التمهيد
تثبت المملكة العربية السعودية مكانتها الدولية ووزنها وثقلها باستضافتها للمحادثات التمهيدية بين الروس والأمريكان في الرياض والتي تمهد لقمة بين زعيمي البلدين في المملكة. وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيعقد اجتماعه الأول مع بوتين في السعودية بعد مكالمة هاتفية بينهما، ضمن مساعيه لوضع حد للهجوم الروسي على أوكرانيا.
محور القراءة
قمة الوزراء تمهيد لقمة القادة
استضافت الرياض اجتماعاً خاصاً يوم الثلاثاء 18 فبراير الجاري بين وفد أمريكي مكون من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووفد روسي يرأسه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والمستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف.
ورعى الاجتماع بتوجيهات القيادة السعودية وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان.
الأهمية والمسارات
تعتبر هذه المباحثات هي الأولى على هذا المستوى الكبير بين واشنطن وموسكو منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، حيث تستضيف السعودية الجانبين بعد ثلاث سنوات على الأزمة الأوكرانية في رسالة واضحة أن الوساطة السعودية قد تسمح بحل تعقيد الأزمة التي تنذر بتحولها لحرب عالمية.
ورغم أن الخارجية الأمريكية أوضحت أن المحادثات ليست حول أي “مفاوضات” بشأن أوكرانيا، بل هي تتمة لمكالمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره فلاديمير بوتين، قبل أيام، ما يعني أنها تمهد للقمة المحتملة بين الزعيمين.
تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية للصحافة في الرياض أكدت “أنه يجب أن لا يُنظر إلى هذا الأمر باعتبار أنه يتعلق بالتفاصيل أو بالتقدم في إطار شكل من المفاوضات”. موضحة أنه “كما طلب الرئيس دونالد ترامب، فإن هذا في الواقع متابعة لتلك المكالمة الهاتفية لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا المضي قدماً ومعرفة ما هو ممكن”.
أما موسكو فسبق وأعلنت أن هذا الاجتماع “سيكون فرصة، وسيكون بمثابة مقدمة” لمفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث أن الأمر الأهم هو البدء بتطبيع حقيقي للعلاقات بينهم وبين واشنطن.
وأكد رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي وعضو فريق التفاوض الروسي في المملكة العربية السعودية، كيريل دميترييف، في تصريحات إعلامية أن المحادثات التي عُقدت في الرياض بين كبار الدبلوماسيين من روسيا والولايات المتحدة كانت “إيجابية”.
من أبرز انعكاسات الدور السعودي في الوساطة الدولية، قيام الرئيس الأوكراني زيلينسكي بزيارة رسمية للرياض كان مخططاً لها منذ فترة طويلة، بحسب تصريحات الأوكرانيين التي أكدت أن الرئيس زيلينسكي الذي سيزور الرياض اليوم الأربعاء 19 فبراير لا ينوي لقاء مسؤولين روس أو أمريكيين، ما يعني وضع الملف بيد السعوديين.
كما أن تصريحات الكرملين، يوم الثلاثاء 18 فبراير التي اعتبرت إن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي هو “حقها السيادي”، حيث تبدو موسكو أكثر ارتياحاً بشأن انضمام كييف إلى اتحاد سياسي واقتصادي وليس إلى تحالف عسكري مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يعزز أن محادثات السعودية بين الروس والأمريكان تحقق اختراقات مهمة.
الخاتمة (الاستنتاج)
ملفات المنطقة والدور السعودي
قبل الاجتماع مع الروس، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يوم الاثنين 17 فبراير إلى الرياض، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بهدف استعراض جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، والأهم مناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية، وتبادل الآراء حولها، إضافة إلى الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار.
ووفق التقارير ناقش المسؤول الأمريكي مع القيادة السعودية الوضع في قطاع غزة بعد مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعي إلى تهجير الملايين من سكان القطاع. لا سيما أن وصوله السعودية ضمن جولته الشرق أوسطية حيث كان في زيارة للكيان الصهيوني وأعرب فيها عن دعم قيادات الكيان.
This post has already been read 728 times!

