• السعودية تقود الجهود الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية
• حل الدولتين.. السبيل الوحيد للسلام المستدام في الشرق الأوسط
• رفض التطبيع… السلام مع فلسطين مفتاح الاستقرار الإقليمي
يبقى حل الدولتين الخيار الأوحد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط، هذا الحل القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ليس مجرد خياراً سياسياً، بل هو الشرط الأساسي لبقاء أي سلام ممكن، حيث إن الاستمرار في إنكار هذا المبدأ يجعل من كل اتفاق هدنة عابرة في مسار صراع طويل لم ينتهِ بعد، في هذا السياق لا تزال المملكة العربية السعودية تقود جهوداً دولية لفرض هذا الحل، بينما يظل الاتفاق الأخير حول غزة عرضة للفشل ما لم يرتبط به.

يُعتبر حل الدولتين الإطار الدولي المعتمد للسلام، مدعوماً بقرارات الأمم المتحدة ومبادرات الرباعية الدولية، يهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967، وتوفير أرض آمنة للفلسطينيين بجانب الكيان الصهيوني، لكن الواقع الميداني شهد تدهوراً خطيراً، مع توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي تضم الآن أكثر من 700 ألف مستوطن بحلول 2025، هذا التوسع، المخالف للقانون الدولي، يقطع الصلة الجغرافية بين غزة والضفة، مما يجعل إقامة دولة فلسطينية متصلة مستحيلة، ويغذي دوامات العنف المتكررة، كما في حرب غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف منذ أكتوبر 2023.

تبرز المملكة العربية السعودية كقوة دافعة لإحياء هذا الحل، في سبتمبر 2025، شاركت الرياض في مؤتمر دولي بالأمم المتحدة، بالتعاون مع فرنسا، لتعزيز الاعتراف بدولة فلسطين، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن الاعتراف بدولة فلسطين خطوة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين، مطالبًا بوقف العدوان الإسرائيلي في غزة والضفة، هذا الموقف يعكس استراتيجية سعودية ترى السلام مع فلسطين مفتاحاً لاستقرار المنطقة، رافضة أي تطبيع مع الكيان الصهيوني دون تقدم ملموس نحو الدولة الفلسطينية، في يوليو 2025، دعت المملكة إلى خطوات ملموسة ومحددة زمنياً لإنهاء الحرب في غزة كخطوة أولى نحو السلام، مع التأكيد على ضرورة التزام إسرائيل بحل الدولتين.

الاتفاق الأخير حول غزة، الموقّع في 13 أكتوبر 2025 في شرم الشيخ بين الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، يُعد خطوة إيجابية لكنها محدودة. يتضمن الاتفاق، المعروف بـ”اتفاقية ترامب للسلام الدائم”، وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية، مع خطة لإعادة إعمار غزة تحت إشراف دولي، وقّع الاتفاقية قادة الدول الأربع، مؤكدين على رؤية مشتركة للسلام، لكن غياب أي إشارة صريحة إلى حل الدولتين يجعل الاتفاق هشاً. فبدون ربطه بحدود 1967، سيبقى مجرد هدنة مؤقتة، كما حذرت السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن أي اتفاق دون سيادة فلسطينية سيُعيد إنتاج الصراع، إعادة إعمار غزة، التي دُمرت بنسبة 70%، تتطلب ضمانات سياسية طويلة الأمد، وإلا ستعود التوترات لتطغى على المشهد.

على النقيض، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لحل الدولتين، معيقاً أي تقدم، في سبتمبر 2025، أعلن أنه لن تُقام دولة فلسطينية، واصفاً الاعترافات الدولية بها (157 دولة حتى الآن) بـ”مكافأة للإرهاب”، وفي خطابه أمام الأمم المتحدة، أكد على السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة غرب نهر الأردن، هذه التصريحات، مع توقيعه على مشروع مستوطنة تقسم الضفة الغربية، تؤكد سياسته التوسعية. نتنياهو، الذي يفخر بإفشال إقامة دولة فلسطينية لعقود، يرى أي تنازل “انتحاراً وطنياً”، مما يجعل السلام معه غير موثوق.
في الختام، يبقى حل الدولتين السبيل الوحيد للسلام، كما تؤكد المملكة العربية السعودية بدبلوماسيتها النشطة، الاتفاق حول غزة، رغم إيجابياته، لن ينجح دون ربطه بحدود 1967، وإلا سيصبح هدنة عابرة في صراع مستمر، العالم يترقب خطوات جريئة من الرياض وشركائها لفرض هذا الحل قبل أن يفوت الأوان.
This post has already been read 270 times!

