إيران جعلت البحرين هدفها المرحلي القادم .
استدعاء حادثة أربيل تعزيز للخطر والإرهاب الإيراني على الخليج.
وكلاء إيران أدوات عدم الاستقرار في المنطقة وهجمات السعودية تشهد بذلك.
رسائل التهديد الإيراني تعكس مخاوف طهران من أي خطوات خليجية.
تصعّد طهران من حدّة تهديداتها في الخليج العربي ضد ما تسميه أنشطة معادية في دول الخليج وتحديدًا الدول ذات العلاقة مع إسرائيل حيث بعثت إيران برسائل تهديد إلى مملكة البحرين؛ رابطة ما جرى قبل بضع أسابيع في أربيل شمال العراق بما قد يجري ضد المنامة حاليًا.
ومؤخرًا، بات الصراع بين طهران وتل أبيب، يدور في مسرح جديد نسبيًا في منطقة الخليج العربي، يضاف لساحات الصراع الأخرى القائمة بينهما، حيث يأتي في سياق المواجهة الشاملة بين الجانبين.. دون نسيان التوتر الواقع أصلا بين دول الخليج وإيران التي تهدد وتتدخل في شؤون دول الخليج العربي بشكل متواصل.
علاقات متوترة وتصعيد متواصل:
العلاقة بين المنامة وطهران تعتبر علاقة سيئة ذات تهديد مبطن ارتفعت حدة توترها في العقد الأخير مع التوترات التي شهدتها المنطقة كلها ضمن موجات ما عرف بالربيع العربي ووصلت ذروة جديدة بعد توقيع المنامة اتفاق التطبيع مع تل أبيب التي اعتبرتها إيران خطوة تستهدف محاصرتها ضمن تحالف إقليمي شهد دولًا عربية مع إسرائيل.
وكانت البحرين قد قطعت علاقاتها مع إيران مطلع 2016، بعد تأكيدات المنامة أن طهران تدعم المعارضة وجماعات إرهابية وتستهدف التدخل في شؤون المملكة الداخلية.. حيث يبدو أن هدف إيران الأبرز في الخليج هو مملكة البحرين.
التهديدات الإيرانية زادت حدتها مع قوة العلاقات بين البحرين وإسرائيل في المجالات الأمنية والعسكرية.
تهديد إيراني جديد ورسائل علنية:
قبل أيام، ربط المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أثناء مؤتمره الصحفي الأسبوعي، التعيين المتوقع لملحق عسكري “إسرائيلي” في مقر الأسطول الأمريكي الخامس الموجود في البحرين بالهجوم الصاروخي للحرس الثوري على أربيل منتصف الشهر الماضي.. في خطوة غير معتادة بهكذا علنية. رغم أن طهران ألمحت في عدة مناسبات أنها لن تتردد في إطلاق صواريخ على البحرين إذا شعرت أن النشاط “الإسرائيلي” فيها يهدد مصالحها الأمنية.
وكجواب على سؤال تداعيات هكذا تعيين، أكد زاده: “أنه يكفي أن نقول كلمة واحدة فقط: أربيل”، ليستدرك أن تل أبيب تفعل كل ما في يدها لمنع عودة الوضع لطبيعته في منطقة الخليج.
وسائل الإعلام الإيرانية بدورها، لم تعمل هكذا مناسبة ببعث رسائل مرتبطة بكلمة متحدث الخارجية فذكرت صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري في عنوانها كلمات متحدث الخارجية محذرة تحت العنوان بعبارة – ما حدث في أربيل يمكن أن يتكرر في البحرين.
حيث أن إيران حذرت “إسرائيل” بالفعل من أن “أي شيء سيئ ضدها يحدث من الخليج لن يبقى بلا رد”.
ذات الصحيفة نوهت بكلام قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الذي دعا الصهاينة للكف عن زرع بذور الشر في المنطقة محذرهم إن لم يفعلوا؛ فإنهم سيتذوقون الطعم المرير للضربات الصاروخية. وفق تصريحه.
استدعاء حادثة أربيل:
تبنت طهران حادثة القصف الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل في كردستان العراق يوم 13 مارس آذار الماضي.. حيث كتب الحرس الثوري أن الهدف كان مركزًا استراتيجيًا ينشر الشر الصهيوني في “أربيل” وأنه بعد الجرائم الأخيرة (من قبل إسرائيل) وتأكيد إيران على الرد عليها، فإنها قامت بمهاجمة المركز بصواريخ قوية ودقيقة”.
وقبل أيام ذكر تقرير المقدم/ احتياط، ميكي سيغال، من مركز القدس للشؤون العامة وشؤون اسرائيل والذي يعرض تهديدات طهران الواضحة ضد مملكة البحرين.. أن هدف طهران حاليًا يتركز على المنامة في تقاطع تؤكده تصريحات متحدث الخارجية الإيرانية ووسائل إعلام الحرس الثوري.
إن الربط بين الحدثين (التصريحات وتقرير المركز الإسرائيلي) يوحي بجدية تهديد إيران من زاوية وسعيها للبعث برسائل مبطنة للخصوم الإقليميين ولواشنطن التي يتمركز أسطولها الخامس قبالة البحرين وإسرائيل التي عززت تواجدها الأمني والاستشاري في المنامة بعد اتفاق التطبيع وما تلاه من اتفاقيات.. وهنا ينقسم تهديد طهران بين الاستهداف المباشر أو استدعاء الوكلاء كحالة الحوثيين الذين استهدفوا المملكة السعودية بهجمات دورية والميليشيات في العراق والخلايا النائمة في بقية دول الخليج.
الواجب على دول الخليج العربي تعزيز منظومة الأمن الإقليمي الخليجي والتعاون وتعزيز وحدة الصف وعدم الالتفاف لدعايات تخفف من حدة المخاطر وتربط التهديدات بأسباب واهية لا علاقة جذرية لها في محركات ودوافع التوتر.
This post has already been read 72 times!