دأبت الآلة الإعلامية الغربية المدعومة مالياً ولوجستياً من اللوبي اليهودي على شيطنة المقاومة الفلسطينية في جميع مراحل الصراع العربي مع الكيان الصهيوني المحتل، وما أن استفاقت الصحافة الغربية من الصدمة التي أحدثتها عملية «طوفان الأقصى»، التي بدأتها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في نطاق المستوطنات الواقعة في غلاف قطاع غزة يوم السبت الماضي، حتى أطلقت حملة شرسة لتشويه عناصر المقاومة وتقديمهم في صورة وحوش بشرية هدفها فقط القتل والاغتصاب والتعذيب.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، انتشرت عاصفة من الأخبار الكاذبة و الادعاءات المغلوطة حول بشاعة ما قامت به المقاومة خلال عملية «طوفان الأقصى»، على رأسها الرواية المكذوبة التي تبناها الرئيس الأمريكي جو بايدن حول قطع رؤوس الأطفال من قبل عناصر المقاومة.
قطع رؤوس الأطفال
تراجع البيت الأبيض، عن الفضيحة المدوية التي جاءت على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن رؤيته صور أطفال من الكيان المحتل «قطعت رؤوسهم على يد حماس»، ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية عن مسؤول في الإدارة الأميركية، إن هذه التصريحات كانت مبنية على «مزاعم» مسؤولين من الكيان الصهيوني وتقارير إعلامية محلية، موضحة نقلاً عن مسؤول أميركي أن بايدن والمسؤولين الأميركيين لم يروا هذه الصور، ولم يتحققوا بشكل مستقل من أن حماس تقف خلف هذه المزاعم.
ما حدث يبين أن الدعاية الصهيونية لتشويه «حماس» مستمرة، في محاولة لتجاوز صدمة انهيار قوات الاحتلال أمام عناصر المقاومة بأسلحتها الخفيفة، التي أحدثت زلزالاً في الكيان الصهيوني المحتل.
الانتماء لتنظيم «داعش»
غرد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على حسابه الرسمي بمنصة «إكس» بصورة لـ«علم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، مدعياً أن العلم تم كشفه بين عتاد عناصر تابعة لـ«حماس» ممن تسللوا إلى كيبوتس صوفا في غلاف غزة.
صحيفة «إسرائيل اليوم» تبنت رواية أدرعي، وزادت من الحبكة الدرامية لتلك القصة الوهمية، مدعية أن سلطات الاحتلال اعتقدت أن الإرهابيين، الذين قتلوا عدداً من سكان الكيبوتس، خططوا لرفع علم «داعش»، ولكن قوات مكافحة الإرهاب قضت عليهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذ خطتهم.
تعذيب الأطفال والأسرى
أظهر مقطع مصور بثته كتائب القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، المعاملة الإنسانية التي نالها أطفال المستوطنين من قبل مقاتلي المقاومة، المقطع دحض مزاعم قوات الاحتلال التي قالت، إن الأطفال والأسرى يتعرضون للتعذيب على يد عناصر المقاومة، وظهر مقاتلو القسام في المقطع المصور وهم يداعبون أطفال المستوطنين في مستوطنة حوليت شرق رفح، ويهدأون من روعهم.
وأظهر المقطع المصور قيام مقاتل من القسام بتضميد جراح طفيفة في قدم أحد الأطفال، بينما حمل آخر طفلين بين ذراعيه وحاول وقف بكائهم، فيما قام آخر بإعطاء أحد الأطفال الماء ليشرب قبل أن يجلسه على كرسي ويتحدث معه، ما جعل الطفل يبتسم ليظهر للعالم حقيقة التعذيب الذي يتعرض له.
استخدام صور من غزة
وقع المغني جاستن بيبر في خطأ فادح، حينما أراد أن يعبر عن تعاطفه مع الكيان الصهيوني في الأحداث الأخيرة، فقام بنشر صور لقطاع غزة المدمر خلال القصف في عام 2021، على أنها صورة من داخل الأراضي المحتلة.
المنشور الذي نشره بيبر على حسابه في «إنستغرام» حمل عنوان «الصلاة من أجل إسرائيل»، واستخدم فيه صورة تظهر برجاً في غزة دمّر خلال القصف عام 2021 ومازال مدمراً إلى الآن على خرائط «غوغل».
وكانت الممثلة الأميركية جيمي لي كورتتس قد حذفت منشوراً مماثلاً قبل أيام بعد أن تفاجأت أن الأطفال الذين في الصورة التي نشرتها ليسوا من الكيان الصهيوني بل من غزة، وذلك بعد مقتل عشرات الأطفال في غزة بقصف لطيران الاحتلال.
الإفراج عن مستوطنة
بثت كتائب القسام، فيديو لعملية إطلاق سراح مستوطنة وطفليها، بشكل طوعي، وظهرت المرأة في المقطع وهي تحمل طفلاً وتسير باتجاه الآخر الذي كان ينتظر بينما مقاتلو المقاومة يحيطون بهم، قبل أن تأخذ طفليها وتمضي باتجاه مستوطنتها.
الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم، أخرس جميع الألسنة التي اتهمت عناصر المقاومة الفلسطينية بأنهم وحوش بشرية جاءت إلى المستوطنات لكي تغتصب النساء وتقتل الأطفال، وقطع الطريق أمام جميع من شككوا في إنسانية وأخلاق مقاتلو المقاومة.
اعتذار مذيعة «سي إن إن»
اعتذرت مذيعة قناة «سي إن إن» الأمريكية سارة سايدنر عن خبر بثته خلال تغطيتها للأحداث في غزة، يوم الخميس الماضي، نقلت فيه عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن مقاتلي حركة حماس قاموا بقطع رؤوس الأطفال خلال اقتحامهم لمستوطنة «كفار عزة» في غلاف غزة.
وكتبت سايدنر في تغريدة على حسابها على موقع إكس، «كان يجب أن أكون أكثر حذرا بشأن ترديد ما ذكره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مزاعم قطع حماس لرؤوس الأطفال».
وأضافت أن «الحكومة الإسرائيلية تقول إنها لا تستطيع تأكيد الخبر.. كان يجب أن أكون أكثر حذرا مع استعمال مثل هذه الكلمات.. أنا آسفة».
This post has already been read 96 times!