• الولايات المتحدة ترى شرق أوسط جديد.. والحلفاء في الخليج قلقون من إسرائيل
• رصد نشاط في موقع فوردو النووي الإيراني بعد الضربات الأمريكية
• ترامب يدعي أن إسرائيل مستعدة لاتفاق سلام مع غزة
• فوز تاريخي لـ «الهلال» يعزز مكانة الكرة السعودية
يرصد مركز طروس في تقريره الأسبوعي أبرز ما جاء في الصحف العالمية حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، حيث نبدأ تقرير هذا الأسبوع من صحيفة «واشنطن بوست»، ومنشورها بعنوان «الولايات المتحدة ترى شرق أوسط جديد… الحلفاء في الخليج يقلقون من إسرائيل غير المقيدة»، وجاء فيه «الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة جوية أمريكية في قطر هذا الأسبوع كان من الممكن أن يعرض الجهود التي بذلتها دول الخليج في السنوات الأخيرة لتخفيف عزلة طهران للخطر، إذ تم ذلك على أساس أن ذلك سيجعل المنطقة أكثر أمانًا.
لكن الهجوم – الذي جاء ردًا على الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية – كان بعد أن قدمت إيران تحذيرًا، ولم تتسبب الصواريخ الـ 19 بأي أضرار لقطر أو القاعدة الجوية. دفعت هذه الهجمات الخليج إلى إدانة شديدة اللهجة، لكنها لم تترجم إلى أكثر من ذلك، مما يشير إلى أن التقارب الحاصل مع إيران وفر بعض الحماية وقد يستمر.
قال رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للصحفيين يوم الثلاثاء، رغم إدانته للهجوم: «آمل أن تعود العلاقة الجيدة مع إيران إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن. الشعب الإيراني جيراننا، ونتمنى لهم السلام والنمو والتطور.»
جسدت هذه الحادثة بوضوح كيف تغيرت وجهة نظر دول الخليج بشأن التهديدات الإقليمية وسبل مواجهتها منذ فترة رئاسة الرئيس دونالد ترامب الأولى، عندما ساعد الخوف من إيران بعض الدول العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ودفع أخرى إلى التفكير في الأمر. لكن ترامب يواجه واقعًا مختلفًا الآن، إذ تضغط إدارته من أجل المزيد من هذه الاتفاقيات.
أولًا، تراجع الخطر الذي كانت دول الخليج تراه في إيران. فبرغم تاريخ طويل من التنافس والعداء، حاولت دول الخليج خلال السنوات الماضية تقريب إيران، راهنة على أن الحوار يمكن أن يخفف من التهديد الذي تمثله شبكة الميليشيات التابعة لها، ويجلب فوائد أخرى، منها الاقتصادية.
في الوقت نفسه، أصبحت بعض الدول العربية أكثر حذرًا تجاه إسرائيل، معتبرين إياها لاعبًا إقليميًا عدوانيًا وغير متوقع بسبب عملياتها العسكرية في غزة ولبنان وسوريا وأماكن أخرى بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وفقًا للمحللين. وقال آل ثاني إن المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة هو «الصراع الدائر في غزة»».
القائد والخليفة
نستمر مع صحيفة «واشنطن بوست»، ومنشورها بعنوان «بعد الهجمات على إيران.. أسئلة جديدة حول قائدها والخليفة المحتمل»، وجاء فيه «على مدى 36 عامًا من حكمه، تمكن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من التفوق على منافسيه، ورسم سياسة خارجية مجابهة لإيران، وأحكم قبضته الصارمة على القوات العسكرية الإيرانية. ورغم كل ذلك، حافظ على السلطة المطلقة على الرغم من المعارضة المستمرة في بعض الأوساط لحكمه، وعدم نقص الأزمات الداخلية والخارجية.
ولكن مع انتهاء الغبار بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية على إيران التي قتلت أقرب مستشاريه العسكريين وألحقت أضرارًا كبيرة بمعظم برامج الصواريخ والنووية في البلاد، يجد خامنئي نفسه في أكثر موقف هش يمر به حتى الآن.
مكان وجوده غير معلوم حيث يتجنب أن يكون هدفًا محتملاً للضربات الإسرائيلية. وقد خاطب البلاد ثلاث مرات فقط منذ بدء القصف الإسرائيلي في 13 يونيو، متحدثًا عبر رسائل فيديو تفتقر إلى براعة جهازه الإعلامي المعتاد. رغم أن كلماته كانت تحديًا، بدا متعبًا ومترددًا أثناء حديثه. وبعد صمت دام أيامًا عقب ضرب الولايات المتحدة لثلاث منشآت نووية إيرانية يوم الأحد، أصدر خامنئي أخيرًا رسالة فيديو يوم الخميس يعلن فيها النصر على إسرائيل والولايات المتحدة. قال خامنئي عن الهجوم الأمريكي: «لم يستطيعوا فعل شيء، ولم يحققوا هدفهم، وهم يبالغون لتغطية الحقيقة وإبقائها سرًا»، مضيفًا: «الجمهورية الإسلامية انتصرت.»
يلقي العديد من الإيرانيين باللوم على خامنئي لمتابعته برنامجًا نوويًا ترك إيران معزولة دوليًا واقتصادها يعاني تحت وطأة العقوبات، ولخطئه في تقدير استعداد إسرائيل والولايات المتحدة للهجوم. فعليًا، وبشكل شبه فوري، تعرضت منشآت الصواريخ والنووية التي تم تطويرها على مدار سنوات وبمليارات الدولارات لخسائر جسيمة، كما تم تدمير شبكة الجماعات المسلحة الحليفة الإقليمية التي رعاها مثل حماس وحزب الله.
هذه الإخفاقات المتصورة زودت معارضيه بأسباب جديدة لانتقاده، بينما بدأ بعض المؤيدين يعبرون عن قلقهم من أنه ضعيف ويفشل في القيادة الحازمة. قال أفشون أوستوفار، أستاذ وخبير في شؤون الشرق الأوسط في كلية الدراسات العليا البحرية في كاليفورنيا: «يبدو واضحًا لي أن خامنئي لم يكن يومًا أضعف، وأن مؤيديه داخل النظام لم يكونوا أضعف من الآن. يجب أن يكون هناك إدراك بأن كل ما استثمروا فيه من جهد على مدى جيلين لم يؤتِ ثماره.»
قد تشكل الصراعات بين منتقديه والمخلصين له السياسة الإيرانية في السنوات القادمة، وحتى تحدد ما إذا كانت إيران ستحاول في نهاية المطاف الحصول على سلاح نووي. وقال أوستوفار إن خط صدع رئيسي قد يظهر بين الواقعيين، الذين يرغبون في تحقيق أهداف إيران عبر الدبلوماسية أساسًا، وبين الحرس الثوري الإسلامي القوي المتحالف عن كثب مع خامنئي، والذي قد يرغب في التصعيد في التحدي. وأضاف أوستوفار أن المعركة بين الجانبين «ستتجلى بلا شك فيما يتعلق بالخلافة إذا حدثت في السنة أو السنتين أو الثلاث القادمة.»
رفع عقوبات
ننتقل إلى صحيفة «نيويورك تايمز»، ومنشورها عن الشأن السوري بعنوان «دول الخليج تتصدر الدفع للاستثمار في سوريا الجديدة»، وجاء فيه «فتح سقوط نظام بشار الأسد في سوريا نافذة لدول الخليج لتوسيع نفوذها مع تراجع هيمنة إيران. تحركت دول الخليج بسرعة لتقديم المساعدات والاستثمار في سوريا بعد الانهيار المفاجئ للنظام، مدركة فرصة جديدة لتوسيع تأثيرها في الشرق الأوسط.
كان الرئيس السوري الهارب بشار الأسد، تحت تأثير إيران لفترة طويلة، والتي تُعتبر الخصم الإقليمي التقليدي لدول الخليج. وبعد أن الإطاحة به بشكل مفاجئ في ديسمبر الماضي، كان المسؤولون ورجال الأعمال من دول الخليج هم أول من بادروا لمساعدة سوريا على بدء عملية إعادة الإعمار.
عندما أعلن الرئيس ترامب في مايو – خلال زيارة رسمية للسعودية – عن تعليق العقوبات الأمريكية على سوريا، أتاح ذلك حافزًا وضمانًا للمستثمرين للقيام بالمزيد.
تقود سوريا الآن شخصية كانت مقاتلة سابقًا وتولت الرئاسة، أحمد الشرع، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مايو، إن سوريا تمر بـ«نقطة تحول»، وكذلك باقي الشرق الأوسط. وكان يتحدث بعد لقاء الشرع مع ترامب في العاصمة السعودية الرياض.
وأضاف: «نحن نعيش في وقت صعب وخطير للغاية في المنطقة – ومع ذلك فإننا في نفس الوقت نعيش فترة تقدم فرصًا هائلة. إذا استطعنا أن نتكاتف جميعًا لدعم الشعب السوري والحكومة السورية في تحمل المسؤولية وبناء سوريا مزدهرة ومستقرة وآمنة، فإن ذلك سيؤثر على المنطقة بأسرها.»
سددت قطر والسعودية ديون سوريا البالغة 15.5 مليون دولار لصندوق النقد الدولي، مما يجعل البلاد مؤهلة للحصول على منح لتمويل إعادة الإعمار بعد حرب أهلية مدمرة استمرت لما يقرب من 14 عامًا».
النووي الإيراني
نعود إلى الملف الإيراني ولكن هذه المرة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، ومنشورها بعنوان «صور الأقمار الصناعية تلتقط نشاطًا في موقع فوردو النووي الإيراني بعد الضربات الأمريكية»، وجاء فيه «تُظهر صور الأقمار الصناعية أن إيران بنت طريقًا جديدًا للوصول إلى موقع تخصيب اليورانيوم في فوردو، ونقلت معدات بناء قد تُستخدم لتقييم الأضرار التي لحقت بالمرفق النووي تحت الأرض جراء الضربة الجوية الأمريكية التي وقعت الشهر الماضي.
تُظهر الصور التي التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز، وهي شركة تجارية للأقمار الصناعية، في الأيام الأخيرة طريقًا جديدًا يصعد الجبل الذي يقع عليه مرفق فوردو النووي، إلى جانب عدد من المركبات، من بينها ما حدد المحللون أنه حفارة ورافعة متحركة.
قال معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث يدرس البرنامج النووي الإيراني، إن الحفارة ربما كانت تعد منطقة تجهيز لإرسال كاميرات أو فرق تفتيش إلى الثقوب التي أحدثتها القنابل الأمريكية لفحص الأضرار التي لحقت بالمرفق تحت الأرض».
اتفاق سلام
وفي ملف غزة، نطالع منشور صحيفة «الجارديان»، بعنوان «ترامب يدعي أن إسرائيل مستعدة لاتفاق سلام مع غزة»، وجاء فيه «الرئيس الأمريكي يقول إن قطر ومصر ستقدمان «الاقتراح النهائي» لحماس، وحثّها على قبول الاتفاق، دونالد ترامب أعلن أن إسرائيل مستعدة للموافقة على اتفاق سلام مع حماس، في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار في حرب غزة التي أودت بحياة ما يقرب من 60,000 شخص.
في منشور على منصة «تروث سوشيال»، كتب الرئيس الأمريكي: «وافقت إسرائيل على الشروط اللازمة لإنهاء وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب.»
وأضاف أن ممثلي قطر ومصر سيقدمان «هذا الاقتراح النهائي» إلى حماس. ولم يصدر رد رسمي فوري من إسرائيل أو حماس على منشور ترامب.
وخلال زيارة إلى فلوريدا، قال ترامب للصحفيين إنه سيكون «صارمًا جدًا» مع نتنياهو بشأن الحاجة إلى وقف سريع لإطلاق النار في غزة. وأضاف: «نأمل أن يحدث ذلك. ونحن نتطلع لأن يحدث ذلك في وقت ما الأسبوع المقبل.»، وتابع: «نريد إخراج الرهائن»».
فوز تاريخي
نختتم تقريرنا هذا الأسبوع مع صحيفة «نيويورك تايمز»، ومنشورها بعنوان «ماذا يعني فوز الهلال السعودي على مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية؟»، وجاء فيه «تمكن فريق الهلال السعودي من اقصاء مانشستر سيتي من كأس العالم للأندية في فوز تاريخي للفريق، بعد أن تجاوز الفريق السعودي نظيره الإنجليزي في الدور ثمن النهائي بنتيجة 4 – 3 بعد الوقت الإضافي ليتوج يومًا مليئًا بالمفاجآت.
من الصعب قياس مدى أهمية المباريات في هذه البطولة، لكن لا شك أن هذه النتيجة تُعد إنجازًا ضخمًا ومناسبة استثنائية لنادي الهلال، وللكرة السعودية والآسيوية عمومًا – فضلًا عن كونها دفعة قوية لمكانة كأس العالم للأندية كمنافسة عالمية.
ولا ينبغي لأحد أن يتخيّل أن مانشستر سيتي كان في قمة مستواه؛ ففريق غوارديولا جاء بعد أسوأ موسم له منذ سنوات، وكان يحاول التوازن بدنيًا بين نهاية موسم وبداية آخر، ومع ذلك، قدّم الهلال أداءً ممتازًا، بانضباط كبير وهجمات مرتدة حاسمة أبهجت مدربه الجديد إنزاغي.
ويمكن أن يساعد وصول نادٍ من الشرق الأوسط إلى ربع النهائي، إلى جانب وجود ناديين من البرازيل، في نمو هذه البطولة، حيث لم يهزم الهلال في الولايات المتحدة هذا الصيف، وكان من أبرز الفرق أداءً في البطولة.»
This post has already been read 644 times!

