• جماعات الضغط تحول الفريسة إلى جاني في سياسية الولايات المتحدة
• قضية غزة.. تحت ضغط السكوت الدولي حول جرائم الاحتلال
يثير السكوت الدولي عن جرائم الصهاينة في قطاع غزة المستمر منذ قرابة عشرين يومًا متواصلًا بقصف شديد دون رادع دولي حتى أو شكلي التساؤلات عن محركات وأسباب هذا الصمت الذي منح الكيان ضوءً أخضر لتجاوز أي معايير إنسانية أو أخلاقية.
السيطرة على الإعلام
يتميز الصهاينة وكذلك القوى الغربية بامتلاكهم وسيطرتهم على وسائل الإعلام المختلفة العالمية ما سمح لهم بقلب الحقائق وتوجيه الشعوب والقادة وفق رؤى معدة مسبقًا.
والمثال الأبرز على ذلك الملياردير اليهودي الأمريكي روبرت مردوخ، صاحب شبكة فوكس نيوز والعديد من الصحف العالمية والذي أثيرت فضائح كبرى حول تحكمه بقرارات وتحركات الولايات المتحدة عبر التأثير غير المباشر وصناعة رأي عام يدعم الرؤية الصهيونية والغربية المتطرفة.
اللوبي الصهيوني في واشنطن و«إيباك»
تتميز الولايات المتحدة بآلية عمل داخلي تسمح بوجود جماعات ضغط «لوبي» تعمل بشكل علني لتمرير تشريعات وقوانين لصالح داعمي تلك الجماعات.
من أبرز الأمثلة على ذلك هو:
– اللوبي الإسرائيلي.
– اللوبي الأرمني.
– اللوبي الإيراني.
هذه الجماعات الضاغطة المختلفة استطاعت تحقيق نجاحات خاصة لبلدانهم الأصلية في تحريك سياسة واشنطن لصالحهم كحالة اللوبي الأرمني مع قضايا واتهامات مذابح الأرمن، واللوبي الإيراني الذي ثنى الساسة الأمريكان من زوايا مختلفة عن تعقيد الأمور مع طهران والاتجاه نحو حرب شاملة.
واللوبي الإسرائيلي بات من أكبر المؤثرين في كواليس السياسة الأمريكية لا سيما في القضايا المضادة للعرب وفلسطين وقاد تأثيرات مباشرة وجدنا أثرها في عهد الرئيس بوش وعهد ترامب وجاريد كوشنر واليوم في عهد بايدن الذي أكد في خطاباته أنه صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم وإن لم يكن يهوديًا.
وسمحت قوة اللوبي اليهودي في الحكومة الأمريكية أن واشنطن تشارك إسرائيل في عدم رغبتها بالاعتراف بدولة فلسطين وهي مع الكيان الصهيوني في معاداتها للمشروع النووي الإيراني.
البارز في اللوبي الصهيوني في أمريكا أنه لا يضم يهودًا أمريكيين فقط بل يشارك في نشاطاته أفرادًا أو جماعات باتوا يعرفون بالصهاينة المسيحيين مثل حالة الرئيس بايدن.
من أهم تفرعات اللوبي الصهيوني، هي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الصهيونية (التي تسمى اختصارًا أيباك) وهي صاحبة التأثير الأهم والمؤتمرات الدورية الصانعة للتقارب الصهيوني الأمريكي.
وأكد الخبراء الأمريكان أن ما يميز اللوبي الصهيوني عن بقية جماعات الضغط في الولايات المتحدة هو فعاليته غير العادية، حيث أن «اللوبي» يملك ورقة ضغط قوية على السلطة التنفيذية، بالإضافة إلى قدرته على التأكيد على أن منظور اللوبي حول إسرائيل ينعكس في وسائل الإعلام الرئيسية في نطاق واسع.
التأثير المباشر في قضية غزة
تتعدد محركات ودوافع السكوت الدولي حول جرائم الاحتلال، لكن من زاوية صهيونية تحركت الجماعات الضاغطة الداعمة للكيان في مختلف الدول الغربية لدعم الرواية الصهيونية لتجريم الضحية وتبرير الهجمات وهذا ما قامت به وسائل الإعلام المختلفة العالمية وتحديدًا في أمريكا.
لذلك فإن التركيز على صناعة وسائل إعلام عربية داعمة لقضايا المنطقة وصناعة لوبي جديد في الولايات المتحدة والغرب عمومًا لضمان عدم تشويه صورة المنطقة وقضاياها لصالح المعتدين.
This post has already been read 249 times!