ذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت أ.د فيصل بوصليب عدة ملاحظات حول تصريح وزير التجارة الأميركي هوارد لاتنيك بشأن الكويت، وجاءت كما يلي:
– لا يجب المبالغة بحجم هذا التصريح.
– لا يُنصح بإصدار بيان رسمي كويتي، الإدارة الأمريكية الحالية لا تميز بين الحلفاء وغيرهم، رأينا كيف تعامل ترامب مع الحلفاء في الناتو، وكندا، والدنمارك وأوكرانيا وغيرها، كما أن ترامب يستغل الأوضاع الداخلية في الدول للضغط عليها، تحدث عن ضرورة إجراء انتخابات في أوكرانيا، ونائبه فانس تحدث عن قمع حرية التعبير في أوروبا. ويمكن أن يتكرر نفس الأمر مع الملفات الداخلية في الكويت.
– وزير التجارة لاتنيك أتى من خلفية تجارية بحتة، ويفتقد للخبرة السياسية الكافية.
– هو ينسجم مع الخطاب «الشعبوي» لإدارة ترامب، يخاطب المواطن الأمريكي العادي، ومثال حرب تحرير الكويت جاء في سياق الحديث، لأنه مثال معروف للمواطن الأمريكي البسيط «عاصفة الصحراء»، يحاول من خلال هذا المثال توضيح فكرة أن أمريكا تقدم خدمات عسكرية دون مقابل مادي يستفيد منه المواطن الأمريكي. وهي فكرة «شعبوية» يرددها ترامب نفسه.
– ربما لاتنيك يعلم أن ما يقوله غير صحيح، ولكنه ينسجم مع الخطاب الشعبوي السطحي، وربما هو نفسه ليس لديه فكرة حول العلاقات الدولية، وربما لو سأله المذيع أين تقع الكويت جغرافياً، قد تُصدم من الإجابة، ترامب أحاط نفسه بمجموعة من «الأوليجارشية النفعية»، وهذه المجموعة تنظر إلى الدول في النظام الدولي كما تنظر إلى الصفات التجارية الرابحة والشركات المنافسة.
– بغض النظر عن المعلومات المغلوطة في الأرقام التي ذكرها لاتنيك، إلا أن أهمية الكويت الجيوسياسية تدركها وزارة الدفاع الأمريكية، مثلاً في حرب العراق عام ٢٠٠٣، ساهمت الكويت بكل إمكانياتها في هذه الحرب، في الوقت الذي لم يشارك فيه حلفاء واشنطن، وبحثت عن دول مثل بولندا للمشاركة في التحالف، واختيرت الكويت بعدها كأول دولة خليجية حليفاً من خارج حلف الناتو.
– ترامب نفسه في عام ٢٠١٧ اتهم دولة قطر بأنها تدعم الإرهاب، وتجاوزت قطر مثل هذه التصريحات الإعلامية.
– لا يمكن للكويت في هذه الفترة الاستثمار بالمبالغ المليارية التي قدمتها الإمارات والسعودية لواشنطن.
– وفي نفس الوقت فقدت الكويت جزءاً من أهميتها الاستراتيجية من خلال تجاوزها في مشاريع الممرات الاستراتيجية (الممر الهندي الشرق أوسطي الأوروبي)- (ممر مشروع التنمية).
– الكويت استثمرت في جامعات أجنبية مهمة مثل LSE و هارفارد، ويمكن البدء في حملة من الأنشطة الأكاديمية لإبراز دور الكويت والتأكيد على العلاقات الأمريكية الكويتية.
– يمكن للكويت الاستفادة من شبكة التأثير السعودي الإماراتي في واشنطن لضمان مصالحها في إدارة ترامب.
– يجب السعي للحصول على المعلومة حول دوافع تصريح لاتنيك من خلال البعثات الدبلوماسية والتعاون الاستخباراتي والأمني والدبلوماسي، فإن كان هذا التصريح عفوياً دون ترتيب مسبق، فيجب تجاهله، وإن كان هذا التصريح متعمداً ومدروساً، فأنت أمام مشكلة وأمامك عدة احتمالات:
– أن يكون ذلك بداية لضغط أمريكي على الكويت من أجل ملفات أخرى مثل (التطبيع مع إسرائيل)، (الموافقة على تقديم التسهيلات العسكرية لضرب إيران).
– أن يكون لهذا التصريح علاقة بالاتفاقيات الاقتصادية التي أبرمتها الكويت مؤخراً مع الصين، (ابتزاز أمريكي للكويت للحصول على مكاسب اقتصادية).
– أن الكويت تمثل نموذجاً لمدخل سياسة ابتزاز أمريكية شاملة تجاه دول الخليج، (مثال: احتلال الكويت والدور العسكري الأمريكي هو المدخل فقط).
– أما عن البدائل المتاحة:
– التخلي عن سياسة العزلة الخارجية والعودة إلى لعب دور إقليمي مؤثر- دور الوسيط – (ملفات الحرب في غزة- سورية- العلاقات الأمريكية الإيرانية) يمكن أن تكون مدخلاً لعودة هذا الدور.
– التنسيق مع الحلفاء في منظمة مجلس التعاون وفي مقدمتهم السعودية.
– إفساح المجال للدبلوماسية الشعبية ليكون لها دور في تخفيف الضغوط الخارجية.
– التركيز على تطوير دور الكويت في «حلف الناتو» – المقر الإقليمي في الكويت- وتطوير العلاقات مع دول أوروبا (بريطانيا الحليف القديم)- خصوصاً خلال هذه الفترة التي تشهد تراجعاً في العلاقات الأمريكية الأوروبية.
This post has already been read 108 times!