- الكويت تعزز حضورها الخارجي والدبلوماسي في دافوس.
- أهمية مؤتمر دافوس عالمية.
- الثوابت تبقى ثوابت وعلى رأسها فلسطين.
- الأهمية تتعزز بمشاركة الكويت بهيكلية أمنية جديدة للمنطقة.
- الكويت تؤكد على سيادة الدول وضرورة احترام أراضيها وسيادتها.
تستمر الكويت في فرض تواجدها وتعزيز مكانتها الدولية عبر دبلوماسية خارجية تزداد حضورا كان أبرزها للمشاركة الأخيرة في منتدى دافوس الاقتصادي الدولي ذي الأهمية الاستراتيجية عالميًا المنعقد خلال الأيام الماضية.
ومثّل الحكومة الكويتية ورئيسها الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، معالي الشيخ د.أحمد ناصر المحمد الصباح، وزير الخارجية الذي شارك في لقاءات وبرامج حيوية ومهمة عكست الدور الذي تضطلع به البلاد في كواليس السياسة الدولية.
و”دافوس” المنتدى الاقتصادي العالمي، هو أحد أكبر الأحداث الاقتصادية العالمية التي تعقد بصفة سنوية وتناقش الأوضاع التي شهدها العالم، في الفترة الماضية والخطط المستقبلية حيث يركز المنتدى على دراسة الأسباب والحلول للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العالم والمجتمع الدولي.
وشهد المنتدى العالمي مشاركة نحو 50 رئيس دولة وأكثر من 2500 شخصية سياسية واقتصادية ورجال أعمال من حول العالم.. يناقشون أبرز المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي في 2022، وعن الهجمات الإلكترونية (السيبرانية) والسباق المتسارع نحو الفضاء، اللذين يشكلان تهديدين جديدين يضافان إلى مخاطر أخرى، موجودة أساسا، يفرضها التغير المناخي وجائحة كوفيد-19. إضافة إلى الآفاق العالمية ومعدلات النمو المتوقعة.
لقاءات وأنشطة
على هامش المشاركة الكويتية في منتدى دافوس، التقى وزير الخارجية، الشيخ د.أحمد ناصر المحمد، مع رئيسة شركة «غوغل كلاود الدولية» Google Cloud International أدير فوكس مارتن، حيث تناول اللقاء بحث التعاون المشترك وفرص تعزيز التنمية الاقتصادية.
هوامش المؤتمر شهدت لقاء وزير الخارجية برئيسة مجلس إدارة شركة ليماك القابضة إبرو أوزديمير، لبحث التعاون المشترك وفرص تعزيز التنمية الاقتصادية.
كما جمع المؤتمر بين الشيخ أحمد ناصر المحمد وزير الخارجية، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتكامل الأوروبي في جمهورية مولدوفا الصديقة نيكو بوبيسكو.. حيث جرى بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وآخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية.
إلى ذلك، التقى الشيخ د.أحمد ناصر المحمد وزير الخارجية، برئيس وزراء دولة فلسطين الشقيقة محمد اشتيه.. وقام وزير الخارجية بنقل تحيات القيادة السياسية في الكويت، مؤكدا موقف الكويت المبدئي والثابت الداعم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة واستمع من رئيس الوزراء الفلسطيني عن مستجدات القضية الفلسطينية كما بحث الجانبان آخر التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
رسائل كويتية عبر دافوس
شهد المنتدى المنعقد منذ أيام، رسائل دبلوماسية كويتية واضحة تعكس رؤية القيادة السياسية والشعب الكويتي حول ثوابت جرى ويجري التأكيد عليها خصوصا القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب ودعم السلم والاستقرار الدوليين.
فقد دعا وزير الخارجية الكويتي، إلى احترام سيادة الدول في القرن الـ21.. في معرض رده على موقف الكويت من الأزمة الروسية الأوكرانية وفرض عقوبات غربية على روسيا، ليؤكد الوزير الصباح أنه: “من المهم احترام سيادة الدول في القرن الحادي والعشرين”. مضيفًا: “لا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت بأزمة غذاء عالمية”.
أمن الطاقة كان حاضرًا في تصريحات الوزير الذي جدد حرص الكويت وكافة دول الخليج العربي على أمن الطاقة الدولية.
أما القضية الفلسطينية فقد أعادت الكويت تعزيز التزامها بها مؤكدة الموقف الثابت الداعم لفلسطين وحقوق شعبها وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما في اللقاء الذي جمع الوفد الكويتي برئيس وزراء فلسطين الذي تناول مستجدات القضية وتطوراتها بالإضافة إلى تأكيد أهمية القضية في أبرز جلسات المؤتمر.
الأمن الإقليمي والحضور الكويتي
يمكن القول إن أبرز جلسات مؤتمر “دافوس” على صعيد الشرق الأوسط كانت جلسة بعنوان “هيكل أمني جديد في الشرق الأوسط” والتي شارك فيها الشيخ د. أحمد الناصر، إلى جوار وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ورئيس الوزراء في إقليم كردستان العراق مسرور البرزاني ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي.
الجلسة تناولت أهم التحديات والأزمات في الشرق الأوسط -وعلى رأسها القضية الفلسطينية- عبر بحث سبل تعزيز التعاون الإقليمي في ظل المتغيرات العديدة التي تشهدها الساحة الدولية بما في ذلك أهمية تعزيز الأمن الغذائي وانعكاس التطورات الدولية على الشرق الأوسط وعلى سوق الطاقة الدولية.
اللافت في عنوان الجلسة الذي يعكس أهميتها من جهة وأهمية مشاركة الكويت فيها، فقد أظهرت السنوات الأخيرة هشاشة الوضع الأمني في المنطقة الشرق أوسطية وتزايد حدّة المخاطر التي تواجهها وتنوع التهديدات فبات طرح هيكلية أمنية جديدة عبر تفاهمات وتحالفات ورسم خرائط وتوازنات، هو السمة الأبرز في كواليس السياسة الإقليمية حيث شهدنا اجتماعات متتالية لدول خليجية مع مصر وإسرائيل وامريكا ولعل اجتماع النقب كان أبرزها بطرحه لهيكلية أمنية جديدة بالتوازي مع انعقاد مؤتمرات دولية حول ذات النقطة حيث يجب التذكير هنا بـ الاقتراح الروسي بشأن الأمن الإقليمي في الخليج الذي قُدمت نسخته الأخيرة إلى مجلس الأمن في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، تحت عنوان “صيانة السلام والأمن الدوليين: الاستعراض الشامل للحالة في منطقة الخليج”.
بمختلف التقاطعات تظهر أهمية المسألة الأمنية في المنطقة من جهة، وان تغيير التحالفات وإعادة التموضع باتت على قدم وساق حيث تتعدد النماذج المحتملة والآليات المقترحة لتطبيق تلك الخطط إلا أن الأبرز وما يهمنا هنا، أن حضور الكويت يمثل نقطة اختراق ونجاح خارجي ومشاركة الدولة في رسم سياسة الإقليم الذي تعيش في قلب تموجاته وأخطاره في عين عواصف التحديات.
This post has already been read 74 times!