دائما ما تعبر كلمات الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن اهتماماتها وخططها التي تتطلع إلى تنفيذها خلال السنوات المقبلة، كما تتضمن أهم القضايا التي توليها الدول الاهتمام كما تبرز هويتها وتعلن من خلالها موقفها من القضايا الدولية المطروحة على الساحة العالمية.
الكويت دأبت على المشاركة في الفعاليات والاجتماعات المتعلقة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن من خلال ايفاد ممثلاً عن سمو أمير البلاد في تلك الفعاليات وجرت العادة على اختيار رئيس مجلس الوزراء لتمثيل سمو الأمير في اجتماعات الدورة العادية للجمعية العامة للأم المتحدة كل عام، إلا أن الدورة المقبلة هذا العام ستشهد تغييراً بمشاركة سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ممثلاً عن سمو الأمير، ويعد سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد أحد أبرز الوجوه المشاركة في الدورة العادية الـ79 المزمع عقدها خلال الأيام المقبلة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، نظراً لما يتمتع به من خبرة سياسية طويلة اكتسبها عبر تقلده العديد المناصب الرسمية والدبلوماسية خلال مسيرة امتدت لأكثر من 4 عقود.
السياسي المحنك
يمتلك سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد مسيرة حافلة بالإنجازات ومحطات متميزة في المناصب الرسمية استمرت على مدى عقود والتي بدأها كسفير، ثم كوزير خارجية للكويت، وختمها كرئيس وزراء.
الشيخ صباح الخالد أحد السياسيين الكبار الذين يمتلكون خلفية ثقافية كبيرة فهو خطيب مفوهٌ وقارئ مثقفٌ، ما يجعلنا أمام كلمة مختلفة سيلقيها سموه في اجتماعات الدورة العادية المقبلة، والتي ستبرز هوية الكويت أمام العالم، وستعبر عن تطلعاتها وآمالها المستقبلية.
سمو ولي العهد تدرّج في العديد من المناصب، سواء الدبلوماسية، وحتى رئاسة الوزراء، واتصف بالنزاهة والخبرة الدبلوماسية والسياسية، ولديه بُعد نظر وإمكانيات كبيرة، وذو أخلاق عالية، وهو نموذج للكويتي والعربي الأصيل، فهو أحد رجالات مدرسة الكويت الدبلوماسية العريقة، فكلماته دائما ما تلامس القلب، وتفيض بالحكمة والمحبة والتوجيه نحو الخير، وتطبيق القانون، وهو القادر بما امتلكه من علم وخبرة وحنكة أن يفتح آفاقاً جديدة للإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتنقل البلاد إلى مصاف التطور والتقدم والازدهار.
مشاركات سابقة
شارك سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد لأكثر من مرة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلاً عن حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حيث ألقى كلمة دولة الكويت أمام الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلاً عن سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، واستعرض خلالها مواقف دولة الكويت الداعمة لجهود التوصل إلى سلام عادل وشامل في مختلف القضايا الإقليمية مشددا على ضرورة الحفاظ على سيادة الدول وحسن الجوار والاحترام المتبادل بما يعكس تطلعات الأمن والاستقرار لدول وشعوب المنطقة إضافة إلى محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره.
كما جدد سموه التأكيد على موقف البلاد المتمسك بالنظام الدولي المتعدد الأطراف ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة بما يكفل تطوير وتعزيز الحوكمة الدولية لضمان تحقيق رسالتها السامية في حفظ السلم والأمن الدوليين وخدمة البشرية جمعاء.
وأشار سموه في كلمته أنذاك إلى أبعاد انتشار فيروس كورونا وما أحدثه من أضرار مست مختلف مناحي الحياة الحديثة والقطاعات الحيوية في العالم.
كما شارك سموه في الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت “افتراضيا” بسبب جائحة كورونا، ممثلاً عن سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، حيث ألقى كلمة دولة الكويت التي جدد فيها تمسك الكويت بالنظام الدولي المتعدد الأطراف وبمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة بما يكفل تطوير وتعزيز الحوكمة الدولية لضمان تحقيق رسالتها السامية في حفظ السلم والأمن الدوليين وخدمة البشرية جمعاء.
كما تطرق فيها إلى أهم القضايا على الساحة الإقليمية والدولية، مؤكداً على موقف الكويت المبدئي والثابت في دعم خيارات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، ومؤكدا على المنطلقات المبدئية المتصلة بترسيخ قواعد حسن الجوار والواردة في ميثاق الأمم المتحدة ومجددا الدعوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة للبدء في حوار مبني على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية وتخفيف حدة التوتر في الخليج بما يسهم في إرساء علاقات قائمة على التعاون والاحترام المتبادل وبما يعكس التطلعات المستقبلية لجميع دول المنطقة في حياة يسودها الأمن والاستقرار والرخاء والتنمية لشعوبها.
الجمعية العامة
تعد الجمعية العامة للأمم المتحدة واحدة من الأجهزة الرئيسية الست للأمم المتحدة، وهي الهيئة الوحيدة التي تتمتع فيها جميع الدول الأعضاء بتمثيل متساو، وهي الجهاز الرئيسي للتداول وصنع السياسات والتمثيل في الأمم المتحدة.
وتجتمع الجمعية العامة تحت رئاستها أو رئاسة أمينها العام في دورات سنوية في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، ويستمر الجزء الرئيسي منها في الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر، ويمكنها أيضا أن تعاود عقد جلسات استثنائية خاصة في حالات الطوارئ.
This post has already been read 84 times!