أهدف الحرب الصهيونية لم تتحقق.. لم تستعيد الأسرى وصواريخ حماس تصل تل أبيب
تتجه الإنظار إلى غزة في ظل الحرب الصهيونية التي تزهق أرواح المدنيين بلا رحمة كل يوم، حيث يرتكب العدو الصهيوني المجازر ويمنع الطعام والشراب عن شعب اعزل كل ما يريده من الحياة هو وطنه المحروم منه منذ سنوات عجاف مرت ، وسط وعود دولية بمنحهم هذا الحق ولكنها لا تتعدى مرحلة السراب رغم القرارات الدولية التي تظل حبر على ورق.
رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي يقود العدوان الهمجي على الفلسطينيين رفض العديد من المبادرات التي عرضت عليه من أجل السلام وواصل تدمير غزة بلا هوادة إضافة تسهيله للمجرمين في الضفة الغربية بالاعتداء على سكان القدس وانتهاك حرمة المسجد الأقصى بمساعدة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش المحسوبان من اليمين المتطرف.
* الهدنة المقترحة
وتقدم مؤخراً الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة لإنهاء الحرب في غزة متضمنة 3 مراحل، تبدأ بوقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بغزة ودخول المساعدات، في الوقت الذي سقطت فيه ورقة التوت عن مدعي الحريات وحقوق الانسان وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية.
هناك مؤشرات كبيرة وكثيرة حول توقيت تقديم الرئيس الأمريكي لخطته التي تنص على إيقاف الحرب على غزة وأول هذه المؤشرات تزايد السخط العالمي على الكيان الصهيوني والذي امتد إلى أغلب شوارع أمريكيا وأوروبا حيث وصلت الاعتصامات والتنديد إلى أغلب الجامعات ما تسبب في حالة من التخبط بين الأوساط السياسية الغربية والتخوف مما بعد ذلك.
ثانياً بات هناك قناعة ويقين من قبل الإدارة الامريكية بفشل أهداف التوغل العسكري الإسرائيلي والذي كان على رأس أولوياته القضاء على الجانب العسكري من حركة حماس الممثلة بكتائب القسام حيث أنه بعد ما يقارب العشر أشهر لا يزال مقاتلو القسام يحاربون ببسالة في شمال القطاع التي سيطرة عليها شكلياً القوات الصهيونية منذ بداية الحرب الهمجية على القطاع.
ثالثاً ان انتخابات الرئاسة الامريكية المقرر اجراؤها في نوفمبر المقبل ليست بعيدة عن حسابات الرئيس الأمريكي جو بادين فهو يحاول استباق الانتخابات بإيجاد نوع من التهدئة لكي لا يحصل هناك أي انعكاسات سلبية على مجريات حملته الانتخابية، إضافة إلا انه لا يستبعد تكون فترة المهلة التي تنص عليها الخطة هي استراتيجية للحصول على هدنة لتغطية فترة الانتخابات وبعدها تقوم استفزازات لخرق الهدنة.
* أهدف الحرب
رغم أن مقترح الرئيس الأميركي في ظاهره يصب في مصلحة الكيان الصهيوني المدعوم من قبل أميركا ولكنه على أرض الواقع – في حال قبول جميع الأطراف به – سيكون نصراً للمقاومة الفلسطينية وذلك لأن الحرب الصهيونية لم تحقق أهدافها المزعومة والتي تتلخص فيما يلي:
1)_ ضمان عدم قدرة حماس على شن هجمات في المستقبل واستعادة الأسرى.
2)_ استعادة ثقة الإسرائيليين بقدرة حكومتهم وجيشهم على توفير الأمن لهم.
3)_ إعادة تأسيس قوة الردع الإسرائيلية بنظر الأصدقاء والخصوم في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
4)_ تجريد القطاع بأكمله من السلاح ووضع ترتيبات وآليات لضمان ذلك.
5)_ العمل على أن تكون الحكومة في غزة مدنية وليست أيديولوجية قائمة على أساس ديني.
6)_ إنشاء نظام متكامل للإنذار والحماية على الحدود يوفر الأمن لمواطني الاحتلال.
7)_ تأخذ إسرائيل في الاعتبار المصالح والاعتبارات الاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة والاعتبارات السياسية الداخلية.
* انتصار المقاومة
وبتحليل تلك الأهداف نجد أن البند الأول لم يتحقق فالكيان الصهيوني بعد ما يزيد عن الثمانية أشهر ورغم توغله في كافة انحاء القطاع لم يعثر عليهم وهذا يحسب للمقاومة، والبند الثاني أيضا لم يتحقق بعد الاحتجاجات والانقسامات في المجتمع الصهيوني التي لم نراها منذ تأسيسه، أما البند الثالث عن قوة الردع أيضا لم يتحقق حيث زادت الهجمات من حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وبعض الكتائب في العراق التي تهاجم إيلات بصفة مستمرة، والبند الرابع عن تجريد غزة من السلاح فحتى الآن الكيان غير قادر على مجابهة انفاق حماس التي رغم الحصار الشديد تواصل القتال مع قوات العدو وصواريخ المقاومة مازالت تطال تل أبيب.
أما البند الخامس حول وجود حكومة مدينة في غزة لم يتحقق أيضاً بعد رفض الإمارات ومصر المشاركة بالحكم، كذلك رفض العشائر الغزاوية مع التأييد الشعبي الواسع الذي تحظى به حماس والذي يؤكد صعوبة وجود نظام حكم موالي للكيان الصهيوني هناك، وفي نفس السياق نظن أن الأقرب لحكم القطاع منظمة التحرير الفلسطينية أو إجراء انتخاب ربما تؤدي لعودة حركة حماس مرة أخرى، والبند السادس حول إنشاء نظام حماية متكامل للإنذار على حدود القطاع فذلك ليس بجديد وكان موجود قبل 7 أكتوبر، والبند السابع والأخير أيضا لم يتحقق وظهر خلاف كبير في الولايات المتحدة والكيان الصهيوني مع اقتحام رفح والسيطرة على المعبر الذي أثار حفيظة مصر التي أصرت في اجتماعها الأخير مع واشطن والاحتلال على خروجهم من المعبر ورفض التعاون معهم وهددت بتجميد اتفاقية السلام.
* الفصائل الفلسطينية
اطلقت قطر ومصر والولايات المتحدة كلا من حماس والاحتلال الصهيوني لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس الأمريكي في خطابه، حيث عبرت حركة المقاومة حماس عن ترحيبها الحذر بمقترح التهدئة الأمريكي مع تأكيد الانسحاب الكامل ووقف إطلاق النار، وهذا أيضا كان رأي معظم باقي الفصائل الفلسطينية التي تواصل قتال العدو وتكبيده خسائر فادحة كل يوم في حرب استنزاف ربما تجر العدو الصهيوني إلى حافة الهاوية إذا لم يقبل بهدنة بايدن.
This post has already been read 103 times!