انهارت أسهم شركة “مايكروسوفت” التكنولوجية العملاقة نتيجة العطل التقني الذي أصاب الأجهزة والكمبيوترات والخوادم التي تعمل بنظام “ويندوز” ليل الخميس وصباح الجمعة، حيث خسرت الشركة التي تقدر قيمتها السوقية بنحو 3.2 تريليون دولار ما يزيد على 23 مليار دولار على الفور بعد هبوط قيمة أسهمها بأكثر من ثلاثة في المئة في التعاملات المستقبلية المبكرة.
وسيظل من الصعب حساب الخسائر التي خلفها العطل التقني العالمي الذي تسبب في تعطل مئات الشركات والهيئات والمصالح حول العالم، من عمليات المصارف والشركات المالية إلى منافذ الدفع بالمحال إضافة إلى المطارات والمستشفيات وغيرها.
لكن دراسة قبل 10 أعوام من معهد “بونمون” قدرت في المتوسط أن انقطاع الشبكات يؤدي إلى خسارة في الدقيقة بنحو 9 آلاف دولار.
وعلى أية حال سيتضح الحجم الحقيقي للخسائر التي منيت بها الشركات والأعمال حول العالم بعد فترة، حين تحسب كل شركة وهيئة ومؤسسة خسائرها المباشرة وغير المباشرة نتيجة العطل التقني، والذي تباينت مدته ما بين شركة وأخرى وهيئة ومصلحة وأخرى.
ما الذي حدث؟
“كراود سترايك” شركة أمن سيبراني أميركية من بين الأشهر عالمياً وتبلغ قيمتها السوقية نحو 83 مليار دولار. ولديها وفقاً لموقعها الإلكتروني أكثر من 20 ألف مشترك حول العالم.
ووفقاً لإشعار أرسلته “كراود سترايك” إلى عملائها فإن برنامجها “فالكون سينسور” المستخدم على نطاق واسع تسبب في تعطل نظام التشغيل “مايكروسوفت ويندوز” وعرض شاشة زرقاء، تعرف على نحو غير رسمي باسم “شاشة الموت الزرقاء”.
وقد تسبب هذا العطل التقني في تعطل عمليات كثير من الصناعات، إذ ترتب عليه اضطراب في الرحلات الجوية وحركة الطيران وانقطاع بث عدد من المحطات التلفزيونية، واضطراب في كل شيء من البنوك إلى أنظمة الرعاية الصحية.
قطاع الطيران
وفقاً لبيانات شركة تحليلات الطيران العالمية Cirium، فإنه من بين أكثر من 110 آلاف رحلة تجارية عالمية كانت مقررة أمس الجمعة، تم إلغاء 5 آلاف رحلة وسط توقعات بمزيد من الإلغاءات. وبالمقارنة، فقد تم إلغاء ألفين رحلة يوم الخميس قبيل تلك المشكلة التقنية.
ويعد قطاع الطيران حساساً بشكل خاص نحو الاضطرابات نتيجة اعتماده على جداول منسقة بشكل وثيق. ويمكن أن تؤدي التأخيرات إلى إلغاء جداول المطارات وشركات الطيران للمتبقي من اليوم.
وكانت شركة الطيران الأميركية Delta Air من بين أكثر الشركات تأثراً، مع إلغاء 20% من رحلاتها. وعلى مستوى أميركا وآسيا وأوروبا، واجهت شركات مثل Ryanair وUnited وAir India تأخيرات وتعطلات.
التعافي البطيء
بدأت عملية التعافي البطيء من العطل التقني العالمي الذي ضرب أجهزة كمبيوتر تعمل بنظام ويندوز، بسبب خلل في تحديث برمجيات من شركة “كراود سترايك”، في وقت حذر فيه خبراء من المخاطر المستقبلية.
وقال خبراء لصحيفة “الغارديان” إن التعافي الكامل قد يستغرق أسابيع، بعد أن تضررت الخدمات في عدة مطارات ومستشفيات وأماكن أخرى نتيجة “أكبر انقطاع في التاريخ” لأجهزة الكمبيوتر عن شبكة الإنترنت.
وأكدوا أن كل جهاز كمبيوتر متأثر قد يتعين إصلاحه يدويا، وأشاروا إلى أن الانقطاع أبرز مخاوف تتعلق بعدم استعداد معظم الجهات الحكومية والخاصة التي تضررت لمثل هذه السيناريوهات.
وشددوا على ضرورة وجود خطط طوارئ، خاصة أن الأجهزة معرضة لأن تتعطل مرة أخرى، مع أهمية وجود نسخ احتياطية للمعلومات والبرامج.
This post has already been read 63 times!