• نتنياهو أمام معضلة.. إما انهيار حكومته وإما التضحية بالدعم الدولي
• جولة ترامب الخليجية تُعيد رسم الخريطة الدبلوماسية للشرق الأوسط
• الإيرانيون تابعوا جولة ترامب في الشرق الأوسط بحسرة وندم
يرصد مركز طروس في تقريره الأسبوعي أبرز ما جاء في الصحف العالمية حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، وفي هذا الأسبوع سيطرت مستجدات الأوضاع في غزة وتبعات زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط على عناوين الصحف العالمية، ونبدأ تقرير الأسبوع مع صحيفة “نيويورك تايمز” التي رصدت الصدى الواسع الذي حققته زيارة ترامب إلى السعودية في الداخل الإيراني، مبينة أن الإيرانيون تابعوا جولة ترامب في الشرق الأوسط بحسرة.
وأضافت الصحيفة، “بالنسبة للبعض، فإن زيارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدول العربية، الخصوم الإقليميين لإيران، لم تؤدِّ إلا إلى تفاقم شعورهم بالأزمة الحادة التي تمر بها بلادهم من حيث الطاقة والاقتصاد. فقد سيطرت الأزمة الاقتصادية وأزمة الطاقة الحادة على عناوين الأخبار في التلفزيون الإيراني الرسمي مساء يوم الزيارة. وأعلنت الحكومة عن انقطاعات يومية في التيار الكهربائي تستمر لساعات، كما غيرت مواعيد بدء الدوام المدرسي إلى السادسة صباحاً، وحذّرت من انقطاعات مياه مرتقبة قريباً. في المقابل، كانت قنوات الأخبار الفضائية تبث تغطية شاملة لزيارة ترامب إلى الشرق الأوسط. فقد كانت الدول العربية، التي تُعتبر خصومًا لإيران، تعلن عن صفقات بمليارات الدولارات مع ترامب وتعرض مشاريع تنموية مرتبطة بعلاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة.
وقال العديد من الإيرانيين، في مقابلات هاتفية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ومناقشات إلكترونية، إنهم تابعوا جولة الرئيس في المنطقة — والتي تُعد أول رحلة دولية كبيرة في ولايته الثانية — بمزيج من الحسد والندم والغضب تجاه حكومتهم”.
نتنياهو أمام معضلة
وحول مستجدات الأوضاع في غزة، أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا متزايدة من حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، لإنهاء الحرب في غزة، مما يضعه أمام معضلة: إما إنهاء الصراع والمخاطرة بانهيار حكومته، أو الاستمرار في الحرب والتضحية بالدعم الدولي.
وقد أطلقت القوات العسكرية الإسرائيلية موجة من الغارات الجوية على قطاع غزة بينما كانت وفد إسرائيلي يجري مفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع نظيره من حركة حماس في قطر.
وفي يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن بريطانيا علّقت محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل واستدعت السفير الإسرائيلي، واصفًا الحصار المستمر منذ 11 أسبوعًا على المساعدات إلى غزة بأنه “قاسٍ ولا يمكن الدفاع عنه”. وقالت إسرائيل إن المحادثات كانت متوقفة بالفعل.
دعوات إنقاذ غزة
نستمر مع الشأن الفلسطيني، ولكن هذه المرة مع افتتاحية صحيفة “الجارديان” التي علقت على دعوات إنقاذ غزة، بأن “الفلسطينيون بحاجة إلى أفعال لا أقوال”.
وذكرت الصحيفة أنه بعد شهرين من قطع جميع الإمدادات، تنكر الحكومة الإسرائيلية الحقيقة الواضحة: أن غزة على شفا المجاعة. لكن مساء الاثنين الماضي، أعلن رئيس الوزراء استئناف عمليات تسليم المساعدات بـ”الحد الأدنى”، قائلاً إن “أعظم أصدقاء بلاده في العالم” أبلغوه أنهم لا يستطيعون “قبول صور… الجوع الجماعي”. وقد أدى رده الساخر إلى السماح لعدد قليل من الشاحنات بالعبور؛ وبحسب ما ورد، سيُسمح بمرور 100 شاحنة يوميًا – وهو أمر غير كافٍ على الإطلاق بالنظر إلى حجم الاحتياجات الهائل. سيكون الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا محفوفًا بالمخاطر وصعبًا على أي حال في ظل الهجوم الإسرائيلي المكثف.
تُظهر كلمات نتنياهو أن الحلفاء الغربيين قادرون على تغيير السلوك الإسرائيلي، وأنهم غير مستعدين بما يكفي للقيام بذلك. وتهدف قلة الإمدادات إلى ضمان استمرار حرب تُمكّنه من البقاء سياسياً، لكنها أودت بحياة أكثر من 53500 فلسطيني.
وأضافت الصحيفة، “ينبغي على المملكة المتحدة أن تحذو حذو فرنسا، التي قالت إنها “عازمة” على الاعتراف بدولة فلسطينية. والأهم من ذلك كله، عليها ضمان عدم وصول أي أسلحة، بما في ذلك قطع غيار طائرات إف-35 المقاتلة، إلى إسرائيل. وإلى أن تفعل ذلك، ستكون متواطئة في هذه الجرائم”.
وذكرت الصحيفة، “تمتلك الولايات المتحدة القدرة على وقف المذبحة وتحقيق وقف إطلاق النار الذي تشتد الحاجة إليه. لكن ضغط الحلفاء الآخرين يمكن أن يُحدث فرقًا. إذا كانوا يهتمون بإنقاذ الأرواح – وليس فقط بمظهرهم – فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة”.
عزلة نتنياهو
ذكرت وكالة “رويترز” في تحليل لها لمستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، أنه لم يُجسّد أي شيء عزلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع بشكل أوضح من صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يصافح الرئيس السوري أحمد الشرع، الرجل الذي وصفته إسرائيل بأنه “إرهابي من تنظيم القاعدة يرتدي بذلة”.
وكانت جولة ترامب السريعة التي استمرت أربعة أيام وشملت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع أكثر من مجرد استعراض دبلوماسي اتسم باستثمارات مربحة.
فقد رسّخت ظهور نظام شرق أوسطي جديد بقيادة سنية، يتفوق على “محور المقاومة” الإيراني المنهار، ويترك إسرائيل على الهامش، ووسط تزايد الانزعاج في واشنطن من فشل إسرائيل في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، مثّلت جولة ترامب تجاهلاً لنتنياهو، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والذي كان أول زعيم أجنبي يزور واشنطن بعد عودة الرئيس إلى منصبه في يناير.
كانت الرسالة واضحة: ففي رؤية ترامب الأقل أيديولوجية والأكثر توجهاً نحو النتائج لدبلوماسية الشرق الأوسط، لم يعد بإمكان نتنياهو الاعتماد على الدعم الأمريكي غير المشروط لأجندته اليمينية، حسبما ذكرت المصادر.
الخطط الضخمة
قالت صحيفة “بلومبيرغ” إن الخطط الضخمة لأن تصبح المملكة العربية السعودية مركزًا للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي من خلال إعلانها عن خططها لتصبح قوة عالمية في الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركة تصنيع الرقائق “Nvidia”، ستبني واحدة من أكبر مراكز البيانات في العالم المخصصة للحوسبة بالذكاء الاصطناعي، وستستورد عشرات الآلاف من رقائقها لتكون العقول المدبرة لهذا المشروع، وذلك بفضل الاتفاقات المواتية للإدارة الأمريكية في عهد ترامب التي رفعت القيود المفروضة على تصدير المنتجات إلى المنطقة.
إن الشراكات مع عمالقة وادي السيليكون مثل شركات Advanced Micro Devices وAmazon وCisco وNvidia وغيرها قد تمت من خلال قمة حضرها أبرز رواد الصناعة، بدءًا من إيلون ماسك والرئيس التنفيذي لـOpenAI سام ألتمان إلى الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia جينسن هوانغ، وسيتم تنسيق المشروع بالكامل من خلال صندوق ثروات سيادي واحد في إطار جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
This post has already been read 633 times!

