأقل نموا، بما فيها التحديات العابرة للحدود المتعلقة بالمجال الإنمائي الأوسع والتحديات المرتبطة بالمناخ ومتغيراته المتسارعة، “والتي بينت لنا الحاجة لمراعاة التطبيق الفعلي لمبدأ التمثيل الجغرافي العادل والابتعاد عن التمييز والتسييس”.
• الكويت تاريخ عريق في دعم دول العالم
إن القمة التي تبحث في مستقبل البشرية تستوجب تذكير العالم بجهود الكويت قديماً وحديثاً في دعم السلم والنماء الدولي، لذلك أشارت كلمة سمو الشيخ صباح الخالد إلى جهود البلاد وتقدمها المحرز في تنفيذ خطة التنمية الوطنية والسعي نحو تحقيق خطة “التنمية المستدامة 2030” و”رؤية الكويت 2035″، في رسالة مباشرة أن الكويت تخطو بثقة نحو المستقبل بما يتوافق مع التطلعات الدولية بشقها الفاعل والإيجابي.
لذلك ذكّر سموه بدور الكويت السابق في دعم دول العالم خصوصاً النامية في تحقيق نمو مستدام ومستقبل أفضل، فقال سموه: “لقد حرصت دولة الكويت بعد استقلالها بفترة وجيزة في العام 1961 على تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية إيمانا منها بأهمية الدفع بتعزيز الأسس الإنمائية للكثير من الدول النامية والأقل نمواً، حيث قدم الصندوق منذ ذلك الحين تمويلات ميسرة وصل عددها إلى (1073) ما بين قرض ومنحة مساهماً في تنفيذ مشاريع تنموية متنوعة في 105 دول”. وهي رسالة من ماضي الكويت الفاعل إلى مستقبلها الفاعل بأنها ماضية في سيرورة التنمية واستدامتها ولذلك كان الاعتزاز حاضراً بأهداف خطة “التنمية المستدامة 2030” و”رؤية الكويت 2035″، ونجاحات الكويت في القضاء التام على الفقر والجوع وتحقيق مستوى تعليم متقدم للجميع.
This post has already been read 72 times!