- زيارة الكاظمي استمرار لجهود الوساطة العراقية بين الرياض وطهران.
- توقيت الزيارة جاء في وقت حساس وقبيل انعقاد القمة العربية الأمريكية في يوليو.
- العراق يريد إيصال رسالة الحياد من سياسة المحاور والرغبة في تبني نهج الوساطة.
لاشك أن جولة مصطفى الكاظمي، رئيس الحكومة العراقية بين السعودية وإيران.. تحمل أبعادًا مهمة في التوقيت والحساسية والمخرجات المنتظرة وترتبط بقضايا أهم في عموم الشرق الأوسط الذي بات يشهد تحركات سريعة تتعدد تفسيراتها.
من جدة إلى طهران:
بعد أن أنهى زيارة سريعة في جدة السعودية، توجه الكاظمي إلى العاصمة الإيرانية مساء الأمس.. للتباحث مع القيادات الإيرانية بعد أن أنهى رئيس الحكومة العراقية لقاءاته مع القيادات السعودية وعلى رأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي تعليقه على الزيارة، أكد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، أن أبرز علاقات بلاده هي مع بغداد وهي علاقة قديمة جدًا، ليبعث من خلال تلك التعليقات دعوات لحوار بين دول المنطقة في رسالة موجهة للرياض.
وساطة عراقية:
الرسالة التي بعثها الرئيس الإيراني عن ضرورة الحوار بين دول المنطقة وعزم كل من طهران والعراق على تعزيز أواصر العلاقة بين مختلف دول المنطقة، توحي وتؤكد بتقاطعها وجود وساطات عراقية في مباحثات بين الرياض وإيران حول نقاط خلافية بين الجانبين، استدعت زيارات الكاظمي السريعة بين العاصمتين.
وجولة الوساطة العراقية هذه، هي الخامسة بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين، بعد نجاح جهود بغداد وسلطنة عمان بتحقيق اختراقات في الحوار الثنائي بين الدولتين (القطيعة بين الرياض وطهران منذ ٢٠١٦) وشهد شهر سبتمبر الماضي الجولة الرابعة من الحوار الثنائي، لتشهد الجولة الخامسة الاتفاق على خارطة طريق عامة لتطبيع العلاقات.
اليمن.. أجندة رئيسية:
يبدو أن الرسالة السعودية واضحة وحملها الكاظمي وترتبط بأزمة اليمن واعتداءات الحوثيين المتكررة -وهي الجماعة المدعومة إيرانيًا- حيث أكد رئيس الحكومة العراقية على اتفاق بغداد وطهران على:
- التهدئة في المنطقة
- دعم الهدنة اليمنية
وهو ما حمله الحوار مع رئيسي بحسب تصريحات الكاظمي الذي أعلن التوصل مع طهران لدعم وقف إطلاق النار في اليمن.
إلى ذلك فقد أكد البيان الرسمي السعودي دور العراق المنتظر “خصوصًا الوساطة المنتظرة” بين الرياض وطهران بعد زيارة الكاظمي إلى جدة، حيث ذكر البيان أن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.. أما البيان العراقي الرسمي فقد أكد تلك الجزئية لا سيما “الدور البارز للعراق في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والدفع بجهود التهدئة والحوارات البنّاءة إلى الأمام”، في إشارة غير معلنة إلى جهود الوساطة العراقية المتواصلة منذ أبريل ٢٠٢١ لإعادة تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران”.
مخرجات محتملة:
التقى الكاظمي في طهران بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي نقل عنه الإعلام الإيراني أن إيران “تؤيد إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرياض”.
وتعددت تسريبات أهداف الزيارة الأخيرة بين مصادر تؤكد أنها حملت رسائل متبادلة عن إعادة العلاقات وإنهاء الوساطة العراقية، في حين اعتبرت مصادر أخرى أن هدف الزيارة الترتيب لجولة سادسة من اللقاءات الثنائية.. إلا أن النقطة المحورية التي يجب الإشارة لها هي القمة العربية الأمريكية المنتظرة في يوليو المقبل حيث من المرجح أن الكاظمي ناقش جزئيتين:
- موقف العراق من صراع المحاور في المنطقة وحياده المعلن.
- ترتيب أوراق وأجندة جدول القمة المرتقبة والتي يشارك فيها العراق مع دول الخليج ومصر والأردن.
This post has already been read 97 times!