ظلت رحلة مجلس التعاون الخليجي مستمرة في تحقيق الأهداف المنشودة للدول الأعضاء على مدار تاريخها المشرف، كما كانت لها خطوات بارزة في السعي نحو التكامل الاقتصادي وتعزيز العمل السياسي المشترك، إضافة إلى تطوير التعاون على المستوى الأمني والدفاعي، وذلك سعياً لتحقيق الأهداف التي حددها النظام الأساسي للمجلس.
• عام التأسيس
يتكون مجلس التعاون من ستة أعضاء وهم: الكويت، والسعودية، وقطر، والبحرين، وسلطنة عمان، والإمارات، حيث تأسس عام 1981، وتمر الذكرى الـ 43 على تأسيس مجلس التعاون الخليجي كونها تصادف 25 من مايو من كل عام، حيث تم تأسيسه بالاجتماع المنعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وكان سمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله صاحب فكرة إنشائه.
• أمناء المجلس
وكان الكويتي عبد الله بن يعقوب بشارة أول أمين للأمانة العامة للمجلس، ثم الإماراتي فاهم بن سلطان القاسمي، وتلاه السعودي جميل بن إبراهيم الحجيلان، وجاء بعده القطري عبد الرحمن بن حمد العطية، ثم البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، وخلفه الكويتي نايف فلاح مبارك الحجرف، وأخيراً الكويتي جاسم محمد البديوي وحتى الآن في المنصب.
• درع الجزيرة
قرّر المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته الثالثة ( المنامة، نوفمبر 1982م ) الموافقة على إنشاء قوة درع الجزيرة بهدف حماية أمن الدول الأعضاء مجلس التعاون الخليجي وردع أي عدوان عسكري، في انعقاد المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته السادسة والعشرين (أبو ظبي، ديسمبر 2005م) تمت الموافقة على اقتراح الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بتعديل المسمى من قوة درع الجزيرة إلى قوات درع الجزيرة المشتركة.
ويقع مقر قوات درع الجزيرة المشتركة في المملكة العربية السعودية، محافظة حفر الباطن، مدينة الملك خالد العسكرية قرب الحدود بين الكويت والعراق، وتتألف قوات درع الجزيرة من فرقة مشاة آلية بكامل إسنادها وهي المشاة والمدرعات والمدفعية وعناصر الدعم القتالي من عناصر دول مجلس التعاون الست.
• غزو الكويت
عندما أقدم النظام العراقي في الثاني من أغسطس 1990م على ارتكاب جريمة غزو الكويت واحتلالها، سارعت دول مجلس التعاون ومنذ الساعات الأولى بالتحرك من منطلق أن أي اعتداء على أي دولة عضو هـو اعتداء على جميع دول مجلس التعاون.
ومثلـت دول المجلـس نواة التحـرك السياسي والدبلوماسي الرافض للعدوان ونتائجه، والمطالب بالانسحاب بلا شروط ، حيث عقد وزراء خارجية دول المجلس اجتماعاً طارئاً بالقاهرة يوم 3 أغسطس 1990م على هامش اجتماعات مجلس الجامعة العربية ، كما نجحت جهـود دول المجلس في عقد القمة العربية الطارئة في القاهرة في 10 أغسطس 1990م .
كما كان لدول المجلس إسهامها الفاعل في استصدار سلسلة من قرارات مجلس الأمن لتأمين انسحاب قوات النظام العراقي السابق وعودة الشرعية دونما قيد أو شرط ، بدءا من القرار (660) الصادر في 3 أغسطس 1990م ، الذي أدان الغزو وطالب بانسحاب فوري وغير مشروط ، مروراً بالقرار (678) في 29 نوفمبر 1990م الذي أجاز استخدام الوسائل اللازمة لدعم وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، وإعادة الأمن والسلم الدوليين في المنطقة ، وصولاً إلى قرارات أخرى صدرت لإزالة آثار العدوان.
وتوجت الجهود والمواقف الخليجية بقرارات اتخذتها القمة الحادية عشرة لمجلس التعاون التي عقدت في الدوحة خلال ديسمبر 1990م، حيث أكدت القمة وقوف دول المجلـس في وجه العـدوان وتصميمهـا علـى مقاومتـه وإزالــة آثـاره ونتائجه ، من منطلق أن أي اعتداء على أي دولة عضو هو اعتداء على جميع الدول الأعضاء ، وأن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ.
واضطلعت دول المجلس بدور أساسي في عملية تحرير دولة الكويت، وذلك بتوظيف رصيدها السياسي والدبلوماسي، وتسخير قدراتها العسكرية والمادية من اجل التحرير الذي تحقق في فبراير 1991م ، كما عملت بعد ذلك على المطالبة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإزالة آثار الغزو والاحتلال.
• الربط الكهربائي
يعتبر الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون من أهم مشروعات ربط البني الأساسية التي أقرها مجلس التعاون، ومن بين الفوائد التي يحققها المشروع تخفيض الاحتياطي المطلوب في كل دولة والتغطية المتبادلة في حالة الطوارئ والاستفادة من الفائض وتقليل تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية، وتنفيذاً لقرار الدورة الثامنة عشرة للمجلس الأعلى تم في العام 2001م تأسيس هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون للقيام بإنشاء المشروع وتشغيله وصيانته.
في نوفمبر 2005م ، تم توقيع مجموعة من العقود لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع ، والتي تشمل مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الكويت، بقيمة تجاوزت المليار دولار، وقد أنجزت أعمال هذه المرحلة وبدأ التشغيل الفعلي لها في شهر يوليو 2009م ، وبذلك ارتبطت أربع دول أعضاء كهربائياً في لحظة تاريخية سجلها تدشين أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس لهذه المرحلة، بتاريخ 14 ديسمبر 2009م ، في دولة الكويت.
كما تم الانتهاء من المرحلة الثانية في عام 2006م برفع كفاءة شبكتي كهرباء الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، أما المرحلة الثالثة فقد أنجز الجزء الأول منها بربط شبكة الإمارات العربية المتحدة بشبكة الربط الرئيسة في 20 أبريل 2011م ، وبذلك ارتفع عدد دول المجلس المرتبطة كهربائياً إلى خمس دول.
ويتمثل الجزء الثاني من المرحلة الثالثة بربط شبكة سلطنة عمان بالشبكة الرئيسة من خلال شبكة كهرباء الإمارات العربية المتحدة، وفي 20 نوفمبر 2014م ، انضمت سلطنة عمان رسمياً إلى الربط الكهربائي الخليجي بتوقيعها على مستندات الانضمام والتي تشمل عقد التأسيس ، والنظام الأساسي للهيئة ، والاتفاقية العامة للربط الكهربائي ، واتفاقية تبادل وتجارة الطاقة، وبانضمام سلطنة عمان إلى الربط الكهربائي الخليجي اكتملت المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع.
• 44 دورة
قمة الدوحة 2023 لمجلس التعاون الخليجي مثلت الدورة الـ 44 حيث عقدت في العاصمة القطرية الدوحة يوم 5 ديسمبر 2023، وهيمن على القمة في حينها العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث طالب البيان الختامي للقمة بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وضمان توفير وصول كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
• التنقل بالبطاقة الذكية
يتمتع مواطنو دول مجلس التعاون بالمساواة في المعاملة من حيث حق الإقامة والتنقل بين الدول الأعضاء، والذي يتم بالبطاقة الذكية الموحدة التي أصدرتها جميع الدول الأعضاء حيث تستخدم البطاقة الذكية في التنقل بين دول المجلس، وكإثبات هوية لمواطني دول المجلس في التعاملات والاستخدامات المتعلقة بالمواطن لدى القطاعين العام والخاص في الدول الأعضاء، حيث أصدر المجلس الأعلى في دورته (32) – ديسمبر 2011م، قراراً نص على التالي: اعتماد استخدام البطاقة الذكية كإثبات هوية لمواطني دول المجلس في التعاملات والاستخدامات المتعلقة بالمواطن لدى القطاعين العام والخاص في الدول الأعضاء، وأن تقوم الجهات المعنية في الدول الأعضاء بإصدار التشريعات والقرارات الملزمة للقطاعين العام والخاص بقبول بطاقة الهوية الشخصية كإثبات هوية لمواطني دول المجلس، على أن يكون التطبيق بناء على جاهزية الدول لذلك.
• التعاون الخليجي
أخيراً مهما شهدت العلاقات بين الدول الأعضاء من تراجع أو خلافات يبقى البيت الخليجي صامداً، ونؤكد الدور الهام الذي قام مجلس التعاون الخليجي في خدمة قضايا الدول الأعضاء بالإضافة لدوره العربي والدولي البارز على كافة الأصعدة، كما دفعت مسيرته الناجحة إلى زيادة التعاون بين الدول الخليجية لتحقيق أماني شعوبها ومضاعفة منجزاتها وتوثيق روابطها العميقة وتكريس وحدة المصير بينها، إضافة إلى خدمة الكثير من القضايا الإقليمية والعربية وخصوصاً القضية الفلسطينية.
This post has already been read 112 times!