في خضم موسم انتخابي محموم في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع احتدام التنافس الانتخابي بين مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، طغت كواليس المناظرة الرئاسية الثانية على اهتمامات الأوساط السياسية الأمريكية نظراً لما يدور من شد وجذب بين المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فكل من حملتي المرشحين ترى أن المناظرة الثانية ستكون حاسمة في تحديد من يفوز بالسباق إلى البيت الأبيض، وبالتالي يحاول كل مرشح أن يُسيّر الأمور المتعلقة بالمناظرة إلى الجانب الذي يصب في صالحه.
حالة الشد والجذب المستمرة بين الطرفين تهدد بنسبة كبيرة فرص انعقاد المناظرة، وهذا ما أرودته «طروس» في خبر حصري لها بتاريخ 27 يوليو الماضي بأن المرشح الجمهوري دونالد ترامب لن يخوض المناظرة الرئاسية الثانية أمام مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
جمهور ترامب
قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، في منشور على موقع «تروث سوشال» للتواصل الاجتماعي، إنه وافق على عرض من قناة «فوكس نيوز» لإجراء مناظرة في الرابع من سبتمبر المقبل مع كامالا هاريس، إلا أن نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات، خالفته الرأي.
وكان ترامب قد وافق سابقاً على الظهور على قناة «إيه بي سي نيوز» أمام جو بايدن، للمرة الثانية هذا العام قبل أن ينهي الرئيس الأميركي حملته لإعادة انتخابه.
وقال ترامب إن المناظرة ستُعقد في 4 سبتمبر المقبل في بنسلفانيا، منوها إلي أن هناك «تضاربا في المصالح» بعد رفع دعوى تشهير ضد «إيه بي سي نيوز» ومضيف الشبكة، جورج ستيفانوبولوس، بسبب تأكيد المذيع على أن ترامب «كان مسؤولا عن الاغتصاب» في قضية إي جان كارول.
وأضاف الرئيس الجمهوري السابق أن موقع المناظرة على قناة «فوكس نيوز» لم يتم تحديده، لكنه قال إن المنسقين سيكونان بريت باير ومارثا ماكالوم من القناة ذاتها، وإن القواعد ستكون مماثلة لمناظرته في 27 يونيو مع بايدن، باستثناء أن هذه المرة ستشهد تواجد جمهور في الاستوديو.
ترامب يركض خائفاً
في بيان استشهد بتصريحات سابقة لترامب باستعداده لمناظرة بايدن «في أي وقت أو مكان»، أوضحت حملة مرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، أنها لا توافق على شروط مناظرة «فوكس نيوز» المقترحة. ورفضت بشكل خاص استخدام تلك المناظرة لتحل محل مناظرة «إيه بي سي نيوز».
وقال المتحدث باسم حملة هاريس، مايكل تايلر، في بيان شاركته مراسلة «إن بي سي نيوز»، ياميتشي ألكيندور، على منصة «إكس»: «دونالد ترامب يركض خائفا ويحاول التراجع عن المناظرة التي وافق عليها بالفعل ويركض مباشرة إلى فوكس نيوز لإنقاذه».
هاريس أيضاً علقت عبر حسابها في «إكس» بالقول: «من المثير للاهتمام كيف أن عبارة ‘في أي وقت وأي مكان’ أصبحت “وقتا محددا، ومكانا آمنا محددا”، وأضافت “سأكون هناك في العاشر من سبتمبر، كما كان قد وافق سابقا. وآمل أن أراه هناك».
موقف متعنت
يأتي هذا التطور في المناظرة الثانية لعام 2024، بعدما قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إنه قرر مواجهة نائبة الرئيس كامالا هاريس على على قناة «فوكس نيوز»، مؤكداً أنه في حال رفضها لذلك فلن يناظرها للأبد.
ترامب الذي قال في وقت سابق إنه لن يواجه هاريس لأنها ليست المرشحة الرسمية للحزب. عاد للتشدد في موقفه ووضع العراقيل أمام خوض المناظرة التي يخشى من تأثيرها الكبير على فرص نجاحه في السابق الرئاسي، وذلك بعدما حصلت هاريس في يوم الجمعة الماضي، على عدد كافٍ من مندوبي بايدن لتصبح رسمياً مرشحة حزبها.
بدورها، تخوض مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس مناورات لعرقلة إقامة تلك المناظرة، فبعد إعلانها في تجمع حاشد في أتلانتا يوم الثلاثاء الماضي، إنها «مستعدة» لمناظرة ترامب، عادت من جديد لتتمسك بموعد المناظرة التي وافق على عقدها ترامب وبايدن في الـ10 من سبتمبر المقبل على شبكة «ABC»، وذلك قبل تنحي الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مواصلة السباق الانتخابي.
This post has already been read 82 times!