سيطر اللون الأحمر على تداولات أسواق المال العالمية، فيما يشبه الانهيارات التاريخية، حيث هوت مؤشرات بورصة اليابان لأدنى مستوى لها منذ 1987، وسرعان ما لحقتها العملات العالمية، والأسواق الآسيوية والعربية والأوروبية، إضافة إلى خسائر النفط والعملات المشفرة القاسية، وسط تساؤولات عن ما يجري وأسباب هذه الأزمة.
البورصات العربية
تراجعت البورصات العربية بشكل جماعي خلال افتتاحية جلسة اليوم، وذلك على أثر تراجع حاد للأسواق الآسيوية، إذ سجل نيكي أسوأ جلسة تداولات له منذ عام 1987.
هذا وافتتح القسط الأول من البورصات الخليجية على تراجع كبير، إذ هبطت المؤشرات الإماراتية وتداولت في المنطقة الحمراء، وتراجع مؤشر دبي بأكثر من 2%، وتراجعت مؤشرات بورصة الكويت بشكل جماعي، وهبط المؤشر العام بأكثر من 1%.
وافتتحت بورصة قطر تعاملات اليوم على تراجع بنحو 0.7%، لتتداول دون مستويات 10 آلاف نقطة.
وبالحديث عن السوق السعودي، فقد افتتح بنفس اتجاه باقي الأسواق الخليجية والعالمية، إذ تراجع تاسي في جلسة بـ 1.5%، ليتجه إلى ثالث خسائر يومية ويهبط لأدنى مستوياته في شهر.
وانتقالاً إلى بورصة مصر، فقد تراجع الثلاثيني عند افتتاح جلسة اليوم بنحو 3%.
أسوأ أداء يومي
هبط مؤشر نيكي 225 القياسي للأسهم اليابانية بنسبة 12.4 في المئة، اليوم الاثنين، جراء عمليات بيع مكثفة هزت الأسواق العالمية وسط قلق المستثمرين بشأن حالة الاقتصاد الأميركي.
وانخفض مؤشر نيكي بأكثر من 4451.28 نقطة إلى 31458.42 نقطة. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا في السوق بنسبة 12 في المئة مع تزايد عمليات البيع في فترة ما بعد الظهر.
وفي ظل التوقعات القاتمة بشأن التداول في وول ستريت، في وقت مبكر يوم الاثنين، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.4 في المئة وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.6 في المئة.
وتسبب تقرير يظهر تباطؤ التوظيف من قبل أرباب العمل في الولايات المتحدة الشهر الماضي بأكثر من المتوقع، في إحداث هزة بأسواق المال، حيث تغلب على النشاط الذي دفع مؤشر نيكي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند أكثر من 42000 نقطة في الأسابيع الأخيرة.
مؤشر الخوف
ارتفع مؤشر عدم الثقة في وول ستريت أو ما يعرف بمؤشر “الخوف” إلى أعلى مستوى في 4 سنوات، بحسب ما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية Business”.
وقاد هبوط الأسهم العالمية مؤشر الخوف في وول ستريت إلى أعلى مستوى في أربع سنوات، مع استمرار عمليات بيع الأسهم وسط مخاوف متزايدة بشأن الاقتصاد الأميركي.
وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، مع تلقي مؤشر ناسداك أكبر ضربة. مؤشر التقلبات يرتفع إلى أعلى مستوى في 4 سنوات.
3 أسباب للتراجع
وبحسب محللين تعود هذه التراجعات إلى 3 أسباب رئيسية، أولها تقرير الوظائف الضعيف في أميركا، والذي أشعل مخاوف دخول أكبر اقتصاد في العالم في مرحلة ركود، إضافة إلى قيام البنك المركزي في اليابان برفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع عند 25 نقطة أساس، فيما السبب الثالث كان التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتعرض الأسواق إلى ضغط إضافي من التوتر الذي تشهده المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وجاء اغتيال هنية غداة مقتل قائد عسكري كبير بجماعة حزب الله اللبنانية في غارة إسرائيلية في بيروت. وتوعّدت إيران وحلفائها بالردّ على الاغتيالين.
وألغت العشرات من شركات الطيران رحلاتها إلى لبنان، وإسرائيل، وسط تكهن باندلاع مواجهات مباشرة بين حزب الله وإسرائيل، وحذرت الكثير من الدول رعاياها من السفر إلى لبنان وطالبتهم بمغادرتها فورا.
ودفعت هذه الأسباب مخاوف المستثمرين إلى مستويات مرتفعة، وأشعلت شرارة البيع في أسواق المال العالمية تجنبا للمخاطر، واندفعوا تجاه الذهب باعتباه ملاذا آمنا.
This post has already been read 95 times!