• نتنياهو يميل إلى توسيع الهجوم.. المجاعة في القطاع تدخل «المرحلة الخامسة»
التمهيد
يعيش الكيان الإسرائيلي أزمة متداخلة بفعل تداعيات الحرب في غزة بين ارتفاع حدة الغضب العالمي من مجريات التجويع الممنهج ضد المدنيين في القطاع والأصوات المتعالية المطالبة بمعاقبة إسرائيل وأصوات تناقش حلولاً مختلفة، وبين أزمة داخلية انقسم فيها المجتمع الإسرائيلي والقيادات والسياسيين حيال التصرف الأنجع لحل تعقيدات الملف. في ظل الجمود الذي يلف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، على الرغم من مساعي الوسطاء.

المحور
نتنياهو واحتلال غزة
تتعزز لدى رئيس وزراء الكيان فكرة احتلال القطاع من جديد، حيث كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أن “نتنياهو يميل إلى توسيع هجوم غزة والاستيلاء على القطاع بأكمله”. بالتوازي مع تأكيدات مسؤول كبير أنه تم اتخاذ القرار باحتلال قطاع غزة.
كما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، يوم الجمعة الماضي أنه “سيعرف، خلال أيام، إن كان التوصل إلى اتفاق ما زال ممكناً، وإلا فإن القتال سيستمر”. حيث أعلن زامير خلال جولة ميدانية في القطاع: “أعتقد أننا سنعرف، خلال الأيام المقبلة، إن كنا سنتوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح الرهائن”، مضيفًا: “إذا لم يجرِ ذلك فسيستمر القتال بلا هوادة”.
صراع الكواليس الإسرائيلية
استمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإطلاق مزاعمه: “لن ننكسر وأنا أكثر تصميماً من أي وقت مضى على استعادة الأسرى والقضاء على حماس”.
ويستمر رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، الذي عينه نتنياهو مؤخراً رئيساً للأركان، بمطالبه بمناقشة الكابينة الوزارية في الكيان خطط الجيش بقطاع غزة لكن موقع “إسرائيل هيوم” يؤكد أن بنيامين نتنياهو يمنعه من عرض خطته.
وتشرح التقارير أن خطة رئيس أركان جيش الاحتلال لها هدف وحيد يتمثل بهزيمة حركة حماس مع إعادة الرهائن والمحتجزين دون الوقوع في ما أسمته “فخاخ استراتيجية”، أي أنه يعارض عودة الاحتلال الكامل لقطاع غزة لأن ذلك يستنزف القوات الإسرائيلية ويهدد حياة الرهائن.
بذلك فإن خطة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تعمل على تطويق نقاط محورية في القطاع، مع ممارسة ضغط مستمر على حماس بشكل يخلق ظروف لإطلاق سراح الرهائن.
إلى ذلك، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن أكثر من 600 مسؤول أمني إسرائيلي سابق، طالبوا -في رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب- بإجبار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على إنهاء الحرب في غزة.
كما أطلقت حركة “الأم المستيقظة” (تضم أمهات جنود يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي) نداءً حادًّا بضرورة إنهاء الحرب في غزة، بعد قرابة سنتين من القتال المستمر الذي لم يُحقق أهدافه، وتسبّب في تدمير الحالة النفسية والمعنوية لجنود الكيان.

الوضع الإنساني كارثي في غزة
أطلق المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة، خليل الدقران، تحذيراً شديد الجدية من دخول المجاعة في القطاع إلى المرحلة الخامسة، حيث أكد أن الوضع الصحي ينهار بوتيرة متسارعة بفعل سياسة تجويع متعمدة ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، في ظل غياب فعلي للمساعدات الإنسانية.
وأوضح القيادي في حماس، أسامة حمدان أن عدد ضحايا التجويع في غزة بلغ 180 شخصاً، بينهم 93 طفلاً، فيما ارتفع عدد الشهداء جراء استهداف طالبي المساعدات إلى 1487، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مصاب. مؤكداً أن نسبة الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي وصلت إلى 96%، في حين تنتظر 22 ألف شاحنة مساعدات عند المعابر وسط معاناة شديدة لأهالي القطاع.
وفي استجابة عاجلة للأوضاع الإنسانية الكارثية التي يشهدها قطاع غزة المحاصر، أطلقت دولة الكويت، صباح يوم الأحد 3 أغسطس، حملة وطنية بعنوان “فزعة غزة – الكويت بجانبكم”، بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية، وبإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية، ومشاركة جمعية الهلال الأحمر الكويتي وعدد من الجمعيات الخيرية المعتمدة.
الخاتمة
طموحات نتنياهو وخططه الجديدة
تؤكد المعلومات والتقاطعات أن حكومة نتنياهو وضعت ترتيباً جديداً لأهدافها في حرب غزة حيث تتمثل بالنقاط التالية:
– الحسم.
– الإخضاع (أي دفع حماس للاستسلام).
– احتلال غزة.
– استعادة المختطفين.
حيث أكد ياعكوف باردوغو، الصحفي المقرب من نتنياهو هذه الخطط بالتوازي مع تأكيده أن حرب الكيان مع إيران قادمة.
إلى ذلك أكدت مشرعة كبيرة في ائتلاف المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم الإثنين 5 أغسطس، أن برلين يجب أن تدرس “فرض عقوبات على إسرائيل، بما في ذلك تعليق جزئي لصادرات الأسلحة أو تعليق اتفاق سياسي على مستوى الاتحاد الأوروبي”.

This post has already been read 487 times!

