ارتفاع الأسعار واضطراب الأسواق.. والاقتصاد العالمي تحت الضغط
المواجهة الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة تقترب من ذروتها
زيادة الرسوم الجمركية على الصين إلى 125% ستكون لها تداعيات اقتصادية وسياسية واسعة النطاق على كل من الولايات المتحدة والصين، وعلى الاقتصاد العالمي بشكل عام، بناءً على التحليل الاقتصادي والتجارب السابقة للحروب التجارية.
وفيما يلي أبرز السيناريوهات المتوقعة:
ارتفاع أسعار السلع في الولايات المتحدة:
الصين هي واحدة من أكبر الموردين للسلع الاستهلاكية مثل الإلكترونيات، الملابس، والألعاب. فرض رسوم جمركية بهذا الحجم سيرفع تكلفة الواردات بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة أسعار هذه المنتجات للمستهلكين الأمريكيين. قد تشهد السلع زيادات تتجاوز 20% في الأسعار، خاصة إذا لم تتمكن الشركات من امتصاص التكاليف الإضافية.
رد فعل انتقامي من الصين:
من المرجح أن تستجيب الصين برفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية أو فرض قيود أخرى، مثل حظر تصدير المعادن الأرضية النادرة التي تعتمد عليها الصناعات التكنولوجية الأمريكية. هذا التصعيد قد يعمق الحرب التجارية ويزيد من التوترات السياسية بين البلدين.
اضطراب سلاسل التوريد العالمية:
تعتمد العديد من الشركات متعددة الجنسيات على الصين كمركز تصنيع. الرسوم الجمركية المرتفعة قد تدفع هذه الشركات لنقل إنتاجها إلى دول أخرى مثل فيتنام أو الهند، لكن هذا الانتقال سيستغرق وقتًا وتكاليف كبيرة، مما يؤدي إلى اضطرابات مؤقتة في الإمدادات.
تأثير على الاقتصاد الأمريكي:
التضخم: ارتفاع أسعار السلع المستوردة قد يؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة أو رفعها، مما يؤثر على النمو الاقتصادي.
الوظائف: على المدى القصير، قد تستفيد بعض الصناعات المحلية من تراجع المنافس zoek الصينية، لكن على المدى الطويل، قد تتضرر الشركات التي تعتمد على الواردات الرخيصة، مما يؤدي إلى تسريح العمال.
تأثير على الصين:
تراجع الصادرات: الولايات المتحدة سوق رئيسية للمنتجات الصينية، وهذه الرسوم قد تقلص الصادرات بشكل كبير، مما يؤثر على النمو الاقتصادي الصيني.
ردود فعل جيوسياسية: قد تدفع هذه الخطوة الصين إلى تعزيز تحالفاتها مع دول أخرى (مثل روسيا أو دول آسيا الوسطى) أو تسريع غزو تايوان كإجراء لإثبات القوة، رغم أن ذلك يبقى سيناريو محفوف بالمخاطر.
تداعيات عالمية:
تباطؤ النمو الاقتصادي: انهيار التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي، خاصة إذا تأثرت دول أخرى تعتمد على التجارة مع الصين والولايات المتحدة.
تقلبات في الأسواق: قد تشهد أسواق الأسهم هبوطًا حادًا بسبب حالة عدم اليقين، كما حدث في جولات سابقة من الحرب التجارية.
مكاسب مالية للخزانة الأمريكية:
على الجانب الإيجابي بالنسبة للولايات المتحدة، قد تجني الحكومة إيرادات كبيرة من الرسوم الجمركية (ربما مئات المليارات من الدولارات سنويًا)، لكن هذه المكاسب قد تُقوض بانخفاض عائدات الضرائب إذا دخل الاقتصاد في ركود.
في النهاية، هذه الخطوة قد تحقق أهدافًا سياسية قصيرة المدى للولايات المتحدة، مثل تعزيز التصنيع المحلي، لكنها تحمل مخاطر كبيرة على الاقتصادين الأمريكي والعالمي. النتيجة تعتمد على كيفية استجابة الصين ومدى قدرة الشركات على التكيف مع هذا الواقع الجديد.
وكانت هناك ردود الفعل على الرسوم الجمركية الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب في أبريل 2025 واسعة ومتنوعة، حيث أثارت قلقًا دوليًا وانقسامًا في الآراء بين الدول والخبراء الاقتصاديين، وحذر خبراء من أن الرسوم قد تؤدي إلى تقليص التجارة الدولية وزيادة التضخم بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج. البنك المركزي الأوروبي قدر أن نمو منطقة اليورو قد ينخفض بنسبة 0.3% إلى 0.5% في السنة الأولى بسبب الرسوم وردود الفعل المضادة.
This post has already been read 97 times!