• «أولمبياد باريس».. «خرف أخلاقي وموعظة للشيطان»
• أسوأ أولمبياد في التاريخ البشري.. جرعة سامة تذبح «الأديان السماوية»
«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا»
«إذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتماً وعويلا»
أبيات شعرية نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي منذ عقود طويلة لخصت ما حدث في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، وما حمله من انحطاط أخلاقي وإنساني وديني وفني ومهني على كافة الصعد التي لا تمت للفطرة البشرية بأي صلة.
حفل الافتتاح تخلله فقرات استعراضية مشينة أثارت حفيظة العالم بأسره خصوصاً المشهد المتعلق بتجسيد لوحة الفنان العالمي ليوناردو دافينشي “العشاء الأخير” أو ما يصح تسميتها بـ “العشاء الساخر”، حيث ظهر أحد المتحولين جنسياً وهو يجسد شخصية السيد المسيح ويتراقص وقفز ويتمايل بحركات لا تمت للدين أو الفن بأي صلة.
• استغلال فرنسي
تسبب استغلال فرنسا لحفل الافتتاح بموجة غضب عالمية عارمة لهدفها الواضح وهو الترويج للشذوذ الجنسي ومخالفة الفطرة الإنسانية التي تدعو للاشمئزاز وعدم القبول بتلك الأفكار الشاذة، ووصِفَ ما حدث بالافتتاح بالانحطاط الحضاري والثقافي.
وفي فقرة أخرى، لقي الحفل انتقاداً بسبب ترويجه للعنف وهو ما تجلى خلال الفقرة الغنائية التي أظهرت الملكة السابقة “ماري أنطوانيت” تغني برأس مقطوعة، إضافة إلى سقطات أخرى وقع بها منظمو حفل الافتتاح لا يمكن تجاوزها وعدم انتقادها.
• دعوات للمقاطعة
مع انتهاء حفل الافتتاح الذي صدم العالم بأسره، ارتفعت الأصوات من كافة المستويات على مواقع التواصل الاجتماعي مستنكرة ما حصل ومطالبة بضرورة مقاطعة الأولمبياد وضرورة سحب اللاعبين المشاركين في البطولة لخروجها عن أهدافها الإنسانية، حيث أعلنت شركة اتصالات وتكنولوجيا أميركية، أنها قررت وقف تعاقداتها الإعلانية مع الأولمبياد في باريس، وقالت شركة “C Spire” في تدوينة لها على حسابها الرسمي بمنصة “إكس”: “لقد صدمنا بسبب السخرية من (لوحة) العشاء الأخير خلال مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس”.
• انتقادات حادة
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، شن هجوما لاذعا جديدا انتقد فيه “ضعف الغرب وتفككه”، وهو ما تجلى برأيه في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
ورأى الزعيم المحافظ أن الحفل الذي أقيم، على نهر السين، وهدف إلى إظهار التنوع في فرنسا جسد “للخواء” الأخلاقي في الغرب.
بدورها، انتقدت الكنيسة الفرنسية، ما حدث في حفل الافتتاح على لسان الأساقفة الفرنسيين الذين عبروا عن أسفهم من تضمن الاحتفال (بافتتاح الأولمبياد) مشاهد استهزاء وسخرية من المسيحية.
وقال الأساقفة الفرنسيون: “نشكر أعضاء الطوائف الدينية الأخرى الذين أعربوا عن تضامنهم معنا.”
من جانبها، وصفت الخارجية الروسية حفل افتتاح الاولمبياد بأنه مني بـ “الفشل الذريع” على كافة الأصعدة.
• إدانة الأزهر
من ناحيته أدان الأزهر الشريف في بيان له مشاهد الإساءة للمسيح عليه السلام في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بباريس، قائلاً: نرفض الإساءة لأي نبي من أنبياء الله ونحذر من خطورة استغلال المناسبات العالمية لتطبيع الإساءة للدين.
• شكوى رسمية
بدورها، قالت عضو البرلمان الأوروبي الفرنسية ماريون ماريشال: “إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشعرون بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة للعشاء الأخير خلال حفل افتتاح باريس 2024، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث، بل أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز”.
وفي منشور عبر حسابه على منصة إكس، أعلن المحامي الفرنسي فابريس دي فيزيو، أنه سيتقدم بشكوى رسمية في 29 يوليو الجاري ضد تجسيد لوحة “العشاء الأخير” -التي تتضمن في رأي البعض- تصويرا للنبي عيسى وتلاميذه من خلال عرض “دراغ كوين” خلال افتتاح دورة الألعاب الأولمبية.
أما النائبة عن حزب التجمع الوطني، لور لافاليت، فقالت عبر حسابها بمنصة إكس، مخاطبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “السيد رئيس الجمهورية، نحن جميعا سعداء للغاية بدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، ولا أريد التحدث في السياسة هذا المساء. لكن هل حقا كان هذا ضروريا؟”، في إشارة إلى العرض.
• مرحاض أوروبا
شهدت باريس أسوء افتتاح للأولمبياد في التاريخ البشري بعد ما شهدناه من انحطاط أخلاقي منقطع النظير، حيث أثبتت فرنسا المثل الإنجليزي القائل «لو كانت أوروبا منزﻻ، فبريطانيا هي البهو، و إيطاليا هي المطبخ، و فرنسا هي المرحاض»، فحفل الافتتاح الشاذ والمشين برهان واقعي بالفعل على هذا المثل، الانحطاط الأخلاقي ليس ثقافة ولا يعتبر من التحضر بل جرعة سامة تخترق خلايا الفطرة السليمة لتضربها في مقتل وتطيح بمفاهيم الذوق العام لصالح حفنه دنيئة تحارب الشرف والعفة والطهارة.
• الشيطان يعظ
الدولة الفرنسية التي أصابها داء الخرف الأخلاقي مثل باقي دول القارة العجوز تدعي دائماً دفاعها عن الحريات ليأتي ذلك «الافتتاح»، ويكشف تناقض موقفها كدولة بائسة تشرع الفجور والفسق على حساب الأديان السماوية، ويتجلى ذلك التناقض أيضاً عند المقارنة بموقفها تجاه أحداث فلسطين فدائماً تصريحاتها تكون متأرجحة بين همجية الدولة الصهيونية والمذابح التي تجري في غزة فكأنها «شيطان يعظ» لأنها تقدم الخمر باليسار وتدعو الملائكة للصلاة باليمين ، تماماً كما حدث أيضاً من تباين في منع روسيا من المشاركة نتيجة الحرب في أوكرانيا، والسماح للكيان الصهيوني بالمشاركة رغم الحرب في غزة.
ما سبق يحتم على المجتمع الدولي فرض عقوبات دولية رادعة على هذا البلد المارق على الأخلاق والأعراف الإنسانية وطردها من عضوية مجلس الأمن، حتى لا يتجرأ هؤلاء الشواذ مرة أخرى على النيل من الأديان السماوية والجرأة على الله ورسله الكرام لنحميهم من التدنيس المتعمد، وهذا أقل ما يجب تقديمه لوقف هذه الحرب الضروس على البشرية الحقيقية وردع كل من تسول له نفسه غرس الحقد في يد المجتمعات المؤمنة، إضافة لضرورة وجود فريق دولي ينظم قواعد الأحداث العالمية فيما كل ما هو قادم ووضع ضوابط إنسانية وأخلاقية تنطلق المبادئ الفطرية للإنسان السديدة.
على الدول التي تصف نفسها بالمتقدمة أيضاً أن يكون ميزانها واحد في جميع القضايا فلا يصح معاقبة الدول والمجتمعات التي ليس لها حيلة، وترك ما حدث في الأولمبياد يمر مرور الكرام، وإلا ستكون سقطة واضح ومكشوفة، حيث نراهم يهاجمون بعض الدول العربية وغيرها فيما يتعلق بالحريات، وعندما تدور الدوائر يغضون أبصارهم كأن شيء لم يكن.
This post has already been read 84 times!