- أصداء تنامي حدة المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي
يعيش لبنان على وقع تهديدات إسرائيلية باجتياح الجنوب اللبناني بشكل يعيد للأذهان أصداء حرب تموز ٢٠٠٦ والاحتياج الإسرائيلي للجنوب عام ١٩٨٢، إلا أن الواقع الحالي مختلف بعد حرب غزة وازدياد قوة حزب الله في لبنان عن السنوات السابقة.
وشهدت الفترة الماضية وتيرة مرتفعة من التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان على وقع تنامي حدة المواجهات بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي.
• التهديد الإسرائيلي
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قبل أيام أنه لا يمكن للكيان أن يسمح لحزب الله بمواصلة مهاجمة أراضيه -بحسب توصيفه- وإنه سيتم اتخاذ القرارات اللازمة قريبًا.
في حين تكرر تهديد مسؤولين إسرائيليين في الفترة الأخيرة بشن حرب شاملة على لبنان إذا لم يبتعد مقاتلو حزب الله عن الحدود بين البلدين إلى شمال نهر الليطاني. ليعلن الأسبوع الماضي الجيش الإسرائيلي، المصادقة على خطط عملياتية لهجوم واسع على لبنان.
لكن نشرت القناة الـ12 الإسرائيلية تقارير تؤكد أن الجبهة الداخلية ليست مستعدة بما فيه الكفاية لهجوم واسع من قبل حزب الله.
• هجمات حزب الله على الكيان
يقوم الحزب مع فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، بقصف متبادل مع الجيش الإسرائيلي يوميًا، تسبب بمئات الإصابات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
حيث تؤكد الفصائل في لبنان وعلى رأسها الحزب أنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، ويربط حزب الله وقف هجماته على إسرائيل بإنهاء حربها على قطاع غزة، التي بدأتها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وفي تطور ملحوظ قبل أيام قال أمين عام حزب الله/ حسن نصر الله إن إسرائيل تعتزم استخدام مطارات وأجواء قبرص إذا استُهدفت مطاراتها؛ باندلاع حرب شاملة مع لبنان، مهددا الجزيرة الواقعة غرب لبنان بالتعامل معها كعدو في هذه الحالة.
• كواليس التهديد وتقاطع الأهداف
لفهم التهديد الإسرائيلي باجتياح لبنان وبالتحديد الجنوب يجب التركيز على نقاط مهمة:
– مخرجات حرب 7 أكتوبر في غزة حيث قرر قادة الكيان أبعاد أي ميليشيات أو أذرع إيرانية عن حدودها (لبنان ودرعا والقنيطرة في سورية) لذلك أصرّوا على انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني (كذلك يطالبون بانتشار الروس في درعا والقنيطرة) أو ستقوم هي بإبعاد تلك الأذرع عن حدودها.
– ضمان أمن إسرائيل من جهة لبنان لحماية استثمارات الكيان في البحر ومياهه الداخلية وشمال الجليل.
– القضاء على أي بقية لتواجد فلسطيني في لبنان يهدد الكيان مستقبلًا بالإضافة لإضعاف لبنان نفسه لإبقاءه تحت سيطرة الفواعل الخارجية وعدم تشكيله خطرًا أمنيًا من بوابة المقاومة الفلسطينية.
– حرج وخشية من انفلات داخلي في إسرائيل بعد عدم حسم ملف غزة كل هذه الشهور ونتنياهو بحاجة لتصدير الأزمة خارجيًا في ظل وجود تيار داخل الإدارة الأمريكية يضغط باتجاه أضعاف إيران وانهاء برنامجها النووي عبر حرب شاملة سريعة ونشير هنا لوجود وعود من بايدن بحل الملفات جذريًا عام 2025.
حزب الله من جهته يدرك أنه المستهدف مع وجود احتمالية تخلي إيراني -جزئي- عنه لذلك ربط موقفه من قصف الكيان بإيقاف حرب غزة كدعاية إعلامية من جهة ولأنه بحاجة جبهة غزة في حال اشتعلت المواجهات في جنوب لبنان منعًا لأن تستفرد به إسرائيل. (طلبت إيران من حماس رفض أي هدنة لإبقاء الجبهتين مفتوحة في مفاوضات الدوحة قبل شهرين).
إصرار الحزب على القصف حركة استباقية لإدراكه -مع الإيرانيين- أن الحرب ضدهم قادمة لا محالة، فهو يستعجلها قبل إسكات جبهة غزة.
الوسطاء بين الطرفين عرضوا على الحزب الانسحاب لشمال الليطاني والذي رفضه خوفًا من التنازلات اللاحقة في ملفات أهم وأعقد بالنسبة له كملفات (المطار – المرفأ – نزع السلاح).
مع رفض الحزب لذلك خصوصًا الانسحاب شمال الليطاني، وضغط أمريكا على الكيان لتهدئة جبهة غزة إذا ما أصر نتنياهو على فتح جبهة لبنان، لذلك تؤكد المعلومات أن نتنياهو وافق على التهدئة في غزة وفق شروط تفاوضية سابقة مقابل موافقة بايدن على فتح حرب في لبنان في الأسابيع القادمة
وفي خطوة استباقية -وربما أخيرة – قدم حزب الله عرضًا عبر الوسطاء أن ينسحب مسافة 8 كم عن الحدود الحالية وتنسحب إسرائيل بالمقابل مسافة 8 كم لتدخل قوات اليونيفيل هذه المنطقة التي تصبح منطقة عازلة. وتشير التقارير إلى رفض إسرائيل ذلك وإصرارها على تطبيق القرار 1701. (من مقتضيات القرار إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني تكون خالية من أيّ مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات يونيفيل).
الخلاصة أن فتح جبهة لبنان التي يتوقع أن تحدث خلال الأسابيع القليلة القادمة، يعتبر نقطة تحول مفصلية في المنطقة لكل من حزب الله والكيان وإيران والفواعل الدولية مع اصطفاف روسيا مع الحزب مبدئيًا وتزويده بالسلاح، وقد نشهد فيها انكسار لشوكة الأذرع الإيرانية وفق ترتيب أوراق المنطقة ككل.
• الخسائر المتوقعة
أما خسائر الكيان الصهيوني فالحرب لن تكون سهله عليه سيواجه هجمات واسعة ستطال عمقه الاستراتيجي، وسيتم استهداف أماكن حيوية من قبل حزب الله مثل المطارات والموانئ وغيرها، وسيأخذ ذلك بالحسبان قبل الاقدام على خطوة الحرب الشاملة مع حزب الله.
This post has already been read 130 times!