• «القمة العربية الإسلامية» في الدوحة تجمع على وحدة الصف
• أمير قطر يصف الهجوم الإسرائيلي بـ”العدوان الجبان”
• القادة يؤكدون ضرورة مواجهة التحديات الأمنية ودعم الوساطة
• «التعاون الخليجي» يوجه القيادة العسكرية لتفعيل آليات الدفاع المشترك
• التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة ضد إسرائيل
• المطالبة بحل عادل للقضية الفلسطينية وإعمار غزة
انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية-إسلامية طارئة، بمشاركة واسعة من قادة الدول العربية والإسلامية، لمناقشة التحديات الأمنية الإقليمية، مع التركيز على الاعتداء الإسرائيلي الأخير على أراضي قطر.
القمة، التي دعت إليها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جاءت كرد فعل على الهجوم الذي وقع في 9 سبتمبر الماضي، والذي استهدف مبنى سكنيًا في الدوحة يقصده قادة سياسيون من حركة حماس، مما أسفر عن إصابات وأضرار مادية.
شهدت القمة حضورًا رفيع المستوى، يشمل أمير قطر، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس السوري أحمد الشرع، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رئيس لبنان جوزيف عون، والرئيس اليمني رشاد محمد العليمي، إلى جانب ممثلين عن دول إسلامية أخرى مثل تركيا وباكستان وإيران. كما شارك أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم.
أعمال القمة
افتتحت أعمال القمة بكلمة لأمير قطر الشيخ تميم، الذي وصف الهجوم بأنه “عدوان جبان وغير شرعي” يستهدف سيادة دولة عربية نأت بنفسها عن الصراعات المباشرة، وأكد أن قطر “لن تتهاون مع أي اختراق لسيادتها أو تهديد لأمنها الوطني”. شدد الشيخ تميم على أن مثل هذه الاعتداءات تهدد جهود الوساطة التي تقوم بها قطر جنبًا إلى جنب مع مصر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، مشيرًا إلى أن “عجز المجتمع الدولي عن محاسبة الجاني يشجع على الاستمرار في النهج العدواني”.

في جلسات المناقشات، أعربت الدول المشاركة عن تضامنها الكامل مع قطر، معتبرة الاعتداء انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا للسلم والأمن الإقليميين، أكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الوقوف صفًا واحدًا إلى جانب قطر”، مشددًا على أن الأمن العربي كل لا يتجزأ، ودعا إلى تعزيز التعاون الدفاعي الخليجي.
من جانبه، شدد الرئيس المصري السيسي على أهمية استمرار الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة، محذرًا من أن التصعيدات تهدد كل الدول العربية، وأكد على دور مصر وقطر في الوساطة كركيزة للاستقرار. أما الرئيس السوري أحمد الشرع، فقد أبرز الحاجة إلى وحدة عربية-إسلامية لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن الاعتداء على قطر يعكس محاولات لزعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها.
في كلمته، دعا الرئيس اليمني رشاد العليمي إلى مقاربة شاملة تعتمد على ثلاثة محاور: حل عادل للقضية الفلسطينية استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، دعم الدول الوطنية سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وردع المشاريع التوسعية في المنطقة. أشاد العليمي بدور تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات، معتبرًا إياه مثالًا للتضامن العربي.
كما أدلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بدعوة لموقف موحد يشمل تحالفًا واسعًا لمواجهة التحديات، مع التأكيد على حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتفاوض، ووضع خارطة طريق لوقف النار في غزة وإعمارها. أما رئيس لبنان جوزيف عون، فقد شدد على ضرورة دعم الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام.
على الصعيد الدولي، أعرب رئيس الوزراء التركي عن دعمه لقطع العلاقات مع إسرائيل، بينما دافع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة وتشكيل قوة عمل عربية-إسلامية لمواجهة التصعيد.
أما الرئيس الإيراني، فقد حث الدول الإسلامية على قطع العلاقات مع إسرائيل، معتبرًا الهجوم على قطر دليلًا على عدم التزام إسرائيل بالسلام. وفي سياق متصل، أعلن قادة دول الخليج عن عقد اجتماع لجهاز الدفاع المشترك في الدوحة قريبًا، لتعزيز القدرات الدفاعية ضد التهديدات.
التوصيات:
أسفرت القمة عن صدور بيان ختامي يعكس إجماعًا على إدانة قاطعة للهجوم الإسرائيلي على قطر، الذي وُصف بأنه “عدوان جبان يهدد جهود التطبيع والسلام في المنطقة”. أكد البيان على أن الاعتداءات الإسرائيلية، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، تشكل تهديدًا لآفاق السلام والتعايش، وتهدد الاتفاقيات الحالية والمستقبلية.

أبرز النتائج:
– دعوة المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة، وإنهاء الاحتلال، مع وضع جدول زمني ملزم لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، بعاصمتها القدس الشرقية.
– الترحيب بقرار مجلس الأمن الذي أدان الهجوم على قطر ودعم دورها في الوساطة، مع التأكيد على استمرار الجهود القطرية-المصرية-الأمريكية لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
– التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة ضد إسرائيل، بما في ذلك مراجعة الروابط الدبلوماسية والاقتصادية، وتعزيز التكامل العربي-الإسلامي لمواجهة التهديدات.
– دعم مبادرة عربية لإعمار غزة وإفشال أي محاولات للتهجير، مع التركيز على الحقوق الفلسطينية غير القابلة للمساومة.
– تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز التعاون الأمني، ودعم الدول الهشة لضمان سيادتها.

مجلس الدفاع المشترك
فيما عقد عقد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية دورة استثنائية ، في الدوحة، برئاسة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وترأس نائب الأمير سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وفد دولة الكويت، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونائب رئيس الامارات منصور بن زايد، وممثل ملك البحرين الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع في سلطنة عمان شهاب بن طارق آل سعيد، إضافة إلى جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد وجه القادة مجلس الدفاع المشترك في مجلس التعاون بعقد اجتماع عاجل في الدوحة، يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا، لتقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس ومصادر التهديد في ضوء العدوان الإسرائيلي على دولة قطر وتوجيه القيادة العسكرية الموحدة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية

الخاتمة
اعتبر مراقبون القمة خطوة إيجابية نحو تعزيز الوحدة العربية-الإسلامية، خاصة في ظل الذكرى الرابعة للاتفاقيات الإبراهيمية، حيث أعربت بعض الدول عن مخاوف من “ولادة ميتة” لجهود السلام، لكنها أشادت بالأمل في “ناتو عربي” للحفاظ على الاستقرار. ومع ذلك، أكد الجميع التزامًا بمسار السلام، مع الدعوة إلى ضغط دولي لإنهاء التصعيد.
خلصت القمة إلى أن السلام الإقليمي يتطلب تضامنًا حقيقيًا وإجراءات عملية، مع الحفاظ على دور الوساطة لتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، مما يعزز الأمن لكل الدول في المنطقة.
This post has already been read 501 times!

