• هاريس نجحت في قلب الطاولة ليصبح ترامب في موقف «المدافع»
• ترامب العشوائي ألحق بعض الضرر على سمعته ويحتاج لـ«مناظرة جديدة»
فاجأت المناظرة الرئاسية الأمريكية بين ترامب وهاريس غالبية المراقبين، حيث أظهرت نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ثباتاً وقوة وأريحية على عكس المناظرة السابقة بين ترامب وبايدن في يوليو الماضي.
تقويم أداء ترامب
استعدت هاريس للمناظرة على عكس ترامب الذي بدا غير مرتاح في مناظرته، حيث كلما أراد الهجوم على هاريس عبر مسائل خلافية مثل الحدود والضرائب والتضخم، تنجح هاريس بتعطيله، وإرباكه.
واعتمد ترامب أسلوب اللوم دون إظهار خطة واضحة على عكس منافسته، ولم يكن لديه الحضور والقوة على الهجوم وإدارة المناظرة ووضع هاريس بموقف المدافع التي نجحت في قلب الطاولة عليه، ليصبح هو المدافع عن فترة حكمه السابق، حيث ركز على تكرار نفسه دون جديد، حيث أخفق ترامب في إدارة الملفات التي تحرج الديمقراطيين أثناء المناظرة.
قوة هاريس
تمتعت بالهدوء وبمظهر مبتسم، ولم تستحب لاستفزاز ترامب وظهرت بمظهر القوي والزعيم وأنها الرئيس القادم وأخرجت ترامب عن صورته عبر إظهاره بمظهر الجاهل بإدارة البيت الأبيض.
هي من بادرت بمهاجمة ترامب عبر اتهامه بأنه سيكذب في خطوة تكتيكية، تبعث برسائل ضمنية أن ترامب يحرف الوقائع وليس لها هدف من مهاجمته شخصياً ما أحرج ترامب.
نجحت هاريس بتقديم نفسها للناخب الذي كانت مجهولة له، بشكل جيد، حيث حافظت على هيبتها الرئاسية أمام مرشح شرس يتمتع بالخبرة كرئيس سابق خاض مناظرات متعددة.
حاولت استعطاف المرأة في قضايا الإجهاض وحقوق المرأة، وأشارت إلى سوء التعامل مع المحتجين على عكس الذين دخلوا بشكل غير قانوني للبلاد، وهاجمت رفض ترامب لقانون حماية الحدود.
لم يذكر ترامب هاريس بالاسم واعتبرها بايدن، في حين هي قالت أنها ليست بايدن معتبرة أن ترامب لم يتحمل أن عشرات الملايين طردوه من الرئاسة، بذلك رسمت حداً فاصلاً بينها وبين بايدن في خطوة تحسب لها.
نشير أن لغة الجسد لكلا المتنافسين، أظهرت تفوق هاريس على ترامب الذي بدا متعباً وغير مرتاح خصوصاً مع تقدم المناظرة.
القضايا الدولية في المناظرة
اتهم ترامب كامالا بأنها لا تحب إسرائيل، وذكّر أنها رفضت مقابلة نتنياهو، وأنها لو تسلمت الرئاسة ستختفي إسرائيل خلال عامين، في حين اعتبرت هاريس أن الحرب على غزة يجب أن تنتهي على الفور عبر اتفاق وقف إطلاق النار؛ داعمة إسرائيل بذات الوقت حيث وصفت حماس بأنها منظمة إرهابية.
السيناريوهات
تأثير المناظرة الأهم سيكون على الناخب المستقل والمتردد، لذلك يحتاج ترامب عملاً كثيراً في الأيام القادمة مع فريقه، وربما يحتاج مناظرة جديدة بعد أن ألحق بعض الضرر على سمعته في هذه المناظرة؛ أما هاريس فقد زادت حظوظها بعد ظهور ترامب بمظهر العشوائي والمكذب لنفسه ولفريقه – حين كذّب نائبه في مسألة الإجهاض مثلاً- لذلك فالراجح أن استراتيجية حملة ترامب ستتغير بعد هذه المناظرة.
This post has already been read 65 times!