وسط ترقب عالمي وغموض متواصل، دخل السباق الرئاسي الأميركي مرحلته الحاسمة قبل يومين فقط من موعد الاقتراع العام، في ظل تنافس محموم بين مرشح الحزب الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس.
ومنذ انطلاق الحملات الانتخابية، يخوض هاريس وترامب حرباً كلامية شبه يومية في حين يسعيان إلى انتزاع عشرات آلاف الأصوات في الولايات المتأرجحة التي يتوقع أن ترجح كفة أحدهما على الآخر.
وفي الولايات المتأرجحة، تظهر الأرقام تقارباً شديداً بين المرشحين، ففي جورجيا، حيث أدلى أكثر من 50% من الناخبين بأصواتهم، لا يتجاوز الفارق نقطتين مئويتين، وفي نورث كارولاينا، سجل الجمهوريون نسبة مشاركة أعلى بلغت 52% مقابل 48% للديمقراطيين و40% للمستقلين.
الولايات المتأرجحة
تميل معظم الولايات بصورة واضحة نحو حزب أو آخر، فتصنف ولايات حمراء مؤيدة للحزب الجمهوري وأخرى زرقاء مؤيدة للحزب الديمقراطي. فخلال الأعوام الأخيرة مثلاً تصنف كاليفورنيا ونيويورك ومينيسوتا ولايات زرقاء، وتكساس وتينيسي وميسوري حمراء، وهي ولايات يصعب قلب النتائج فيها لذا قد تسجل نسبة أدنى من التصويت بما أن نتائجها شبه محسومة، وهذا ما يفسر فوز رؤساء خسروا التصويت الشعبي.
وتشمل مجموعة الولايات المتأرجحة لهذا العام (أريزونا، جورجيا، ميتشيغان، بنسلفانيا، ويسكونسن، نورث كارولاينا ونيفادا).
وفي بنسلفانيا، التي تعد أهم ولاية متأرجحة، مع 19 صوتاً انتخابياً، بدا أن دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، يتخلف في التصويت المبكر بين كبار السن، الذين يعدون شريحة انتخابية حاسمة للجمهوريين.
وبحسب استطلاعات «فوكس نيوز» و«سي إن إن» و«يو إس توداي – سوفولك» و«ماريست»، تتقدم هاريس في أريزونا بين 9 و12 نقطة، وجورجيا بين 7 و10 نقاط، وميشيغان بين 26 و39 نقطة، ونورث كارولاينا بين 2 و6 نقاط، وبنسلفانيا بين 17 و35 نقطة، وويسكونسن بين 22 و60 نقطة. في حين سجل ترامب تقدماً بست نقاط على هاريس في ولاية متأرجحة واحدة هي نيفادا، بحسب «سي إن إن».
استطلاعات الرأي
أظهرت استطلاعات الرأي على المستوى الوطني تقارباً كبيراً في نسب التأييد بين المرشحين، بينما تشتد السجالات بين الحملتين حول قضايا رئيسية مثل الاقتصاد والهجرة، كما يثار جدل واسع حول قضايا تتعلق بالأميركيين من ذوي الأصول اللاتينية والعرب والمسلمين، إضافة إلى الأبعاد المتعلقة بالحرب في غزة.
والخبر السيئ للجمهوريين هذه المرة هو أن استطلاعات الرأي الوطنية الأخيرة -التي أجرتها شبكة إيه بي سي نيوز-إيبسوس، ونيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا، وشبكة سي إن إن- تظهر أن مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس تتقدم على ترامب، غير أن الانتخابات لم تُحسم بعد في الولايات المتأرجحة التي تشير استطلاعات الرأي فيها إلى أن هاريس تتفوق فيها أيضاً.
التصويت المبكر
تشير البيانات الرسمية إلى أن التصويت المبكر يسجل أرقاماً قياسية هذا العام، حيث تجاوز عدد المصوتين 68 مليون ناخب، منهم 36 مليوناً صوتوا حضورياً و31 مليوناً عبر البريد، وتظهر الإحصاءات أن 38.6% من المصوتين ينتمون للحزب الديمقراطي، مقابل 36% للجمهوريين.
كما تظهر الاستطلاعات تقدم كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، بنسبة كبيرة بين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالفعل، على الرغم من ارتفاع عدد الجمهوريين الذين صوتوا مبكراً.
وبحسب استطلاعات، أجرتها «إي بي سي – إبسوس» و«نيويورك تايمز – سيينا» و«سي إن إن»، تتمتع هاريس بتقدم يتراوح بين 19 و29 نقطة بين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالفعل. ورغم أنها أقل مما سجله جو بايدن عام 2020، حين كانت جائحة «كوفيد – 19» هي الدافع الأساسي وراء التصويت المبكر، فإنها أفضل مما حققته هيلاري كلينتون، التي تقدمت بفارق يتراوح بين 8 و16 نقطة.
الثلاثاء الكبير
تقام الانتخابات العامة يوم الثلاثاء المقبل خلال يوم عمل عادي، وتستعد مدينة واشنطن لأي تكرار محتمل لأعمال العنف التي هزّتها قبل أربع سنوات عندما خسر دونالد ترامب أمام جو بايدن.
وحذّرت سلطات العاصمة الأميركية من أنه يمكن توقع «بيئة أمنية متقلّبة وغير متوقعة» في الأيام وحتى الأسابيع التالية لإغلاق مراكز الاقتراع، مضيفة أنها لا تتوقع إعلان الفائز في يوم الانتخابات.
This post has already been read 70 times!