• دول الخليج تحاول إطفاء النيران بين إيران وإسرائيل
• «قاذفة الخنادق» الأمريكية قد تعيق طموحات إيران النووية
يرصد مركز طروس في تقريره الأسبوعي أبرز ما جاء في الصحف العالمية حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، حيث نبدأ تقرير هذا الأسبوع من صحيفة «وول ستريت جورنال» التي أوردت منشوراً بعنوان «ترامب يدعو إيران إلى “الاستسلام” بينما يدرس اتخاذ إجراء عسكري»، وجاء فيه، «أصدر الرئيس ترامب تهديدات حادة ضد إيران وقيادتها يوم الثلاثاء، مشيراً إلى احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى ضربات إسرائيل وتحولها بعيدًا عن السعي لاتفاق دبلوماسي للحد من البرنامج النووي لطهران.
ولا يزال ترامب يحتفظ بإمكانية أن يؤدي تهديد العمل العسكري إلى دفع طهران للقبول بمطالبه للقضاء على تخصيب المواد الانشطارية — وهو مكون أساسي للسلاح النووي. وأشار إلى أن إيران أبدت رغبتها في استئناف المحادثات يوم الاثنين. وقال ترامب في طريق عودته من اجتماع مجموعة السبع إنه ليس مهتماً بوقف إطلاق النار لكنه يريد “نهاية حقيقية” لطموحات إيران النووية.
وتمتلك الولايات المتحدة في ترسانتها قنابل ضخمة تزن 30,000 رطل يمكن استخدامها لاستهداف فوردو، منشأة التخصيب الواقعة بالقرب من طهران والمدفونة تحت جبل، والتي يصعب على إسرائيل تدميرها».
إطفاء النيران
نستمر مع المواجهة الساخنة بين إيران وإسرائيل، ولكن ننتقل هذه المرة إلى صحيفة «واشنطن بوست» وخبرها بعنوان «دول الخليج تحاول إطفاء النيران»، وجاء فيه، «أبلغ مسؤولون إيرانيون الوسطاء بأنهم منفتحون على استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، لكنهم يريدون أولاً أن توقف إسرائيل هجماتها، بحسب ما قاله مسؤولان مطلعان على الأمر يوم الاثنين، فيما استمر القتال بين الخصمين الإقليميين لليوم الرابع.
وقال أحد المسؤولين إن موقف طهران كان: «نحن لم نغادر طاولة المفاوضات قط، ولكن لا مفاوضات ونحن تحت القصف».
وأضاف المسؤول الثاني أن سلطنة عُمان وقطر تقودان جهودًا لبدء محادثات لوقف إطلاق النار — وذلك في إطار مسعى محموم من دول الخليج العربي للحد من تصاعد الصراع المتفاقم على عتبتها، والذي بدأ يوم الجمعة عندما شرعت إسرائيل في شن ضربات ضد إيران، وتحدث المسؤولان بشرط عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الموضوع.
وقد فاقم الصراع المتصاعد شعورًا متناميًا بالقلق في الخليج، بسبب قرب المنطقة من بؤرة الصراع، وذكريات الحروب المدمرة السابقة، والغموض بشأن مدى استعداد إسرائيل وإيران وإدارة ترامب للتصعيد».
أسعار النفط
وفي الشأن الاقتصادي، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، خبراً بعنوان «ارتفاع أسعار النفط بعد دعوة ترامب لإيران بـ “الاستسلام”»، أشارت فيه إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 4 ٪ مع قلق المتداولين من احتمال تدخل الولايات المتحدة بشكل أكبر في الصراع بين إسرائيل وإيران.
وتابعت، «ارتفعت أسعار النفط الأمريكية بأكثر من 4 ٪ يوم الثلاثاء، لتصل إلى حوالي 75 دولارًا للبرميل، وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة قد تتدخل بشكل أكبر في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران».
حتى الآن، لم تؤثر المعارك بشكل كبير على تدفقات الطاقة العالمية، رغم تأثر بعض منشآت الإنتاج والمعالجة في كلا البلدين. وساعد ذلك في الحد من ارتفاع أسعار النفط خلال الأيام الماضية.
لكن يوم الثلاثاء، طالب الرئيس ترامب إيران بـ«الاستسلام». وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن الولايات المتحدة تعرف موقع المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، لكنها «لن تستهدفه (تقتله!) على الأقل في الوقت الحالي». كما عقد الرئيس اجتماعًا مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض.
الطموحات النووية
وعن تأثير الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، أوردت صحيفة «الغارديان» تحليلاً بعنوان «الضربات الإسرائيلية لم تُنهِ البرنامج النووي الإيراني – ولا طموحاته النووية»، أشارت فيه إلى أن الدمار الذي حدث منذ يوم الجمعة يمكن ترميمه خلال أشهر، ومن المرجح أن تؤدي الهجمات إلى تعزيز رغبة الحكومة والشعب الإيراني في الحصول على رادع نووي.
في غضون أيام قليلة من الحرب، قتلت إسرائيل أكثر من عشرة من كبار العلماء النوويين الإيرانيين، واستهدفت جزءاً كبيراً من الهرم العسكري الأعلى في البلاد، وضربت مفاصل رئيسية في برنامجها النووي.
لقد كان عرضًا قويًا للهيمنة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، لكنه لم يُلحق ضررًا بالغًا بالبرنامج النووي الإيراني المنتشر والمحصن بشكل كبير، كما يتفق قادة عسكريون إسرائيليون وخبراء دوليون في منع الانتشار النووي.
في الوقت نفسه، بعيدًا عن كبح الانتشار النووي، قد يدفع خيار إسرائيل باستخدام القوة، إيران لتسريع جهودها نحو الحصول على قنبلة نووية إذا انتهى الصراع الحالي دون تدمير كامل للبرنامج أو التوصل إلى اتفاق بضمانات صارمة وصلاحيات تفتيش واسعة.
قاذفة الخنادق
نعود إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» وخبرها بعنوان «قنبلة (قاذفة الخنادق) الأمريكية قد تعيق طموحات إيران النووية»، الذي استعرضت فيه إمكانيات القنبلة Massive Ordnance Penetrator التي تزن 30,000 رطل التي تُعتبر الفرصة الأفضل لدى المحللين للوصول إلى الأهداف المدفونة بعمق، كما تعد أفضل فرصة لإيقاف أكثر أجزاء برنامج إيران النووي تحصيناً.
قنبلة GBU-57 – المعروفة أيضاً باسم Massive Ordnance Penetrator – هي وحش يزن 30,000 رطل ومغطاة بسبيكة فولاذية عالية الكثافة مصممة لاختراق 200 قدم من الصخور الجبلية قبل الانفجار.
وقال محللون عسكريون، إن هذه القنبلة العملاقة لديها أفضل فرصة لاختراق أهداف مثل منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو، التي دفنتها إيران تحت جبل. وجودها أثار تكهنات بأن الولايات المتحدة قد تتدخل في هجوم إسرائيل.
قال مارك كانسيان، الذي كان يطابق القنابل بالأهداف في الجيش وعمل لاحقاً في “البنتاغون” على المشتريات والميزانيات، بما في ذلك برامج مثل الـ”MOP”: “هذا هو بالضبط ما صُممت من أجله.”

استمرار الصراع
نعود إلى صحيفة «واشنطن بوست» وخبرها بعنوان «الصراع بين إسرائيل وإيران قد يستمر فقط طالما استمرت صواريخهم»، وجاء فيه «يبدو أن شدة وابل الصواريخ الإيرانية تتراجع مع نفاد مخزونها، وفي الوقت نفسه، تنفد لدى إسرائيل ذخائر اعتراض الصواريخ المكلفة. منذ يوم الجمعة، تكرر المشهد نفسه أكثر من نصف دزينة مرات في سماء إسرائيل: وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية ينطلق بسرعة. تصاعد وابل من صواريخ الاعتراض الإسرائيلية الدفاعية التي تسقط معظمها، لكن ليس كلها.
السؤال الرئيسي هو: إلى متى يمكن لكل طرف الاستمرار؟ وقد يؤثر الجواب على مدة استمرار النزاع.
قدرت أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن لدى إيران نحو 2000 صاروخ قادر على السفر لمسافة 1200 ميل لضرب إسرائيل، لكن جزءاً كبيراً منها دُمّر عندما شنّت قوات العمليات الخاصة الإسرائيلية في إيران وطائراتها المقاتلة هجومًا مفاجئًا في وقت مبكر من يوم الجمعة، مما أشعل النزاع.
منذ ذلك الحين، تقول المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إن إيران أطلقت نحو 400 صاروخ من مخزونها المتبقي، وقامت الضربات الإسرائيلية بتدمير 120، أي ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. علاوة على ذلك، أعلن المسؤولون الإسرائيليون يوم الاثنين أنهم حققوا التفوق الجوي فوق طهران قبل الموعد المقرر، مما يعني أنهم يمكنهم الحد أكثر من قدرة القوات الإيرانية على إطلاق الصواريخ.
حتى الآن، يبدو أن شدة وابل الصواريخ الإيرانية تنخفض بشكل حاد. بعد أن أطلقت أكثر من 150 صاروخاً في الليلة الأولى للنزاع يوم الجمعة، أطلقت إيران وابلًا من 10 صواريخ فقط بعد ظهر الثلاثاء.
قال فابيان هينز، محلل عسكري بمعهد الدراسات الاستراتيجية الدولي: “على إيران أن تقوم بحسابات صعبة جداً لأن لديها كمية محدودة من الصواريخ، وبالنظر إلى معدل الإطلاق، لا يمكنها إعادة التزويد بشكل فوري”. وأشار إلى أن الـ150 صاروخاً التي أطلقت ليلة الجمعة كانت أقل من الـ200 صاروخاً التي أطلقتها إيران على إسرائيل في أكتوبر ردًا على اغتيال قادة حماس وحزب الله.
ومع ذلك، يحذر المحللون الإسرائيليون من أن أكثر من نصف ترسانة إيران لا تزال سليمة، وقد تكون هناك كمية غير معروفة من الصواريخ مخبأة في مستودعات تحت الأرض.
بينما قامت إسرائيل بتقليل قدرات إيران الهجومية بشكل كبير، فإن إقامة دفاعاتها مكلفة جداً. ذكرت صحيفة “ذا ماركر”، وهي صحيفة مالية إسرائيلية رائدة، أن الدفاع الصاروخي يكلف إسرائيل ما يصل إلى مليار شيكل، أي ما يعادل حوالي 285 مليون دولار في الليلة الواحدة.
وبناءً عليه، يقول المراقبون إن حرب استنزاف طويلة بين إسرائيل وإيران قد لا تكون ممكنة – على الأقل في هذا المستوى من الشدة.
This post has already been read 655 times!

