• حزب الله المُنهك يرفض الضغوط لنزع سلاحه
• الجيش الإسرائيلي يعرض على نتنياهو خيارات لتوسيع العملية في غزة
يرصد مركز طروس في تقريره الأسبوعي أبرز ما جاء في الصحف العالمية حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، حيث نبدأ تقرير هذا الأسبوع من صحيفة «واشنطن بوست» وخبرها بعنوان «بعد خمس سنوات على انفجار بيروت الهائل.. العدالة لا تزال بعيدة المنال لضحاياه»، وجاء فيه «خرج المئات إلى شوارع بيروت لإحياء الذكرى الخامسة للانفجار المدمر في مرفأ المدينة، بينما استؤنفت مؤخرًا التحقيقات التي طال تأجيلها.
ولا تزال سارة كوبلاند تتذكر ذلك اليوم بوضوح. كانت تجلس مع ابنها إسحاق، البالغ من العمر عامين، في غرفة المعيشة بشقتهما في بيروت يتناولان العشاء، عندما سمعا دوي انفجار. تقول: “لم أكن أعرف ما هو”.
وبعد دقائق، وقع انفجار ثانٍ كان أشد بكثير، وغطى سماء بيروت بسحابة تشبه الفطر. قوة الانفجار حطمت الزجاج، وأصاب أحد الشظايا إسحاق في صدره. سارعت سارة وزوجها كريغ لطلب المساعدة، ووصلا بسيارة مارة إلى أقرب مستشفى يعمل، حيث توفي إسحاق نتيجة نزيف داخلي وتوقف في القلب.
كان إسحاق أصغر ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس 2020، وأدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص، وإصابة الآلاف، وتدمير أجزاء واسعة من المدينة. وتبين أن الكارثة نجمت عن حريق اندلع في أحد مستودعات المرفأ، أدى إلى انفجار 2,750 طنًا من نترات الأمونيوم المخزنة هناك.
يوم الإثنين، خرج المئات إلى شوارع بيروت لإحياء الذكرى الخامسة للمأساة والمطالبة بالمحاسبة. وقد أُعيد فتح التحقيق الذي يقوده القاضي طارق البيطار في وقت سابق من هذا العام، بعد نحو أربع سنوات من العرقلة السياسية والتدخلات التي أخّرته.
تقول كوبلاند، وهي أسترالية كانت تعمل لدى الأمم المتحدة في بيروت وقت الانفجار: “من المقزز حقًا أنه لم يكن هناك أي محاسبة أو عدالة، وبعد خمس سنوات لم نحصل حتى على إجابات واضحة”. وأضافت: “إسحاق كان مجرد طفل، لكننا وقعنا في شبكة من الإهمال والفساد والجرائم”.»

توسيع القتال
نستمر مع صحيفة «واشنطن بوست» خبرها حول الحرب في غزة بعنوان «الجيش الإسرائيلي يعرض على نتنياهو خيارات لتوسيع العملية في غزة»، وجاء فيه «قدم رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين أمنيين ودفاعيين آخرين خيارات لتوسيع العمليات في قطاع غزة، بحسب بيان حكومي صدر يوم الثلاثاء. وجاءت هذه المشاورات الحساسة في وقت يبدو فيه أن نتنياهو عازم على المضي قدمًا في خططه لاحتلال كامل للقطاع، على الرغم من تصاعد المعارضة للحرب داخليًا وخارجيًا.
وجاء في البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء: “أجرى رئيس الوزراء اليوم نقاشًا أمنيًا محدودًا، عُرضت فيه خيارات استمرار الحملة في غزة من قبل رئيس الأركان”. وأضاف البيان أن “جيش الدفاع الإسرائيلي مستعد لتنفيذ أي قرار” يتخذه المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية، والذي يخطط نتنياهو لعقده في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وأشار شخص مطّلع على قرارات رئيس الوزراء – تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لعدم تخويله التحدث للإعلام – إلى أن الخطة لاحتلال غزة بالكامل تعني أن “العمليات العسكرية ستجري أيضًا في المناطق التي يُحتجز فيها رهائن”.
إمكانية إعادة الاحتلال الإسرائيلي تثير الخوف والقلق لدى الفلسطينيين في غزة، الذين أنهكتهم قرابة عامين من القصف وإطلاق النار والتهجير، ويعيشون الآن في خضم أزمة مجاعة متفاقمة. وتخشى عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ويُعتقد أن نحو 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، أن تؤدي العمليات العسكرية الموسعة إلى تعريض حياة أحبائهم للخطر. وقال منتدى عائلات الأسرى والمفقودين في بيان: “نشعر بقلق بالغ من التقارير التي تتحدث عن توسيع القتال في غزة، مما يعرّض حياة الرهائن لخطر أكبر”.»
الاعتراف بدولة فلسطينية
نستمر مع صحيفة «واشنطن بوست»، وخبرها بعنوان «13 نائباً ديمقراطيًا في الكونغرس يدعون إدارة ترامب للاعتراف بدولة فلسطينية»، وجاء فيه «وجه 13 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب الأميركي رسالة إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، يدعون فيها إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية.
وفي الرسالة الموجهة إلى الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، أكد المشرّعون أن هذا الاعتراف ضروري لتحقيق “الحقوق الوطنية المشروعة” للفلسطينيين، وضمان “بقاء دولة إسرائيل”. كما أعربوا عن دعمهم لإزاحة حركة حماس عن السلطة في غزة.
الرسالة تأتي في ظل تزايد الضغوط الدولية على الولايات المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك بعدما أبدى ثلاثة من أبرز حلفائها مؤخرًا استعدادهم للانضمام إلى أكثر من 140 دولة عضو في الأمم المتحدة تعترف حاليًا بدولة فلسطين.»

سلاح حزب الله
ننتقل إلى صحيفة «نيويورك تايمز» وخبرها بعنوان «حزب الله المُنهك يرفض الضغوط لنزع سلاحه»، وجاء فيه «خسر حزب الله اللبناني الكثير من قوته منذ الحرب الأخيرة مع إسرائيل، لكنه لا يزال يرفض المطالب بالتخلي عن ما تبقى من ترسانته التي كانت في السابق تُعدّ هائلة.
في شوارع الضاحية الجنوبية المتشابكة، معقل حزب الله في بيروت، تحول ضريح حسن نصر الله، الزعيم الراحل للحزب الذي قاده لأكثر من 30 عامًا، إلى موقع حج لأنصاره.
يُغطى قبر نصر الله، وهو بلاطة من الرخام الأبيض منقوشة بآيات قرآنية، بمظلة مزينة بالورود الصناعية البيضاء والصفراء. حول القبر، يصلي الرجال والنساء بشكل منفصل على سجاد متنوع الألوان.
اغتيل نصر الله خلال تداعيات هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل شرارة حرب غزة. فتح حزب الله حينها جبهة ثانية بإطلاق النار من جنوب لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية تضامنًا مع حماس، ما أدى إلى تصعيد تدريجي انتهى بحرب شاملة، قُضي خلالها على القيادة العليا للحزب على يد إسرائيل.
منذ ذلك الحين، تراجعت قوة الحزب المدعوم من إيران بشكل كبير، وبعد عقود من بناء “دولة داخل الدولة”، يواجه اليوم مستقبلًا غامضًا ومليئًا بالتحديات.
وقال المحلل السياسي اللبناني مصطفى فحص: “كان حزب الله قائمًا على شيئين: حسن نصر الله، والسلاح”.
واليوم، في واحدة من أضعف لحظاته، يجد الحزب نفسه يقاتل من أجل الحفاظ على أسلحته، التي تشكل جوهر هويته ووجوده السياسي والعسكري.»

أرض خراب
نختم جولتنا هذا الأسبوع مع مقال من صحيفة «الغارديان» البريطانية، بقلم لورينزو توندو:
«من السماء، تبدو غزة كأنها أنقاض حضارة قديمة، كُشف عنها بعد قرون من النسيان. فسيفساء من كتل خرسانية، وجدران محطمة، وأحياء مليئة بالحفر والركام، وطرقات تؤدي إلى لا شيء. بقايا مدن مُزالة عن الوجود.
لكن هذه ليست آثار زلزال، ولا نتيجة لمرور الزمن البطيء.
كانت غزة مدينة تعجّ بالحياة حتى قبل أقل من عامين، رغم كل ما عاناه سكانها. أسواقها كانت مزدحمة، وشوارعها مليئة بالأطفال. تلك غزة لم تُدفن تحت رماد بركاني، ولم تندثر عبر التاريخ، بل أُبيدت تحت نيران حملة عسكرية إسرائيلية تركت خلفها مشهدًا شبيهًا بيوم القيامة.
يوم الثلاثاء، سمحت السلطات الأردنية لـالغارديان بمرافقة طائرة عسكرية محملة بالمساعدات المتجهة إلى غزة. كانت هذه إحدى المرات القليلة التي يُسمح فيها للإعلام الدولي بمراقبة الوضع عن قرب – ولو من الجو – في منطقة تم إغلاقها بالكامل أمام الصحفيين الأجانب منذ 7 أكتوبر، وهو قرار غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديثة.
غزة من ارتفاع 600 متر: مدينة أشباح
على ارتفاع حوالي 2000 قدم (600 متر)، كانت معالم الدمار الهائل واضحة: مبانٍ منهارة، أحياء محطمة، شوارع محفورة بالقذائف، ومدن تحولت إلى تراب. بالكاد يمكن رؤية البشر. فقط من خلال عدسة كاميرا مقربة، أمكن تمييز مجموعة صغيرة من الأشخاص واقفين وسط الخراب – العلامة الوحيدة على أن هناك من لا يزال حيًا في هذا المكان المنكوب.
مقابر مؤقتة وشهداء الكلمة
هذه الأرض شهدت أكثر فصول الحرب دموية، ووثّقها بشجاعة الصحفيون الفلسطينيون، وغالبًا دفعوا حياتهم ثمنًا لذلك. أكثر من 230 صحفيًا فلسطينيًا قُتلوا ودفنوا في قبور عشوائية.
إسقاط المساعدات: أمل هش
مع اقتراب الطائرة من مخيم النصيرات، فُتح الباب الخلفي، وانزلقت منصات المساعدات مصحوبة بمظلات تتفتح وهي تهبط نحو الأرض.
أعلنت القوات المسلحة الأردنية أن هذه الرحلة تُعدّ العملية الـ140 التي تنفذها الأردن وحدها، إضافة إلى 293 عملية بالتعاون مع دول أخرى، منذ استئناف الإسقاط الجوي في 27 يوليو، ما أوصل 325 طنًا من المساعدات إلى غزة.
لكن الكمية لا تفي بالحاجة. تحذر منظمات الإغاثة من أن المجاعة تنتشر بسرعة، وأن الإسقاطات الجوية – رغم ما توفره من مشهد “رمزي” للتحرك – غير فعالة ومكلفة، ولا تُقارن بما يمكن لشاحنات المساعدات أن تنقله.
وفق بيانات إسرائيلية، فإن 104 أيام من الإسقاطات الجوية في أول 21 شهرًا من الحرب وفّرت فقط ما يعادل 4 أيام من الغذاء.
بل إن هذه العمليات قد تكون مميتة: لقي 12 شخصًا حتفهم العام الماضي غرقًا أثناء محاولتهم استرجاع مساعدات سقطت في البحر، فيما قُتل 5 آخرون بعدما سقطت عليهم المنصات الثقيلة مباشرة.
غزة فقدت أطفالها أيضًا
بينما مرت الطائرة فوق دير البلح وسط القطاع، وتحديدًا فوق منطقة البركة، طُرح اسم يُجسّد مأساة الطفولة الغزية: يقين حماد، فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا، عُرفت بأنها أصغر مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي في غزة. قُتلت في 22 مايو، عندما استهدفت غارات جوية منزلها أثناء سقيها للزهور في رقعة خضراء صغيرة داخل مخيم للنازحين.
اليوم، تُشاهد غزة من الجو كأنها لوحة رمادية خرساء، بلا حياة تقريبًا – إلا من ذكريات أهلها، والمآسي التي لا تزال تتكشف على الأرض.»

This post has already been read 393 times!

