تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا بين إيران وإسرائيل، مع تركيز متزايد على مضيق هرمز كعامل استراتيجي حاسم يستعرض هذا التحليل تطورات الأزمة، وأطرافها ودور المضيق والجهات الداعمة والسيناريوهات المحتملة.
تطورات الأزمة
شنت إسرائيل عملية “الأسد الصاعد”، وهي ضربات جوية استهدفت منشآت نووية في نطنز وأصفهان، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين إيرانيين بارزين، مثل حسين سلامي ومحمد باقري، وقعت انفجارات في طهران، مع أضرار في أحياء يقطنها قادة عسكريون، ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل، مما رفع مستوى التوتر، فرضت إيران حالة تأهب قصوى، وأغلقت المدارس والمرافق الحيوية، وسط تظاهرات شعبية تطالب بالرد في إسرائيل، لجأ المواطنون إلى الملاجئ، وتوقفت حركة الطيران تحسبًا لرد إيراني.
أعادت الضربات مضيق هرمز إلى صدارة الاهتمام، حيث لوحت إيران بإغلاقه كورقة ضغط. أشار مسؤول عسكري إيراني إلى أن إغلاق المضيق قيد الدراسة، مؤكدًا اتخاذ “القرار الأمثل بحزم”. هذا التهديد أثار مخاوف عالمية، نظرًا لأهمية المضيق الذي يمر عبره نحو 20 مليون برميل نفط يوميًا.
أهمية المضيق
مضيق هرمز الواقع بين إيران وسلطنة عمان، هو ممر بحري ضيق بعرض 33 كيلومترًا في أضيق نقطة، وممري دخول وخروج لا يتجاوز عرضهما 3 كيلومترات يمر عبره ثلث تجارة النفط العالمية وأكثر من 20% من صادرات الغاز الطبيعي المسال، مما يجعله شريانًا حيويًا لاقتصادات المنطقة، إغلاقه قد يرفع أسعار النفط إلى 120-130 دولارًا للبرميل، ويؤدي إلى أزمة طاقة عالمية، مع تأثيرات تضخمية حادة.
الفواعل الرئيسية
تشمل الأزمة إيران وإسرائيل كطرفين رئيسيين، مع تدخل وكلاء إيران مثل حزب الله والحوثيين، الذين قد يستهدفون الملاحة في البحر الأحمر، مما يعقد الوضع إذا اقترن بإغلاق مضيق هرمز، إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، تستعد لردود محتملة عبر تعزيز وجودها العسكري في الخليج.
الجهات الداعمة
إيران: تدعمها روسيا والصين وباكستان، روسيا توفر أنظمة دفاع جوي، بينما تعزز الصين التعاون الاقتصادي لتخفيف العقوبات. لكن الصين قد تعارض إغلاق المضيق، إذ تستورد 18% من نفطها من إيران عبره
إسرائيل: الولايات المتحدة تقدم دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا، مع نشر قوات بحرية قرب المضيق بريطانيا وفرنسا أبدتا استعدادًا لدعم دفاعي، بينما تشارك دول خليجية، مثل السعودية والإمارات، إسرائيل مخاوفها من إيران.
سيناريوهات تطور الأزمة
التهدئة الدبلوماسية: قد تؤدي مفاوضات دولية إلى تجنب إغلاق المضيق، مع التركيز على الملف النووي.
تصعيد محدود: قد ترد إيران بتعطيل الملاحة عبر استهداف سفن أو نشر ألغام بحرية دون إغلاق كامل لتجنب مواجهة دولية.
حرب إقليمية: إغلاق المضيق قد يشعل مواجهة واسعة، خاصة إذا تدخلت الولايات المتحدة أو استهدف الحوثيون مضيق باب المندب.
تداعيات إغلاقه
إغلاق المضيق سيؤثر على دول الخليج، التي تعتمد عليه لتصدير النفط، وعلى أوروبا وآسيا، خاصة الصين والهند السعودية والإمارات لديهما خطوط أنابيب بديلة، لكنها لا تغطي سوى جزء من الصادرات إيران نفسها ستتضرر، إذ تعتمد على المضيق لتصدير نفطها.
ردود الفعل الدولية
حذرت الأمم المتحدة من انتهاك الحق في الحياة، داعية إلى وقف التصعيد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي طالبوا بضبط النفس، بينما أعربت الهند وتركيا عن قلقهما
الخلاصة
الأزمة بين إيران وإسرائيل، مع تهديد إغلاق مضيق هرمز، تهدد الاقتصاد العالمي واستقرار المنطقة، الجهود الدبلوماسية قد تحد من التصعيد، لكن نجاحها يعتمد على تنازلات متبادلة، وإغلاق المضيق يبقى خيارًا محفوفًا بالمخاطر، قد يؤدي إلى عواقب كارثية.
This post has already been read 509 times!

