• بوتين وترامب: بدء اتصالات بشأن محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا
• عام 2025 يضع العالم على مفترق بين التهدئة والأزمات
• مفاوضات طهران واتصالات موسكو تبشر بتهدئة جيوسياسية
• تخفيض التعريفات الصينية-الأمريكية ينعش الأسواق ويزرع الأمل
• مفاوضات النووي الإيراني تتقدم بدعم الوساطة العمانية
• تهدئة هشة تواجه العالم بين الاستقرار ومخاطر التصعيد
يشهد العالم في تطورات بارزة قد تدل على تهدئة محتملة في التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، تشمل الاتفاق التجاري الصيني-الأمريكي، المفاوضات الأمريكية-الإيرانية، إعلان الكرملين عن اتصال هاتفي بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، وانخفاض حدة التوتر الاقتصادي العالمي.
الاتفاق التجاري الصيني-الأمريكي
أُعلن في مايو 2025 عن اتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والصين، يمثل خطوة لتخفيف التوترات بين أكبر اقتصادين عالميين. يشمل الاتفاق خفض التعريفات الجمركية من 145% إلى 30% على الواردات الصينية، ومن 125% إلى 10% على السلع الأمريكية، لمدة 90 يومًا، مع إنشاء آلية تشاور دورية. تسبب الإعلان في ارتفاع مؤشرات الأسواق المالية، مما يعكس تفاؤلًا حذرًا. يأتي الاتفاق بعد ضغوط اقتصادية كبيرة، حيث شهدت الصين تراجعًا في الإنتاج الصناعي وتكدسًا في البضائع، بينما واجهت الولايات المتحدة انكماشًا اقتصاديًا لأول مرة منذ ثلاث سنوات. يهدف الاتفاق إلى تقليل اضطرابات سلاسل التوريد وتعزيز التجارة العالمية. لكن الخلافات حول حقوق الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا لم تُحل، وأشار ترامب إلى إمكانية فرض تعريفات جديدة إذا فشلت المفاوضات المستقبلية. يعكس ذلك طبيعة الاتفاق المؤقتة، التي قد تحد من تحقيق استقرار طويل الأمد.
المفاوضات الأمريكية-الإيرانية
تجري الولايات المتحدة وإيران مفاوضات بوساطة عمانية لضمان استخدام إيران للطاقة النووية لأغراض سلمية وتجنب التصعيد العسكري. أظهرت الجولة الرابعة من المحادثات تقدمًا، مع طرح أفكار جديدة، مما يشير إلى رغبة في نزع فتيل الأزمة. تأتي المفاوضات بعد تهديدات من ترامب بتحركات عاجلة ضد إيران. يمكن أن تقلل هذه المحادثات من مخاطر الصراع في الشرق الأوسط، الذي قد يعطل إمدادات النفط العالمية ويؤثر على أسواق الطاقة. لكن انعدام الثقة بين الطرفين يشكل عائقًا، إلى جانب الضغوط السياسية من اللوبيات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن والمتشددين في طهران. تضفي الوساطة العمانية مصداقية، لكن التجارب السابقة تُظهر صعوبة التوصل إلى اتفاقات دائمة في هذا السياق.
انخفاض التوتر الاقتصادي العالمي
تشير المؤشرات إلى تحسن في الوضع الاقتصادي العالمي، مدعومًا بالاتفاق التجاري الصيني-الأمريكي. سجل مؤشر فانجارد فوتسي ارتفاعًا بنسبة 13.3% في 2025، مما يعكس ثقة المستثمرين. خفض المحللون توقعات الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، مما يعزز التفاؤل قصير الأمد. يسهم تخفيف التعريفات في تقليل اضطرابات سلاسل التوريد وخفض تكاليف الإمدادات. لكن تقارير الأمم المتحدة تحذر من تباطؤ النمو العالمي إلى 2.4% في 2025، مقارنة بـ3.2% قبل جائحة كوفيد-19، بسبب ضعف الاستثمار وانخفاض الصادرات. تعاني الدول النامية من تشديد الأوضاع المالية، وتظل التحديات الهيكلية، مثل ارتفاع الديون وتباطؤ الإنتاجية، تهدد الاستقرار طويل الأمد.
السيناريوهات المحتملة
التهدئة المستدامة: إذا تكللت المفاوضات الصينية-الأمريكية والإيرانية باتفاقات دائمة، وأدى الاتصال بين بوتين وترامب إلى وقف إطلاق نار شامل في أوكرانيا، يمكن أن يتحقق استقرار نسبي. يتطلب ذلك تنازلات كبيرة من جميع الأطراف، وهو أمر غير مرجح حاليًا بسبب الخلافات العميقة.
التهدئة المؤقتة: الأكثر احتمالية، حيث تستمر الاتفاقات المؤقتة، مثل الاتفاق التجاري ووقف إطلاق النار الجزئي في أوكرانيا، في تخفيف التوترات لأشهر. لكن فشل معالجة القضايا الهيكلية قد يؤدي إلى تجدد الأزمات بحلول 2026، خاصة إذا أُعيد فرض التعريفات أو فشلت المفاوضات الإيرانية.
التصعيد: إذا فشلت المفاوضات التجارية أو الإيرانية، أو رفضت روسيا شروط وقف إطلاق نار شامل، فقد يتصاعد الوضع اقتصاديًا وجيوسياسيًا. يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في أسواق الطاقة والتجارة، خاصة إذا تفاقمت الأزمات في الشرق الأوسط أو أوكرانيا.
الخلاصة
يتجه العالم في مايو 2025 نحو تهدئة قصيرة الأمد، مدعومة بالاتفاق التجاري الصيني-الأمريكي الذي يخفف التوترات التجارية، والمفاوضات الأمريكية-الإيرانية التي تسعى لمنع التصعيد، والاتصال بين بوتين وترامب الذي يهدف إلى وقف إطلاق نار جزئي في أوكرانيا، إلى جانب تحسن طفيف في الوضع الاقتصادي العالمي. لكن هذه التهدئة هشة بسبب الطبيعة المؤقتة للاتفاقات، استمرار الخلافات الهيكلية، وشروط روسيا الصعبة. السيناريو الأكثر احتمالية هو استمرار التهدئة لبضعة أشهر، مع مخاطر تجدد التوترات إذا لم تُعالج القضايا الأساسية. ستكون الأشهر القادمة حاسمة لتحديد ما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى استقرار مستدام أم إلى أزمات جديدة.
This post has already been read 636 times!

