- الأحواز تنتفض وشعلة الاحتجاجات تمتد.
- الغلاء والتضخم محرك رئيسي لاحتجاجات الإيرانيين.
- سياسات التهميش والعنصرية جعلت الإقليم بأسوأ حالاته.
- الهتافات تمس أكبر مسؤولي البلاد وحتى مرشد الثورة.
- ثورة جياع تهدد إيران مع تردي الوضع الاقتصادي.
- القمع الوحشي وسيلة طهران لإسكات الاحتجاج لكن إلى متى؟!
يمكن توصيف حالة إقليم عربستان في إيران، بالمضطربة بشكل دائم بسبب ضم طهران للإقليم بالقوة منذ عام 1925 وممارسة سياسة اقصائية وتمييزية ضد غالبية سكان الأحواز العرب زاد منها تردي الأوضاع في إيران ليشهد الإقليم انتفاضات متكررة كان أبرزها عام 2005 في منطقة تصنف بأنها عصب اقتصاد البلاد مع ما تمتلكه من منابع النفط والغاز ومصادر المياه والعديد من الثروات الطبيعية، وموقعها الاستراتيجي على ساحل الخليج العربي.
الغلاء يفجر الاحتجاجات:
شهد الأسبوع الماضي اشتعال الاحتجاجات في إيران انطلاقًا من إقليم خوزستان “الأحواز” بعد قرار السلطات تحرير أسعار الدقيق ورفع أسعار الخبز بعد إعلان لجنة تنظيم السوق زيادة أسعار الدجاج والبيض، والحليب ومنتجات الألبان والزيت. فارتفعت دعوات الاحتجاج في مدن الخفاجية/سوسنكرد، وإيذه.
وتجمع الأهالي قبل يومين في وسط المدينة ليمتد الاحتجاج إلى الشوارع المحيطة، صاح فيها المتظاهرون بشعارات رافضة وهتافات مناهضة للمسؤولين وعلى رأسهم الرئيس الإيراني مطالبين بموته.. وصولا لشخص المرشد نفسه.
ومساء الأمس، توسعت رقعة الاحتجاجات وانضمت مدن جديدة إلى الحركة المطالبة بوضع حد للغلاء في البلاد. ففي مدينة “رشت” شمال البلاد، اشتبك الأمن مع المتظاهرين، وشوهد حضور واسع لعناصر الشرطة في مدينة أردبيل ذات الغالبية التركية.
السلطات ترد:
قُطعت خدمة الإنترنت وقُيّد الوصول إليها بشدة لعدة أيام الأسبوع الماضي في أجزاء كثيرة من محافظة خوزستان، خصوصًا الأهواز والحميدية وشادکان.
كما بعثت طهران قواتها الأمنية في دزفول ومحافظة خوزستان مع عدد كبير من رجال الشرطة والأمن إلى مكان التجمع ليلاً لفض الاحتجاجات.
كما سجّل ناشطون انتشارًا أمنيًا واسعًا في مداخل أحياء لمدينة الأحواز، عاصمة محافظة خوزستان، ذات الـ 3 ملايين نسمة غالبيتهم عرب.
محركات ودوافع:
ظلت محافظة خوزستان مسرح انتفاضات متكررة لأيام طويلة العام المنصرم اشعلتها أزمة المياه التي تعانيها إيران حيث قمعتها القوات الإيرانية بوحشية وقسوة بالغة.
وتسبب تردي الظروف المعيشية وتراجع الوضع الاقتصادي بتأزم الأوضاع التي وصلت لقضايا الغذاء ومعيشة المواطنين في عموم إيران وليس فقط في الأهواز.
ويبرر مسؤولون إيرانيون -بعد نفي وقوع اضطرابات في الإقليم- يبررون أزمة الخبز بارتباطها بأزمة أوكرانيا دون نسيان الجفاف الشديد الذي تشهده البلاد هو الأسوأ منذ نصف قرن.
وتحت السطح من ذلك كله يجب التذكير أن سياسة طهران كانت ممنهجة في محاربة السكان الأصليين من العرب عبر تخريب مناطقهم وسرقة مياههم وتحويل مجرى الانهار إلى مناطق ذات أغلبية فارسية مثل أصفهان، كأداة للتغيير الديمغرافي.. وهذا ما يفسر تكرار الأزمات هناك وعدم إمكانية استقرار المشهد في تلك المنطقة أو عموم البلاد.
This post has already been read 62 times!