- ضغوطات كبيرة واجهتها قطر عبر حملات ممنهجة منذ حصولها على حق استضافة المونديال
- استهدفت قطر من مجموعة كبيرة من الدول الغربية
- ازدواجية المعايير ضد قطر واضحة والمرتبطة بعمليات ابتزاز كحالة الدنمارك التي أيدت قطر في البداية وانقلبت عليها.
- قضايا حقوق الإنسان وظروف العمل في قطر هي الذرائع الظاهرية لكن الأسباب الدفينة غير ذلك.
- عقدة الرجل الأبيض ومعاداة العرب والمسلمين والنظرة الدونية من أهم محركات استهداف قطر.
- البعد الاقتصادي والتحريض الخارجي ساهم بزيادة التحريض.
- العائدات النفسية والمعنوية والسمعة الدولية أهم بكثير من المبالغ المادية التي صُرفت على المونديال.
- نجاح مونديال قطر ضرورة خليجية عربية.
عاشت قطر ضغوطات كبيرة وحملات ممنهجة منذ حصولها على حق استضافة مونديال 2022 خلال العقد الماضي في حملة غريبة تعددت ذرائعها ومحركيها والأسباب والغايات وراء تلك الحملة.
وقد أدركت القيادة القطرية شدة الحملة وصعوبتها ومدى جديتها، فانطلقوا يرددون أن الدوحة عرضة “للعنصرية” و”المعايير المزدوجة”.. وحملت التصريحات كذلك تأكيدات أن الإصلاحات المتعلقة بظروف العمل والسلامة تم الترحيب بها باعتبارها رائدة في منطقة الخليج.
أولاً: ذرائع الإستهداف
الأسباب الظاهرية:
حمل لواء استهداف قطر في هذه الحملة مجموعة كبيرة من الدول الغربية سواء عند حصول قطر على حق استضافة المونديال أو في مرحلة التجهيزات اللاحقة أو حتى في الأيام الحالية التي انطلقت فيها مباريات المونديال.
ففي مرحلة حق الاستضافة، نجد انزعاجًا أمريكيًا مبطنًا دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي لكشف ما أسماه فضائح فساد ورشاوي في كواليس الفيفا (والـ FBI وكالة أمنية أمريكية حكومية داخلية، فما شأنها مع المونديال والفيفا)
وبعيد قبول قطر كمنظمة للمونديال، وجدنا الدنمارك تدعم وبقوة ملف قطر وأظهرت قبولًا ملحوظًا في ذلك وزار أفراد الأسرة الحاكمة الدنماركية قطر.. لكن وبعد فترة ومع عدم حصول شركة دنماركية على حقوق التنقيب وإنتاج الطاقة في حقول قطر، وجدنا الدنمارك تنقلب وبقوة على قطر وتبدي رفضها لاستضافتها.
السبب المعلن الذي تذرعت به القوى الغربية لرفض استضافة قطر تمحور حول نقطتين:
- حقوق العمال والظروف الإنسانية المرافقة لإنشاء البنية التحتية
- حقوق الإنسان بالمعايير الغربية، ومطالب قطر بضرورة احترام ثقافة البلد المضيف وتقاليده.. في حين يريد الغرب حضور الشواذ ورفع أعلامهم وما شابه.
الأسباب الفعلية خلف الكواليس
تتجاوز الأسباب الفعلية الذرائع المعلنة وتسبقها.
ففي بداية الأزمة ومع حصول قطر على حق استضافة المونديال، سعت الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا لإبعاد جوزيف بلاتر من رئاسة الفيفا وترشيح الأمير الأردني، علي بن الحسين لرئاسة الفيفا على أن يكون أول عمل له، سحب حق تنظيم المونديال من قطر.. لكن وبدعم اللوبي العربي الكبير في الفيفا.. فشل هذا المسعى فانتقلت الخطط الغربية لمرحلة اتهام قطر بتقديم رشاوي واستغلال فساد الفيفا وظهرت تقارير الـ FBI حول الفساد فأطاحت بإدارة الفيفا (ننوه أن واشنطن هي الدولة الوحيدة في العقود الأخيرة التي تنال استضافة كأس عالم في عام 1994 وعام 2026).
ثانيــًا: الدوافع والمحركات
لفهم دوافع ومحركات القوى الغربية في ممارسة حملة منظمة وممنهجة ضد قطر لمنع استضافتها كأس العالم ، ثم محاولة إفشال المونديال.. يجب التركيز على عدة نقاط:
أ. العقدة النفسية ونظرية الاستعلاء:
نقصد بها هنا، عقدة الرجل الأبيض الباقية من عهد الإستعمار والنظرية الفوقية التي يرى بها العالم الغربي بقية دول العالم، وخصوصا الدول العربية والإسلامية؛ لذلك ما إن نجحت قطر بأخذ حق استضافة المونديال حتى شعرت كثير من نخب تلك الدول بالانزعاج من وصول دولة خليجية عربية مسلمة لتنظيم الحدث الأبرز عالميًا (يريدون الحدث يبقى بين دولهم، فأزعجهم كسر قطر لاحتكار استضافة البطولة، وتؤكد تصريحات كثيرة ذلك).
فامتد الرفض من بداية أخذ قطر لحق تنظيم البطولة واستمر حتى وقت المباريات بسعي واضح لإفشال المونديال عبر تكثيف تقارير مزعومة حول حقوق العمال وحقوق الإنسان وتضخيم قضية المثليين والشواذ وصولًا لتهديد فرق أوروبية بالانسحاب من المونديال لإفشاله.
من زاوية أخرى، لا يمكن إهمال ضغوط لوبيات الشواذ ومناصري النسوية وحقوق الإنسان الغربية في محاربة مونديال قطر لاستعراض قوتهم ووزنهم الدولي مع رفض قطر الصريح لكل ما يخالف القيم والفطرة في تحد بالبنسبة لتلك المنظمات يجعل من حتمية المواجهة أمرًا لا مفر منه فالخسارة في ذلك قد تفقدهم الزخم العالمي الذي يعيشونه.
ب. الخسائر الاقتصادية:
صرحت الفيفا بأن العائدات المتوقعة من مونديال قطر 2022 يتوقع لها أن تتجاوز 7.5 مليار دولار، وهو رقم قياسي إذا ما قارناه بالمونديالات السابقة (لا تقارن مع ما صرفته قطر على البنية التحتية)..
لذلك فإن بعض الجهات في الدول الغربية، رأت في خسارة تنظيم المونديال، خسارة فعلية لعائد اقتصادي مهم في ظل الأزمة المالية التي تعيشها مثير من تلك الدول.
للتذكير: بريطانيا كانت البلد الاحتياط لقطر في تنظيم البطولة لذلك اشتد السعار البريطاني لإفشال التنظيم القطري ونقله للأراضي الإنكليزية لتحقيق فوائد منوعة.
ج. التحريض الخارجي:
لعبت فواعل أخرى خارج المنظومة الغربية في التأثير على مزاج الغرب والتحريض على قطر أو استضافة كأس العالم خليجيًا وعربيًا، من مجموعة من الدول على رأسها اسرائيل، التي ترغب في بقاء المنطقة مفتتة وذات صورة نمطية خاصة لدى الغربيين مرتبطة بالتخلف وضعف الإمكان فتنطلق بالعمل على مستويين متوازيين:
- التحريض
- محاولات الإفشال.
ثالثــًا: البعد الخليجي وضرورة التكاتف
تعدد الأنباء عن نية السعودية استضافة مونديال 2030، وهي خطوة ستعزز كسر الاحتكار الغربي والدول الدائرة بفلكهم، لتنظيم البطولة ودخول الدول العربية والإسلامية بقوة لهكذا أحداث عالمية سواء تمت في عام 2030 أو في مونديالات لاحقة.
نقاط مهمة خليجيًا:
في المونديال الحالي – وبعد المبالغ الخيالية التي انفقتها قطر في المونديال لأسباب يطول شرحها- يجب الإنتباه إلى النقاط التالية:
- العائدات النفسية والمعنوية والسمعة الدولية أهم بكثير من المبالغ المادية التي صُرفت على هذا المونديال.
- استفادة دول الخليج من عائدات الحدث الرياضي العالمي، وبعد المصالحة الخليجية.. فالإمارات والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية من أكبر المستفيدين عبر ملايين المسافرين الذين سيصلون قطر عبر الأراضي الإماراتية والسعودية ويحركون قطاع الفنادق والمطاعم (أعلن عن تسيير الطيران السعودي 40 رحلة يومية إلى الدوحة، وطيران فلاي دبي الإماراتي 60 رحلة يوميًا، فيما الطيران العماني أعلن تسييره 48 رحلة والطيران الكويتي 20).
- نجاح مونديال قطر سينعكس على الخليج العربي وعلى الدول العربية والإسلامية وسيكذب الرواية الغربية بعجزنا عن تنظيم هكذا حدث (ما سيقوي ملف استضافة الرياض للمونديال عام 2030).
الضغوط على قطر لن تتوقف:
بتقاطع مختلف ما ذكر، ستستمر الهجمات حتى بعد انتهاء مونديال قطر.. بل سيتم الضغط بشدة لإفشال مونديال قطر للتأكيد على تراجع دولنا وعدم قدرتها على تنظيم فعاليات عالمية لدعم التصريحات السابقة للمسؤولين العنصرين في الغرب الذين لم يقدموا أدلة لذلك خلال الـ 12 عامًا المنصرمة وإفشال المونديال الحالي سيكون أكبر داعم لتصريحاتهم وسيعزز رفضهم لاستضافة السعودية المونديال والتي لا شك ستتلقى بدورها اتهامات وحملات منظمة من الآن.
إذن.. نجاح مونديال قطر ضرورة خليجية عربية.
This post has already been read 75 times!