• «مفاوضات مسقط».. غياب تفاصيل ملموسة حول النتائج يعزز حالة الغموض
• طهران تتمسك بخطوطها الحمراء وترفض المطالب المفرطة بشأن برنامجها النووي
• خطوة أولية نحو الحوار.. لكن الطريق لا يزال طويلًا
انتهت جلسة المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان، وسط أجواء وصفت بأنها إيجابية نسبيًا، لكن دون إعلان اتفاق نهائي. هذه الجولة، التي توسطت فيها عمان كعادتها بدورها الحيادي، ركزت على الملف النووي الإيراني، العقوبات الأمريكية، والتوترات الإقليمية. الوفد الإيراني بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي، والجانب الأمريكي ممثلًا بستيف ويتكوف، أظهرا جدية في الحوار، لكن الخلافات العميقة لا تزال تشكل عائقًا.
من أبرز التطورات، أشارت تقارير إعلامية إلى أن المفاوضات استمرت لمدة قصيرة، حوالي 70 دقيقة، مما يعكس إما كفاءة في مناقشة النقاط الأساسية أو محدودية التقدم الفعلي. مصادر إيرانية أكدت تمسك طهران بخطوطها الحمراء، خاصة رفض أي تهديدات أو مطالب مفرطة بشأن برنامجها النووي، مع التركيز على حماية المصالح الوطنية. في المقابل، أبدت واشنطن، عبر تصريحات سابقة للبيت الأبيض، رغبتها في مفاوضات مباشرة، وهو ما قوبل بالرفض الإيراني الذي يفضل الصيغة غير المباشرة لتجنب الضغوط.
إيجابيًا، أفادت وسائل إعلام بأن الجلسة وضعت أساسًا لاستئناف الحوار الأسبوع المقبل، مما يشير إلى زخم محتمل. ومع ذلك، غياب تفاصيل ملموسة حول النتائج يعزز حالة الغموض، حيث وصفت بعض التقارير المحادثات بأنها “جس نبض” أكثر من كونها مفاوضات حاسمة. هذا يتماشى مع تصريحات إيرانية سابقة شددت على أن الثقة المتبادلة لا تزال مفقودة، خاصة مع استمرار سياسة “الضغوط القصوى” الأمريكية.
على الصعيد الإقليمي، تأتي هذه المفاوضات وسط توترات مستمرة، بما في ذلك الوضع في غزة واليمن، مما يجعل أي تقدم دبلوماسي حساسًا ومعقدًا. عمان، بفضل حيادها وقربها الجغرافي والدبلوماسي من إيران، تواصل لعب دور محوري، لكن التحدي يكمن في سد الفجوة بين المواقف الأمريكية والإيرانية.
في الختام، المفاوضات تمثل خطوة أولية نحو الحوار، لكن الطريق لا يزال طويلًا. استمرار الحياد العماني والتزام الطرفين بالحوار قد يفتحان آفاقًا لتسوية، لكن ذلك يتطلب تنازلات متبادلة وتغييرًا في لهجة التصعيد.
This post has already been read 68 times!