يعتبر الإعلام اليوم (سلاح العصر الحديث) ذلك أنه يرتبط ارتباطاً كلياً بجميع جوانب الحياة في الدولة، سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية، أو الاجتماعية، حتى وصل الأمر بقادة وزعماء العالم أنهم يصرِّحون تصريحات خاصة لا تتعلق إلا بالإعلام وتأثيراته، من هنا تحديداً تبرز أهمية الإعلام العسكري.
• الإعلام العسكري
“الإعلام العسكري الخليجي بنظرة شاملة” هذا الكتاب يدرس تاريخ الإعلام العام والعسكري في العالم الحديث عموماً وفي محيط دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص، وأثر الإعلام على حرب الخليج عام 1990م وكيف ظهرت أوائل الصحف المحلية والعالمية للدول العظمى وأسباب ذلك وآثاره.
يذكر المؤلف وهو الأستاذ فهد المطيري أن الصحيفة الأمريكية The Public Occurrences أو (الأحداث العامة) كانت أول صحيفة تظهر في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عام 1690م، ظهرت بعدها أول صحيفة بريطانية عام 1702، ثم توالى ظهور الصحف المحلية والدولية حتى وصلنا إلى هذا العصر الذي لم يعد فيه الإعلام مجرد علم، بل إنه علم وسلاح في آنٍ واحد.
ثم تطرق للأحداث العسكرية العالمية ودرس علاقتها وارتباطها الوثيق بالإعلام من الحرب العالمية الأولى والسباق الألماني والبريطاني على السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام وتسخيرها لخدمة المجهود العسكري من قبل نشوب الحرب العالمية، وكيف بدأت ألمانيا الحرب بحالة حصار إعلامي لأعدائها تحت شعار : (الحق في التعبير بحرية بواسطة الكلمة أو الطباعة أو الصورة)، ثم انتقل بعد سلسلة من الدراسات لأثر الإعلام على الحروب والسياسات الدولية للحديث عن حرب الخليج الثانية أو حرب غزو وتحرير الكويت وذكر أنها كانت شبه معنى حقيقي لمفهوم (الرقابة الإعلامية).
• حرب الخليج
وفي حرب الخليج الثالثة أو حرب العراق عام ٢٠٠٣م كانت هناك رقابة مشددة ومركزية على الأخبار المتعلقة بالحرب من قبل الجانب الأمريكي، حيث ذكر الكاتب والصحفي “وليام رو” في صحيفة واشنطن بوست :
(أصبح التعتيم والمركزية أشد قوة وصرامة للدرجة التي عمدت فيها الإدارة الأمريكية إلى تفعيل مكتب الإعلام الدولي في البيت الأبيض ليتولى نشر ما يتعلق بالحرب ولإلزام الإعلام بمعلومات رسالته الرسمية التي كانت تعلن عبر المؤتمرات المتواصلة لكبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارات الدفاع والخارجية بمؤازرة مؤتمرات الجنرال “فينست بوكت ” اليومية في مركز السيلية في دولة قطر).
وفي سبيل تحقيق أهداف استراتيجية إعلامية وفق رؤية خاصة بها يعتقد المقرر الخاص لمشروع الرؤية الاستراتيجية الجديدة في الجمعية البرلمانية للناتو ووزير خارجية النرويج السابق “جان بترسن” بأنه (يجب أن تنص الرؤية الاستراتيجية الجديدة على الأهداف التي يسعى الحلف إلى تحقيقها وتوجه تحرُّكاته خلال [العقود] القادمة)! وهذا يؤكد أهمية بناء رؤية استراتيجية وطنية شاملة للدولة على جميع فروع الإعلام.
• الأهداف الاستراتيجية
في إطار مقترح خادم الحرمين الشريفين الأسبق الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتسريع الأداء وإزالة العقبات نحو عمل خليجي مشترك تم إقرار استراتيجية للعمل الإعلامي المشترك (٢٠١٠م – ٢٠٢٠م) لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في القمة الحادية والثلاثين لأصحاب الجلالة والسمو قادة وزعماء دول مجلس التعاون في مدينة أبوظبي عام ٢٠١٠م لتعزيز العمل الإعلامي المشترك بين دول المجلس، وتلخصت الأهداف الاستراتيجية في التالي:
• الهدف الاستراتيجي الأول : تعزيز التعاون وفرص الوحدة بين دول المجلس.
• الهدف الاستراتيجي الثاني: تعزيز علاقات دول مجلس التعاون مع العالم.
• الهدف الاستراتيجي الثالث: تحقيق التكامل الإعلامي بين دول المجلس.
• الهدف الاستراتيجي الرابع : الارتقاء بمستوى الإعلام في دول المجلس.
وتحت كل هدف استراتيجي أهداف فرعية تتعلق بتنفيذه ومتابعة العمل عليه.
في نهاية المطاف يعتقد المؤلف أننا اليوم بحاجة ماسَّة لتفعيل أداة الإعلام المعرفية وسلاحه الحديث في آنٍ واحد حتى نتمكن من تحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعسكري في منطقة الخليج العربي.
This post has already been read 90 times!