تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الأمة المقبلة، والتي ستشهد أداء القسم من قبل رئيس مجلس الوزراء الشيخ د. محمد صباح السالم وأعضاء الحكومة الجدد، ويشهد جدول أعمال الجلسة المقبلة مجموعة من الملفات الصعبة.
جملة من التحديات:
يواجه سمو رئيس الوزراء في هذه المرحلة التي وصفت بـ “الاستثنائية” من الحياة السياسية الكويتية وما تشهده من تغييرات؛ تحديات كبيرة ملقاة على عاتقه تستلزم إجراءات استثنائية تواكب متطلبات المرحلة، بداية من التعامل مع الملفات المدرجة على جدول أعمال جلسة القسم وانتهاء بعملية إدارة مؤسسات الدولة.
الاستراتيجية الجديدة ضرورة:
إن التركيبة التي يقوم عليها المشهد السياسي الكويتي تستند إلى الأقطاب السياسية والمجاميع الضاغطة، ما يحتم على رئيس الوزراء أن يتبع مسلكاً سياسياً جديداً في إدارة مؤسسات الدولة، بعيداً عن كل الأطراف وأن يكون القرار الحكومي مستقلاً بشكل كلي.
كما أن على رئيس مجلس الوزراء في ظل التحديات اتخاذ تدابير من شأنها إيجاد بيئة سياسية صحية يستطيع من خلالها إدارة دفة السفينة لتحقيق النجاح والازدهار في البلاد.
بداية تلك التدابير يكون بتشكيل “مجلس استشاري” من كبار الفاعلين في الدولة يضم وزراء ونواب سابقين إضافة إلى شخصيات مؤثرة وقادرة على إعطاء المشورة الصحيحة والرؤية الواضحة والنصح السليم.
والمؤكد أن تشكيل الرأي العام هو أحد أسس العمل المؤثر في أي دولة، لذلك بالعودة إلى الحاجة إلى “المجلس الاستشاري” الذي يضم سياسيين مخضرمين قدامى فهو يعتبر أحد الحاجات المُلحة لاسداء النصح والمشورة وتوجيه الرأي العام أسوة ببعض الدول المتقدمة (هنري كيسنجر في الولايات المتحدة الامريكية وإلكسندر دوغين في روسيا ودومينيك كمينغز في بريطانيا وباتريك دوريل في فرنسا الذين استعانت بهم الحكومات لتجاوز الأزمات).
تحديات تواجه أي حكومة:
يدرك سمو رئيس مجلس الوزراء أن الغطاء الشعبي مهما كان كبيراً؛ لكنه يمر بعدة مراحل بداية بالتذمر، ثم مرحلة الاستياء وثالثاً موجة عدم القبول التي تنتهي بها الحكومات وتفقد رصيدها الشعبي بشكل كلي وهذا ما يجب أن يبقى حاضرًا في فكر الحكومة ورئيسها.
إن ما تمر به البلاد من تحديات سياسية واقتصادية تعزز الحاجة لاتباع الحكومة لنهج سياسي يمكنها من المساهمة في بناء الدولة وتجاوز التحديات والقدرة على العمل والمرونة في التعامل بهدف خلق بيئة البناء والازدهار.
ومع الثقة بحسن ودقة اختيار صاحب السمو أمير البلاد لسمو الشيخ محمد صباح السالم، وقدرة سموه على تحمل تحديات المسؤولية وإدراكه صعوبة المرحلة وضرورة التأني المدروس والسرعة اللازمة لحل أزمات البلاد، فإننا مطالبون بضرورة تقديم النصيحة الأمينة والمشورة الصائبة والصبر اللازم للوصول بالبلاد إلى بر الأمان بمعونة الله سبحانه ووعي شعبنا.
This post has already been read 307 times!